يسعى الكثير من محبي اللغات لتعلم لغات أجنبية جديدة، وتختلف أسباب كل شخص باختيار اللغة المقصودة. إلا أن هناك بعض الأشخاص الشغوفين باللغات العالمية والمتحمسين لتعلم لغات جديدة ولكنهم غير قادرين على تحديد لغتهم المقصودة وهدفهم القادم بعد تعلم اللغة الانجليزية بكل تأكيد، والتي مازالت تتصدر القوائم بأكثر اللغات انتشاراً وطلباً حول العالم. لذلك قد يراودهم سؤال مهم جدّاً: ما هي أفضل لغة للتعلم بعد اللغة الإنجليزية؟.
من الجيد بالطبع أن نبحث عن لغات لتعلمها لما يمكن أن تقدم لنا من فرص كبيرة في حياتنا؛ فقد أصبحت مهارة احتراف لغات متعددة من أهم المهارات المطلوبة في مختلف الوظائف حول العالم، وعلى وجه الخصوص في مجال السياحة وإدارة الأعمال.
لذلك لا بد أن نختار اللغة المناسبة لنا والتي سنملك الدافع والمحفز لدراستها واحترافها. وتتمحور أهمية وأسباب وجود اللغات التالية في قائمة هذا المقال حول عدد الناطقين بها حول العالم ومدى قيمتها وارتباطها بالمجالات الاقتصادية وفقاً لإحصاءات رسمية.
الإجابة المناسبة عن سؤال “ما هي أفضل لغة للتعلم بعد الإنجليزية” قد تختلف من شخص لآخر، لذلك ستحتاج للإجابة عن الأسئلة التالية قبل اختيار اللغة المناسبة لك.
1. هل مستواك متقدم في اللغة الإنجليزية؟
في حال كنت بمستوى متقدم من اللغة الإنجليزية، فاختيار لغة شبيهة لها، سواء من ناحية المفردات أو القواعد النحوية أو اللفظ، قد يبدو فكرة جيدة. أمّا اختيار لغة مختلفة تماماً عنها قد يصعّب عليك تعلم اللغة الجديدة بشكل كبير، فلما لا تستفاد مما تملكه؟. لكن في حال كنت لا ترغب بتعلم اللغة الإنجليزية أو مستواك مبتدأ في اللغة، فيمكنك الأخذ بعين الاعتبار النقاط اللاحقة.
2. ما هي أهدافك من تعلم لغة جديدة؟
هل تخطط لاستخدام اللغة التي ستتعلمها لأغراض السفر أو العمل أو الدراسة في الخارج أو للتواصل مع أشخاص آخرين أو لأسباب أخرى؟ قد تمتلك أكثر من سبب، لكن عليك اختيار سبب رئيسي واحد لمساعدتك في اتخاذ الخيار الصائب. فإذا كنت تطمح للسفر والدراسة في الخارج، فاللغة الرسمية في بلد الوجهة قد تكون لها الأفضلية التامة، وفي حال حاجتك اللغة لأغراض العمل، فقم باختيار اللغة التي ستدعم مؤهلاتك بالدرجة الأولى وهي اللغة التي ستحتاجها خلال مسيرتك المهنية.
3. ما هي المصادر والموارد المتاحة لديك؟
صحيح أنّ تعلم اللغات الأجنبية أصبح أسهل من أي وقت مضى، ويمكن تعلم أي لغة من المنزل، وبشكل مجاني في أغلب الحالات، لكن من الجيد اختيار لغة يتم ممارستها في المحيط الخاص بك. كما أنّ وجود مدارس لتعليم هذه اللغة في مدينتك سيساعدك بشكل كبير. فقد تحاول تعلم اللغة النرويجية ولا يوجد أي شخص يقوم بتدريس هذه اللغة في منطقتك، أو لا تعلم أي شخص يتعلم هذه اللغة. فوجود صديق لك يتعلم اللغة الألمانية، يعتبر حافز لك لتعلم هذه اللغة معه.
وفي حال كنت بحاجة لتعلم لغة معينة لأغراض السفر أو الهجرة إلى الخارج أو غيره، ولا يوجد أشخاص يمارسونها من حولك، يمكنك تفقد مقال أفضل المواقع المضمونة لممارسة اللغة الإنجليزية أو غيرها مع الأجانب مجاناً.
قد يوجد عوامل أخرى تلعب دوراً مهماً في إيجاد أفضل لغة للتعلم بعد اللغة الإنجليزية، لكن المعايير السابقة هي أهمها.
لذلك نستعرض أهم 6 لغات يمكن تعلمها بعد اللغة الإنجليزية، والتي ستساعدك حتماً في حياتك المهنية.
1. اللغة الاسبانية
اللغة الإسبانية هي ثالث أكثر اللغات تحدثاً في العالم بعد الصينية والإنجليزية، وهي أيضاً اللغة الأم لأكثر من 480 مليون شخص، واللغة الرسمية ل20 دولة مختلفة من حول العالم، مما يجعلها واحدة من أكثر اللغات المفيدة لتعلمها بعد اللغة الإنجليزية.
أما بالنسبة لدورها في المجال المهني، فاللغة الإسبانية مطلوبة فعلاً في الكثير من الشركات وفي العديد من الوظائف. بالإضافة إلى أن المهارات الإسبانية ميزة للتواصل في إسبانيا وفي جميع أنحاء أمريكا اللاتينية.
اللغة الإسبانية تعتبر ثاني أقوى لغة في الوالايات المتحدة ويتحدث بها ما يقارب 54 مليون شخص. والذي يجعلها لغة أكثر جاذبية، وبالأخص الذين يخططون للعمل محلياً في القانون أو الخدمات الاجتماعية أو الأعمال حيث يمكنهم أن يبرزوا حقاً من خلال إتقان اللغة الإسبانية.
يتم اعتبار اللغة الإسبانية لغة سهلة للتعلم، خاصّة إن كنت تتحدث اللغة الإنجليزية لأنه يوجد شبه واضح في العديد من المفردات. يضاف أنّ اللغة الإسبانية هي لغة صوتية (تقرأ الكلمات كما هي مكتوبة) إلّا أنّ الأزمنة وتصريف الأفعال أكثر تعقيدًا في الإسبانية منها في لغة مثل الفرنسية.
حسب صحيفة ال El País الإسبانية من المتوقّع أن يصل أعداد المتحدّثين باللغة الإسبانية إلى 754 مليون شخص بحلول عام 2060.
2. اللغة الفرنسية
تعدّ اللغة الفرنسية، التي يتحدث بها أكثر من 300 مليون شخص حول العالم، لغة عالمية. فهي اللغة الرسمية لـ 29 دولة بما في ذلك فرنسا، كندا، سويسرا، موناكو، لوكسمبورغ، السنغال، كوت ديفوار، هايتي، بلجيكا، رواندا، توغو ومالي وغيرها،
كما تُعتبر اللغة الفرنسية أيضاً لغة رسمية في حلف شمال الأطلسي، والأمم المتحدة، والأولمبياد، والصليب الأحمر، المنظمات الدولية الأخرى. كما تهيمن فرنسا على المستحضرات التجميلية والصيدلانية والاتصالات والطيران وإنتاج الطاقة.
فعلياً هي ثاني أكثر اللغات التي يتم تعلمها بعد اللغة الإنجليزية، ويوجد أكثر من 100 مليون شخص من حول العالم يتعلم اللغة الفرنسية. لذلك تعتبر من أكثر اللغات الصاعدة على مستوى العالم مع وجود دراسات تتوقّع أن يصل عدد المتحدّثين بها إلى 750 مليون شخص بحلول عام 2050!
تعترف العديد من البلدان في جميع أنحاء غرب إفريقيا ووسط إفريقيا وشرق إفريقيا باللغة الفرنسية كواحدة من اللغات الرسمية. ومع كل هذا الانتشار، من الطبيعي أن تحتل اللغة الفرنسية مكانة هامة في المجال المهني؛ فمجرد استخدامك للغة الفرنسية بطلاقة سيمنحك ميزة إضافية في معظم فرص العمل المتاحة حول العالم.
3. اللغة الصينية أو لغة الماندرين
واحدة من أصعب اللغات في العالم واللغة الرسمية لثاني أقوى اقتصاد في العالم! مع أنّها لغة صعبة ولكن تعتبر من أكثر اللغات تعلّماً في أيامنا الحالية،
لا يمكن الإنكار أن للصين أهمية كبيرة في العالم، وفقاً لهيمنتها التجارية ولأعداد سكانها المتزايد؛ لذلك فإذا كنت تسعى للعمل التجاري والتوسع في الأعمال التجارية والمصرفية الدولية؛ لا بد أن يكون هدفك التالي هو اللغة الصينية.
تكمن صعوبة اللغة الصينية بوجود 12 لغة صينية مختلفة، ولكن أكثرها شيوعاً والذي يمكن تعلمه واستخدامه في مختلف المجالات هي لغة الماندرين (حيث يتحدث بها 845 مليون شخص، من إجمالي عدد السكان البالغ 1.4 مليار تقريباً).
أضف إلى ذلك، يعدّ تعلم لغة الماندرين فكرة ممتازة لأنها مجموعة من المهارات الثمينة للدبلوماسيين والعسكريين أيضاً. لذلك بمجرد تعلمك للغة الصينية ستفتح لك أبواباً وفرصاً كثيرة في مختلف المجالات والمهن.
4. اللغة الألمانية
تُعتبر اللغة الألمانية هي اللغة الأم لأكثر من 100 مليون شخص في العالم، وثاني أكثر اللغات تحدثاً في أوروبا.
يزعم العديد من متعلمي اللغة الألمانية أنها ليست سهلة التعلم أو التواصل؛ وقد يعود السبب في ذلك لنقص الاهتمام أو الحافز. فإذا كنت ستتعلم اللغة الألمانية، فمن الأفضل أن تتابع ذلك وتمارس اللغة عدة مرات في الأسبوع، حينها يمكنك ضمانها كلغتك الثانية بكل تاكيد.
أما بالنسبة للمجال المهني؛ فمن المعروف أن الاقتصاد الألماني هو إحدى أقوى الأنظمة الاقتصادية في أوروبا والعالم والذي ما يزال ينمو بشكل كبير؛ كما تعدّ اللغة الألمانية لغة رسمية في النمسا وسويسرا أيضاً، وكلاهما يتمتع باقتصادات قوية. يضاف أنّها ثاني أكثر لغة مستخدمة على مستوى العالم في مجال البحث العلمي، بعد اللغة الإنجليزية.
لذلك فإن اللغة الألمانية هي لغتك المقصودة إذا كنت تريد كسب المزيد وتأمين واقعاً معيشياً، إذ يمكنك كسب ما يصل إلى 125000 يورو إضافي سنوياً في شكل مكافآت فقط. ولهذا السبب فإن إتقان اللغة الألمانية كلغة ثانية يضع سيرتك الذاتية في مكانة خاصة بالنسبة للكثير من الشركات والوظائف.
5. اللغة اليابانية
اللغة الرسمية لثالث أقوى اقتصاد في العالم! دولة ” Nihon” أو تعرف ب”Land of the Rising Sun” أو أرض الشمس المشرقة. وباللغات الأجنبية تلقّب باليابان.
يوجد 122 مليون شخص ناطق بها كلغتهم الأم، مما يجعلها واحدة من أكثر اللغات الأجنبية تحدثاً في العالم.
وهي واحدة من أكثر اللغات المفيدة التي يجب معرفتها لأولئك الذين يعملون في قطاعات السيارات والاتصالات والقطاعات المالية، فهي ثالث أكبر منتج للسيارات وتشكل واحدة من أكبر منتجي تكنولوجيا الهاتف المحمول.
وفقاً لـ Forbes، تعد اليابان موطناً لبعض أقوى الشركات في العالم بما في ذلك Mitsubishi و KDDI و Softbank و NTT. كما تجد أن اليابانيون يحبون السفر والسياحة. لذا إذا كنت ترغب في العمل في مجال السياحة والسفر، فإن اللغة اليابانية هي مهارة عظيمة يجب أن تمتلكها.
6. اللغة البرتغالية
رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة حول ترتيبها بين اللغات، إلا أن اللغة البرتغالية تعدّ خامس أكثر اللغات استخداماً في العالم وفقاً لـ Wikipedia. إذ يتم التحدث باللغة البرتغالية ليس فقط في البرتغال ولكن في بلد الاقتصاد المزدهر أيضاً أي البرازيل؛ كما يتحدث الناس أيضاً اللغة البرتغالية في العديد من البلدان الأفريقية مثل أنغولا، حيث تكثر الموارد الطبيعية.
تشكل البرازيل ثامن أقوى اقتصاد في العالم حيث شهدت نمواً سريعاً مؤخراً، وأصبحت أقوى صادراتها هي المعادن والحديد والصلب والقهوة والحبوب. وبذلك ازدادت أهمية اللغة البرتغالية.
على الرغم من أن اللغة البرتغالية ليست مطلوبة كثيراً كاللغات السابقة، إلا أنه من المتوقع أن تصبح ذلك في المستقبل. وستكون لها أهمية في المجال المهني كما أهمية اقتصاد البلد الناشئ وبالأخص في المجالات المذكورة.
لا شك أنك في كل مرة تتعلم لغة جديدة سيفتح لك المزيد من الآفاق ويتيح لك المزيد من الفرص الجيدة سواءً في العمل بمجالات مختلفة والسفر إلى بلد معين، أو بممارسة شغفك وهواياتك في الحياة بشكلٍ عام. لذلك عند اختيارك أفضل لغة للتعلم بعد الإنجليزية احرص على وجود دافع مهم لتحفيزك باستمرار حتى إتقانها وتعيين لغة جديدة كهدفك التالي.
إذا كنت تبحث عن مصادر موثوقة وطرق فعّالة لتعلم اللغات الأجنبية لما لا تلقي نظرة على قسم تعلم اللغات الأجنبية!
لا تفوت أيضاً دورات مجانية عبر الإنترنت لتعلم اللغات الأجنبية عبر قسم دورات مجانية لتعلم اللغات!