أسرار تعلّم أيّ لغة في العالم, أصبحت كبيراً في السن على تعلّم اللغات! جميعنا يسمع هذه العبارة باستمرار, ولكن الواقع أنّ أيّ شخص يمكن أن يتعلّم أي لغة جديدة, مهما بلغ من العمر, وأيّنما كان, ولكن باتباعه الطرق الصحيحة.
لذلك تابعونا في هذا المقال للاطلاع على نصائح ذهبية لتعلّم اللغات والتي قمنا بجمعها من أشخاص يتحدثون حتى 16 لغة مختلفة!
المعلومات التي لا تعرفها عن تعلّم اللغات والمأخوذة من أشخاص يتحدّثون حتّى 16 لغة مختلفة :
تعلّم اللغة الفلانية خلال أسبوعين, الانترنت والإعلانات مليئة بجمل مشابها لهذه الجملة, ولكن هل هذا صحيح ؟؟!
هذا الكلام صحيح إن كنت تعتقد أنّ الأرض مسطحّة, أمّا الواقع هذا غير منطقي أبداً, حسب الخبراء لا يمكن تعلّم أي لغة بأقل من 6 أشهر على الأقل, حتّى أنّه خلال 6 أشهر يمكنك تعلّم اللغة للتواصل فيها وحسب وليس لإتقانها بشكل كامل.
أولاً, لماذا علينا الخوض في هذا التحدّي الشاق؟ (أسرار تعلّم أيّ لغة في العالم)
يشرح أحد الخبراء قائلاً أنّه “تعلّم لغات جديدة يساعدنا في الحفاظ على المرونة العصبيّة عندما نصبح كبار في السن ويجعلنا نشعر بأنّ عقولنا ما تزال نشطة وشابّة”.
في حين يضيف آخرون أنّ ” حتى تعلّم لغات قليلة (ولو لغة واحدة غير لغتك الأم) يفتح أمام الشخص الكثير من الأبواب والتي تبقى مغلقة أمام الكثير من الأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط”.
وأخيراً يضيف أحدهم ” كوني شخص متعدد اللغات ساعدني كثيراً بالوصول إلى تجارب تفوق تجارب السفر العاديّة وساعدني كثيراً أيضاً في التواصل والتعرّف على أشخاص من مختلف أنحاء العالم”.
كما يمكنك الاطلاع على مقال “البدائل الدقيقة لمترجم جوجل ولماذا ينصح باستخدامها؟ بدائل Google Translate“.
ولكن ما هي التقنيات التي نحتاجها؟
دعونا نتعرّف على سبعة تقنيات أكثر من كافية:
الاستمرارية:

ليس من الصعب أبداً على أي شخص البدء بتعلّم أي لغة أو تعلّم لغات مختلفة, ولكن الجزء الصعب الاستمرار بالتعلّم.
جميعنا يبدأ التعلّم لأي لغة جديدة بحماس كبير جداً وقد يتمرّن لعدد ساعات كبير يومياً ومن ثم يبدأ هذا الحماس بالاختفاء حتى يتوقّف الشخص عن التمرّن.
السبب الرئيسي وراء ذلك هو الطريقة المتّبعة في دراسة اللغة أو عدم وجود أي دافع لدراستها, وبالتالي عليك أن تعلم أنّ فترة دراسة أي لغة هي أجمل فترة سوف تخوض فيها خلال مسيرتك.
هذا يعني أنّه عندما تشعر بالتعب أو الملل لا تجبر نفسك على الإكمال, لأنّ تعلّم اللغات ليس امتحان سوف تخضع له لاحقاً وابتعد عن التوتر والقلق. وفي حال لم تستطع تحقيق الاستمرارية في التمرّن, اعلم أنّك تتّبع الطريقة الخاطئة في التعلّم وحاول تغييرها.
يذكر أحد الخبراء “اتخذ تعلّم اللغة كنمط من أنماط حياتك اليومية, حيث يجب أن تسخّر ساعة واحدة من اليوم للعمل على إتقان اللغة التي تدرسها, الالتزام هو المفتاح الرئيسي للنجاح”.
قم بالصمود خلال رحلتك وامتلك الرغبة الكافية ولا تخف من الأخطاء التي قد تقع فيها لأن من لا يخطىء لا يتعلّم.
المجتمع المحيط بك:
وهنا نتحدّث عن الخجل من ممارسة اللغة مع الأوساط المحيطة بك. السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو الاستهزاء والمسخرة التي تعترضنا من قبل أصدقائنا أو أفراد العائلة أو أي شخص يستمع إلينا.
النصائح التقليدية تخبرك بالابتعاد عن هذا المحيط ولكن علمياً لا أحد منّا يمكنه التخلّي عن أصدقائه أو عائلته فقط لتعلم لغة جديدة!
والجميع يعتقد انّ هذه الظاهرة فقط موجودة في وطننا العربي, ولكن في الحقيقة من خلال تجربتي, في دول مثل إسبانيا أو فرنسا الوضع مشابه تماماً مع اللغة الإنكليزية مثلاً!
وبالتالي هذه الظاهرة من الصعب التخلّص منها ويمكننا القول أنّه يجب عليك أن تتعوّد على التعليقات التي تحصل عليها في الفترة الأولى ومن ثم سوف يتعوّد الجميع على شخصيتك الجديدة.
Speak, speak, speak التحدّث :

الفرق بين دراسة اللغة بالشكل التقليدي (هنا نقصد بالورقة والقلم) وبين تعلّمها بالاستماع لها واستخدامها, هو أنّ الطريقتين هما وحشين مختلفين, وعدم معرفة التعامل مع هذه الطرق هو السبب الرئيسي بأنّ معظمنا يفشل في تعلّم لغة جديدة, على الرغم من قضاء سنوات من بذل الجهد.
يمكن تشبيه دراسة اللغة بقيادة السيّارة, حيث كما نعلم لا يمكنك القيادة فقط بعد قراءة التعليمات في الكتب دون ممارسة القيادة فعلاً والتدرّب عليها.
إذاً عليك ممارسة المحادثة في اللغة الجديدة بشكل كبير, خلال معظم الوقت الذي تملكه, وبدءً من اليوم الأول.
قد يبدو الأمر مخيفاً بعض الشيء, وخاصّة أنّ الكثير ينصحونك بتجنّب الكلام في الأيام الأولى لك, ولكن للتخلّص من هذا الشعور بالخوف والرهبة أنا أقول لك أبدأ بالتحدّث من أول ثانية تبدأ فيها بتعلّم اللغة!
كما يمكنك الاطلاع على مقال “معرفة 90% من اللغة الإنجليزية العامّة عبر مصدر واحد موثوق“.
أيضاً عليك التفاعل قدر الإمكان مع الأشخاص الأصليين المتحدثين باللغة وأن تبقى على تواصل مستمر ممارساً اللغة الجديدة معهم.
هذا لا يعني أنّ تعلّم اللغة اليابانيّة على سبيل المثال يتطلّب الانتقال للعيش في اليابان, بل في أياّمنا هذه يوجد الكثير من المواقع المتاحة أونلاين والتطبيقات الذكيّة بحيث يمكنك الاعتماد عليها للتواصل بشكل مباشر مع أشخاص أجانب يتحدّثون باللغة التي تتعلّمها.
قد تتساءل لماذا يجب عليهم مساعدتك والتحدّث معك ؟
الجواب بسيط معظم المواقع التي سوف تجدها هي مواقع تبادل ثقافات, أي أنّه يجب عليك أن تبحث عن شخص يتعلّم لغتك وأنت تتعلّم لغته بحيث يمكنكم تقسيم الوقت لتعليم بعضكما البعض.
التفكير المتواصل والدراسة باستخدام اللغة نفسها (أسرار تعلّم أيّ لغة في العالم):

لا تقم بدراسة أي لغة جديدة باستخدام لغتك الأم, ماذا يعني هذا الكلام؟
يعني أنّه لا تقم بترجمة كل شيء للغة العربية أثناء تعلّمك لغة أخرى, قم بترجمة أي كلمة جديدة لك باستخدام اللغة نفسها, مثلاً إن ذهبنا إلى Google translate ووضعنا الكلمة sink في الحالة الطبيعية الشخص يحصل على ترجمتها بالعربية مغسلة, الحالة الصحيحة هي استخدام التعريف الموجود بالأسفل بنفس اللغة مع مثال حي, وهكذا.
أمّا إن كنت تتعلّم لغة ثالثة قم بدراستها باستخدام اللغة الثانية التي تتحدّثها أو باستخدام اللغة نفسها وهكذا.
أمّا بالنسبة للتفكير المتواصل باللغة نفسها فهذا يساعدك في تجنّب التحدّث ببطء, كيف ذلك؟
مثلاً إن أردت التحدّث باللغة الجديدة, معظمنا يقوم بصياغة الجملة باللغة العربية وترجمتها ذهنياً لقولها للمستمع.
هذه العملية تأخذ وقت طويل, وأيضاً في معظم الأوقات هذا يدفعك لقول كلام غير منطقي, لأنّ ترجمة أي شيء يجعله يبدو غير طبيعي وغيرعفوي. وبالتالي مع التدرّب المستمر على التفكير باللغة الجديدة سوف ترى أنّ حديثك سوف يصبح عفوي وسلس بشكل تلقائي.
استخدام الطرق والأساليب الصحيحة والمناسبة للدراسة:
Use the right study tools and methods

يركّز الخبراء أيضاً على أنّه عليك خلال مرحلة تطوّرك بتعلّم اللغة وبعد مدّة معيّنة من البدء أن تقوم بالإكثار من الوقت المخصّص للقراءة والاستماع.
قم بإيجاد مصادر للاستماع للغة أثناء رحلة التعلّم حيث تكون أعلى من المستوى الذي أنت فيه بقليل! (مثلاً مستواك هو A1 قم بالاستماع لتسجيلات من المستوى A2 أو شيء من هذا القبيل). وتأكّد من أنّ ما تستمع إليه مرفق مع النص الخاص به بحيث يمكنك الاطلاع على المفردات المحكيّة.
حالما بدأت بالشعور أنّ مهارة القراءة أصبحت أمر أكثر سهولة بالنسبة لك, قم بالانتقال لمستوى أعلى من الكتب والمقالات واستهدف المعلومات والنصوص التي يقوم بقراءتها الأشخاص الناطقون باللغة بشكل يومي (كتب, أفلام, مجلّات…).
تعبير مهمّ جداً وهو: ” مفردات أكثر, استخدام لغة أكثر, انفتاح وتعرّض للغة أكثر” ولكن ماذا يعني ذلك؟
هذا يعني أنّ التركيز على القواعد فقط خطأ كبير! الشيء الذي يدعم مسيرتك أيضأً هو التركيز على زيادة مخزونك من المفردات والمصطلحات المستخدمة في اللغة.
الدليل على ذلك, حتى وإن كنت تتحدّث بلغة غير صحيحة قواعدياً مئة بالمئة يمكن للأشخاص الآخرين فهمك.
كما يمكنك الاطلاع على مقال “تقنيات اكتساب عدد مفردات كبير في أي لغة تتعلّمها وعدم نسيانها</
ما هو تعريف مصطلح طليق في اللغة بالنسبة لك ؟
لا يوجد نقطة معيّنة ستصل فيها لأن تصبح ناطق بطلاقة للغة, لتصبح طليق هو مصطلح ذاتي وشخصي, الوقت اللازم لذلك يعتمد على العديد من العوامل. يقول أحد الخبراء. يمكن تلخيص العوامل بما يلي:
1.طريقة الدراسة الفعّالة.
2.مقدار الشبه بين لغتك واللغة التي تتعلّمها.
3.كم تكرّس من وقتك للغة.
4.الأعمال الأخرى التي تقوم بها, .
5.إن كنت قد تعلّمت لغة من قبل.
6.إن كنت تتعلّم اللغة بنفسك أو عبر دروس خصوصيّة.
7.المصادر التي تتعلّم منها.
وأخيراً وأهم نقطة هي ماهيّة تعريفك لمصطلح (طليق)”.
يقول أحد الخبراء أنّ “مصطلح طليق لبعض الأشخاص هو أن تكون قادراً على طلب فنجان من القهوة, و لبعضهم الآخر هو أن تكون قادراً على الخوض في نقاش حول السياسات الاقتصاديّة!” وبالتالي ما هو تعريفه بالنسبة لك؟؟!
اتباع التقنيات الصحيحة (أسرار تعلّم أيّ لغة في العالم):

مثلاً تقنيّة تدعى “Chunking”:
تتضمّن الاستماع إلى مقاطع قصيرة من التسجيلات الصوتيّة ومن ثمّ إعادتها بشكل حرفي أكثر من مرّة ومن ثم الاستماع لمقاطع قصيرة أخرى وإعادتها وهكذا حتّى تصبح جزءً من طبيعتك ويمكنك استخدامها.
(نفس الطريقة التي يتبعها المغنيون حيث يقوموا بإعادة المقطع أكثر من مرّة حتى يصبح جزءً منهم ومن ثمّ يطلقون الأغنية)
ابذل أقصى جهدك بالعمل والدراسة
Put in the hard work
الجزء الأخير من هذه الأحجية هو امتلاك الرغبة الشديدة بالتعلّم والدراسة, كمثال حيّ, لو كان الشخص الذي يبحث عن منح دراسية لتعلّم اللغة الإنكليزية يملك الدافع والرغبة لتعلّمها لبدء منذ زمن بعيد بدلاً من انتظار هكذا منح لسنوات عديدة ومستواه ثابت.
إنّ إضافة لغة جديدة إلى مخزون خبرتك في الحياة يتطلّب الشغف والحافز وبعض التكريس من وقتك لذلك.
كما يمكنك الاطلاع على مقال “تحدّث اللغة الإنجليزية بطلاقة من المنزل | 6 تطبيقات مجّانية“.
كما يمكنك الاطلاع على الفيديو الخاص بالموضوع (أسرار تعلّم أيّ لغة في العالم-تقنيات تعلّم لغات جديدة) من هنا:
إن كنت تعتقد أنّ المقال مفيد ويستحق القراءة لا تنسى الإعجاب به ونشره بمشاركته مع أصدقائك.=
لمتابعتنا على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي من هنا :