أخطاء تعلّم اللغات الأجنبية | 9 أخطاء فادحة تعيق تقدّمك وتدفعك للاستسلام

أخطاء تعلّم اللغات الأجنبية | 9 أخطاء فادحة تعيق تقدّمك وتدفعك للاستسلام

تطوير مستوانا في أي لغة لا يتعلّق دائماً بالنصائح والطرق التي تحسّن من سرعة تعلّمنا، بل الأهم من ذلك بكثير هو تجنّب الأخطاء الفادحة التي تعيق تقدّمنا. لكن ما هي أهم أخطاء تعلّم اللغات الأجنبية التي نقع فيها؟ ما هي سلبياتها؟ وكيف يمكن تجنّبها؟ عبر هذا المقال سوف نتحدّث عن تسعة أخطاء فادحة تعيقنا في رحلة تعلّم أي لغة نستهدفها.

توقّف عن ارتكاب هذه الأخطاء في تعلّم اللغات الأجنبية

لنعتبر أنّك طلبت مساعدة شخص ما في تعلّم أي لغة بهدف أن يساعدك في تجنّب أخطاء تعلّم اللغات الأجنبية التي يقع فيها معظمنا، دعني أخمّن الجواب! في معظم الحالات يكون:

إمّا قم بالتركيز على عدد الكلمات التي تتعلّمها وحاول زيادتها، أو أنت شخص ضعيف في القواعد grammar وعليك الدراسة بشكل أكبر. أو بعضهم يخبرونك أنّك لا تنطق اللغة بشكل صحيح وعليك التدرّب بشكل كبير على اللكنة.

دعني أوضّح الأمر لك، كل ما سبق هو شيء طبيعي وجزء من عملية تعلّم أي لغة ولا أعتقد أنّها أخطاء، والسبب بسيط، لأنّه يوجد أخطاء أهم بكثير تسهم بشكل سلبي في تقدّمك في تعلّم أي لغة. لذلك سوف نتعرّف على 9 أخطاء يقع فيها الكثيرون بشكل يومي، ولا يجب عليك أن تكون أحدهم.

1. الظنّ أن لفظك للغة لن يتحسّن أبداً (اللكنة)

الظنّ أن لفظك للغة لن يتحسّن أبداً (اللكنة):
الظنّ أن لفظك للغة لن يتحسّن أبداً (اللكنة):

إن كانت اللكنة التي تتحدّث بها لأي لغة تتعلّمها ليست مثالية، فلا تعتقد أنّ هذا الأمر سلبي أبداً وخاصّة إن كنت مبتدىء في تعلّم اللغة. وفي الحقيقة المشكلة ليست في الشخص نفسه وإنّما في صعوبة إكمال هذه المرحلةـ فلكل لغة مفرداتها الشاذّة والتي يخطىء الجميع في نطقها في الحياة اليومية.

الخطوة الأولى هي تحديد القواعد الصوتية للغة التي تتعلّمها، ثم الخطوة الأهم هي التحدّث وإن لم يكن مع أشخاص آخرين يمكنك التحدّث بصوت مرتفع مع نفسك ومحاولة لفظ المفردات بشكل مفهوم.

هذا الموقع الرائع  (https://forvo.com/) يساعدك كثيراً في إيجاد اللفظ الصحيح لكل كلمة وبعدّة لهجات. لا تنسى تكرار المفردات أكثر من مرّة، فاللفظ في النهاية هو نتيجة تمرين عضلات الفم واللسان لفترة طويلة ومستمرّة، وبعد فترة قصيرة سوف تلاحظ الاختلاف.

2. الدراسة المكثّفة للغة دون توقف

الدراسة المكثّفة للغة:
الدراسة المكثّفة للغة:

ربما تعتقد أنّه كلّما زادت عدد ساعات الدراسة للغة كلّما حقّقت إنجاز أكبر، للأسف هذا الكلام خاطئ. ذكرنا في أكثر من مقال سابق أنّ دراسة اللغة لا يجب أن يكون أمر مرهق كالوظائف المنزلية، بل هي تجربة مميّزة في حياة أي شخص. بعض الأشخاص يشبّهونها بتعلّم ركوب الأمواج أو العزف على الغيتار.

ولكن اتباعك للطرق التقليدية في التعلّم يجعل من هذه التجربة كابوس حقيقي ويبطىء عملية تقدّمك بشكل كبير. دعوني أخبركم عن تجربتي باختصار:

أنا تعلّمت اللغة الإسبانية في مدرسة في الخارج، وخلال الشهر الأول من الكورس كنت أنهي من المدرسة وأتّجه للمنزل بهدف عدم إضاعة الوقت والبدء في دراسة ما تعلّمته.

لكن المثير للاهتمام أنّني كنت ألاحظ أن زملائي كانوا يقضون معظم أوقاتهم في الخارج، وبعد مرور فترة من الزمن، في الحقيقة لم أصدّق ما حدث!، لاحظت أنّ معظمهم تحسّن بشكل سريع وكانوا يتحدّثون بشكل أفضل منّي بكثير، وعندها تساءلت كيف يمكن لشخص يقضي معظم وقته في الخارج أن يكون أفضل من شخص آخر يدرس لعدّة ساعات يوميّاً؟

وجدت الإجابة عندما انضممت إليهم وأصبحت أقضي معظم الوقت معهم. المفاجأة أنّهم كانوا يمارسون التحدّث باللغة طوال اليوم, وهذا الشيء دفعني للتحسّن والتحدّث باللغة خلال وقت قياسي. بدأت حينها أقضي وقتي معهم أو في مشاهدة الأفلام والبرامج أكثر من الوقت الذي أقضيه في الدراسة بالورقة والقلم.

أتمنى أن تكون الفكرة قد أصبحت واضحة. لكن مع ذلك ربما قد تجد تجربة أشخاص آخرين مختلفة تماماً وفي النهاية هذه تجربتي الشخصية فقط.

3. الاعتقاد أنّ تعلّم لغة جديدة في مجتمعك أمر صعب

الاعتقاد أنّ تعلّم لغة جديدة في مجتمعك أمر صعب:
الاعتقاد أنّ تعلّم لغة جديدة في مجتمعك أمر صعب:

الكثيرون يعتقدون أنّه لتعلّم لغة جديدة بسرعة عليك السفر لدولة متحدّثة بهذه اللغة وتعلّمها هناك. للأسف هذا أمر خاطئ والإنترنت في أيامنا الحالية يجعل من السهل عليك تعلّم لغة جديدة في بيئة مثالية ومن المنزل.

يمكنك عبر الانترنت إيجاد الكثير من المصادر المجّانية والتي تساعدك بشكل كبير في تطوير مستواك في أي لغة ترغب بها, ولكن طبعاً باتباعك الطرق الصحيحة في التعلّم.

في فيديو سابق على اليوتيوب نشرنا معلومات عن 6 تطبيقات مجّانية تساعدك في التحدّث باللغة الإنجليزية, أكبر فائدة يمكن تحقيقها من بعض هذه التطبيقات هو حصولك على فرصة للتواصل مع أشخاص أصليين متحدثين باللغة وتبادل المنفعة معهم. كما تحدثنا في مقال سابق عن أفضل المواقع المضمونة لممارسة اللغة الإنجليزية مع الأجانب مجاناً.

لكن انتبه الأمر لا يتوقّف عند الانترنت وحسب، تمتلك مصادر أخرى مثل الأفلام والموسيقى أو حتّى تهيئة البيئة من حولك لتتكّيف مع اللغة الجديدة. مثلاً تغيير لغة الهاتف المحمول أو برامج التواصل الاجتماعي وغيرها إلى هذه اللغة الجديدة.

4. الخوف من ارتكاب الأخطاء في تعلّم اللغات الأجنبية

الخوف من ارتكاب الأخطاء في تعلّم اللغة
الخوف من ارتكاب الأخطاء في تعلّم اللغة

كما يقول باولو كويلو “طريق الحكمة يعني عدم الخوف من ارتكاب الأخطاء”.

الوقوع في أخطاء تعلّم اللغات الأجنبية هو جزء جوهري في رحلة تعلّم أي لغة أصدقائي أو لنكون واقعيين ارتكاب الخطأ هو سرّ النجاح في أي شيء نقوم به. فكم مرّة تنجح في تحقيق شيء ما من التجربة الأولى؟

دعونا نسأل أي عالم على سبيل المثال، وسوف يخبرنا أنّ الأخطاء التي يقع فيها تقود إلى اكتشافات عظيمة وبشكل من الأشكال إن لم تخطىء فلن تتقدّم.

وأعتقد أنّ هذا الخوف من الخطأ قد يتجسّد كمثال: في التأخّر في ممارسة التحدّث بأي لغة حتّى مرحلة إتقانها وخاصّة إن كانت تجربتك السابقة مع أي لغة دفعتك للشعور بالضغط والخوف من تحدّثها أمام الأشخاص الآخرين. لكي لا أطيل عليك، دعني أخبرك أنّ هذا الأمر هو خطأ فادح يمنعك من التقدّم، لذلك لن أخبرك بالبدء بالتحدّث منذ اليوم الأول لك وحسب، بل أبدأ بارتكاب الأخطاء منذ اليوم الأول!

وبعد الخوض في هذه التجربة صدّقني سوف ترى تحسّن ملحوظ خلال عدّة أيام وليس أشهر! وهذا الكلام خاصّة للأشخاص المبتدئين في تعلّم أي لغة.

عدم الاستفادة من الأخطاء التي تقع فيها

هذه الخطوة بالطبع مكمّلة للخطوة السابقة فكيف يمكن لك أن تتعلّم من أخطائك إن لم ترتكبها؟

في نهاية كل يوم تمارس فيه اللغة، قم بتخصيص بعض الوقت لتذّكر الأخطاء التي ارتكبتها ودوّنها جانباً واكتب مقابل كلّ منها السبب الذي دفعك لارتكابها وما هو التصحيح لها، ببساطة لكي تحاول تجنّب الوقوع فيها في المرّات القادمة.هل تعلم ماذا سوف يحصل عندها؟ سوف تتفاجأ عندما ترى أنّه بدلاً من الشعور بالضغط والإحباط من ارتكاب أخطاء تعلّم اللغات الأجنبية، سوف تجد فيها الوسيلة الأمثل للتحسّن المستمر.

5. الظن أنّ اللغة الأجنبية التي تتعلّمها صعبة

الظنّ أنّ اللغة التي تتعلّمها صعبة
الظنّ أنّ اللغة التي تتعلّمها صعبة

صحيح أنّ مرحلة تعلّم أي لغة مليئة بالتحدّيات، ولكن الإيمان أنّ اللغة التي تتعلّمها صعبة هو من أكبر الأخطاء التي نقع فيها. فما هو الفرق بين شخص يجد اللغة الألمانية مثلاً صعبة، وآخر يجدها ممتعة ومسليّة؟

ببساطة الشخص الثاني يتّبع الطرق الصحيحة البعيدة عن التعقيدات والضغط في تعلّم هذه اللغة. فإن استمرينا بمثال اللغة الألمانية، عليك أن تعلم أنّه يوجد أكثر من 100 مليون شخص من حول العالم يتحدّث اللغة الألمانية كلغة أجنبية، بالتالي ما الذي يمنعك من أن تكون أحدهم؟

تأكّد أنّهم ليسوا أذكى منك أبداً، وإن كان بعضهم يتحدّث ثلاثة أو أربعة لغات، هل تعتقد أنّهم ولدوا بهذا الشكل؟ الذي أوصلهم لهذه المرحلة هو الطموح والتفاؤل وليس آراء الأشخاص من حولهم.

6. التركيز على المفردات الغير مهمّة في اللغة

التركيز على المفردات الغير مهمّة في تعلّم اللغة
التركيز على المفردات الغير مهمّة في تعلّم اللغة

الكثير يعتقد أنّه كلّما زادت عدد المفردات التي يعرفها الشخص يصبح في مرحلّة متقدّمة من اللغة.

دعونا نكن واقعيين، هذا الأمر يعتمد على عدّة معايير، أهمّها هو نوع المفردات التي تضيفها إلى مخزونك، وفي مقال سابق تحدثنا عن تقنيات اكتساب عدد مفردات كبير في أي لغة تتعلّمها وعدم نسيانها.

اختيار المفردات المناسبة يعتمد على مستواك في اللغة، فإن كنت مبتدىء أو متوسّط المستوى قم بالتركيز على المفردات الأكثر تداولاً واستخداماً في الحياة اليومية. فهل حقّاً يهمّك النقاش حول الاحتباس الحراري أو التحدّث عن أحد أفرع العلوم؟ إن لم تكن في مرحلة متقدّمة لا أعتقد ذلك.

بالتالي عندما تصل لمرحلة متقدّمة عندها يمكنك التوسّع في اللغة بشكل أكبر. وفي الحقيقة هذه النقطة مهمّة جدّاً لأنّني أعلم أن معظمنا عندما يبدأ بتعلّم أي لغة، يكون هدفه هو إتقانها بأقصر فترة ممكنة ويبدأ بالاطلاع على الأخضر واليابس كما يقال! هذا بعيد عن الواقع ومرحلة تقدّمك يجب أن تكون في خطوات مدروسة.

من التمارين المفيدة لمعرفة نوع المفردات التي تحتاجها، هو الكتابة كل فترة حول موضوع معيّن. بحيث تبحث عن المفردات المناسبة لاختيارها للكتابة، وبالتالي كخطوات أولى لك تركّز على الكلمات الأهم والأكثر استخداماً وصدّقني هذه هي المفردات التي سوف تتذكّرها دائماً وتستخدمها بشكل صحيح.

7. الإحباط الذي تشعر به عندما تستمع إلى المتحدّثين الأصليين باللغة

الإحباط الذي تشعر به عندما تستمع إلى المتحدّثين الأصليين باللغة
الإحباط الذي تشعر به عندما تستمع إلى المتحدّثين الأصليين باللغة

ربما تكون قد أمضيت وقت طويل في تعلّم لغة جديدة، وعندما تنتقل لمشاهدة برامج أو أفلام أو حتّى عندما تصادف أحد المتحدّثين بهذه اللغة تشعر بصعوبة كبيرة في الفهم وتصاب بالإحباط وهذه من أهم أخطاء تعلّم اللغات الأجنبية!

فهذا الأمر طبيعي جدّاً، ومن أحد الأسباب أنّ اللغة التي تتعلّمها تكون مختلفة بعض الشيء عن اللغة المحكية في الحياة اليومية. ودعونا نأخذ أقرب مثال إلينا وهو لغتنا العربية، فكما نعلم يوجد فرق شاسع بين اللغة الفصحى واللغة التي نتحدّثها في الحياة اليومية.

بالتالي طالما تملك الأساس للغة، الأمر فقط يحتاج لبعض التمرّن على الاستماع بشكل جيّد وسوف تجد تحسّن كبير خلال فترة قصيرة. أحد التقنيات التي ينصح بها هو مشاهدة أي فيلم أو برنامج في المرّة الأولى مع الترجمة باللغة العربية، من ثم إعادة مشاهدته مع ترجمة باللغة الأصلية له، ومن ثم مشاهدته مرّة ثالثة دون الترجمة. انظر أيضاً مقال كيف يمكن تعلّم لغة جديدة عن طريق مشاهدة الأفلام ؟.

التركيز على إحدى المهارات فقط في تعلم اللغة

تعلّم أي لغة لا يتعلّق فقط بتحدّثها أو كتابتها أو قراءتها أوالاستماع إليها، بل يتعلّق بجميع ما سبق. بعض الخبراء يشبّهون هذه المرحلة بالفترة التي يمر فيها الطفل قبل التحدّث، أي عليك الاستماع للغة بشكل كبير لإتقان تحدّثها، وفي نفس الوقت عليك امتلاك الفكر الإبداعي في الكتابة وطبعاً هذا الفكر تحصل عليه بعد القراءة وبالتالي نرى أنّ جميع المهارات مترابطة مع بعضها البعض ولا يمكن تجزيئها.

لذلك لا تركّز على مهارة واحدة أبداً، والأهم لا تركّز على مصدر واحد فقط، بل عليك البحث عن عدّة مصادر مختلفة والتعلّم منها. فمثلاً، الكثير منّا يبحث أو يمتلك كتاب ما يتعلّم منه وبالطبع في معظم الحالات سوف يستمر في تعلّم اللغة من هذا الكتاب حتّى يقوم بإنهائه، خطأ آخر نقع فيه! أنا لا أخبرك أن تقوم برمي هذا الكتاب بالطبع، ولكن خلال فترة دراستك فيه قم بالاطلاع على مصادر أخرى مسليّة مثل تطبيقات أو مواقع وغيرها.

كما يمكنك الاطلاع على الفيديو الخاص بالموضوع والمقال من هنا:

إذا كنت تبحث عن مصادر موثوقة وطرق فعّالة لتعلم لغات أخرى لما لا تلقي نظرة على قسم تعلم اللغات الأجنبية!

error: هذه الميزة غير متاحة!
Scroll to Top