فقدان الحافز يمكن أن يؤثر سلبًا على كافة جوانب حياتك ويشكل عائق يحول بينك وبين تحقيق أهدافك، الصغيرة منها والكبيرة. فمهما كانت المهمة التي تهدف لإنجازها، أنت بحاجة لحافز مستمر يدفعك لبذل أقصى جهدك للحصول على أفضل النتائج. سواء كنت لا تجد الحافز لإتمام مهام بسيطة كتنظيف المنزل أو لتحقيق أهداف كبيرة كتعلم لغة جديدة، سنُرشدك في مقالنا التالي للقيام بما يلزم لاستعادة حافزك وتحقيق أهدافك.
أفكار تساعدك على إحياء حافزك عند فقدانه
عندما لا تجد الحافز للقيام بأي مهمة، الخطوة الأولى هي التفكير في العوائق التي تقف أمامك. من ثمّ يمكنك البدء بوضع خطة لمساعدة نفسك في المضي قدمًا. سنتعرف على بعض الأساليب التي يمكنك اتباعها لإعادة شحن حافزك والانتقال إلى مرحلة التنفيذ على الفور.
1. استخدم قاعدة الــ 10 دقائق
قاعدة بسيطة قادرة على تغيير إنتاجيتك للأفضل. ربما تعلم أنّ الجزء الأصعب من القيام بأي مهمة هو البدء بها، وبمجرد أن تبدأ ستجد أنّه من السهل جدًا الاستمرار. لذلك تعتمد قاعدة الــ 10 دقائق على خداع نفسك بأنّ الأمر لا يتطلب منك سوى العمل على المهمة لمدة 10 دقائق. طالما بدأت بها، سيعود إليك الحافز وتجد نفسك على طريق الاستمرار حتى النهاية.
اقرأ: قاعدة الخمس ساعات.. انضم إلى بيل غيتس وإيلون ماسك لتغيير حياتك للأفضل
2. ركّز على الإيجابيات
يُعزى انعدام الحافز إلى العديد من الأسباب التي تمنعك من التحرك. فقد تقول لنفسك “الأمر صعب” أو “لن أتمكن من إنجاز المهمة مهما حاولت”. مثل هذه الأفكار ستبقيك عالقًا في مكانك دون تحرك. لذلك مُعاكسة هذه الأفكار سيكون لها فعالية في إعادة الحافز إليك.
عندما تفكر بالفشل وصعوبة الأمر، تذكر الأسباب التي قد تؤدي إلى نجاحك واسرد ما يدل على قدرتك على تحقيق النجاح.
تجنب النظرة التشاؤمية المفرطة لأنّها ستحبطك وتقلل من عزيمتك. ففي أغلب الحالات ستسير الأمور أفضل مما تتوقع. ركّز على تبني نظرة أكثر إيجابية وتوازن مما يزيد من حافزك ويشجعّك على المحاولة باستمرار.
فن الامتنان: السر الخفي وراء حياة أكثر سعادة
3. تخيّل أنّك متحفّز وتصرف على الفور
قد تبدو فكرة مبتذلة، ولكنك قد تتمكن من خداع نفسك واستعادة حافزك إن تصرّفت كما لو أنّ الحافز موجود. على سبيل المثال، إن كنت جالسًا على الأريكة مرتديًا البيجاما ولديك مهمة للقيام بها خارج المنزل والحافز للتحرك غائب، اسأل نفسك، ماذا سأفعل لو أنني مستعد للخروج؟ ربما ارتداء الملابس؟ الخطوة الأولى هي أصعب خطوة في استعادة حافزك. انهض وارتدي ملابسك وستجد أنّ حافزك بدء بالعودة تدريجيًا.
4. لا تقسو على نفسك
من الشائع أنّ نقسو على أنفسنا إيمانًا منّا أنّه الحل الوحيد لاستعادة الحافز. لكن النتائج تأتي عكسية، فانتقاد الذات بقسوة لا يجدي نفعًا ويقلل من ثقتنا بأنفسنا. تشير الأبحاث إلى أنّ احترام الذات ومعرفة القدرات يزيد من الحافز، خاصّة عند مواجهة التحديات الصعبة.
في إحدى الدراسات التي أُجريت في جامعة كاليفورنيا في عام 2011، وجد الباحثون أنّ التعاطف مع الذات يزيد من الدافع في التعافي بعد الفشل. الطلاب الذين شاركوا في الدراسة، قضوا وقتًا أطول في التحضير والمذاكرة بعد رسوبهم في إحدى الاختبارات، عندما عاملوا أنفسهم بلطف، وأظهروا دافعًا أقوى لتحسين نقاط ضعفهم.
حيث أنّ القسوة على الذات تزيد من التوتر والقلق والاكتئاب، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على الصحة النفسية ويقلل من الحافز لدى الأفراد.
تذكر أنّ الاعتراف بالأخطاء جزء من مرحلة التعلم، وتقبل الفشل جزء من رحلة النجاح. ذكّر نفسك دائمًا بأنّك لست وحدك في مواجهة المصاعب وعامل نفسك كما تتعامل مع صديق عزيز يمر بتجربة مماثلة. تأكّد من أنّ الحافز للتحسّن المستمر يأتي من دعمك لذاتك وليس بالنقد السلبي المتواصل.
انظر: أضعت حافزك في الحياة؟ هكذا تجد ما يحفزك باستمرار وتحافظ عليه بداية كل يوم جديد
5. اخرج لنزهة في الطبيعة
الكثيرون يقللون من أهمية الحركة أو استنشاق الهواء النقي في إعادة شحن الدافع. في دراسة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي في عام 2013، وجدوا أنّ المشي لبضعة دقائق في حديقة يقلل من إجهاد الدماغ ويقوّي التركيز، والطبيعة تمنح الشخص تأثيرًا مُهدئًا يُجدد من طاقة العقل وهذا بدوره يساعد على العودة بنشاط لإتمام المهام الصعبة بحماس ودافع أكبر.
6. الجمع بين المهام الصعبة والقيام بأشياء تستمتع بها
المشاعر لها تأثير كبير على مستوى الحافز لدى الفرد. فإن كنت تشعر بالملل أو القلق والتوتر، ستنخفض رغبتك في إتمام المهام، خاصّة المهام الصعبة منها. لهذا يُنصح بالربط بين المتعة والإنجاز. عندما تربط بين القيام بمهام صعبة وشيء تستمتع به، ستجد تحسّن ملحوظ في الحالة المزاجية ويرتفع حافزك ومدى إنتاجيتك.
على سبيل المثال، إن كنت من محبي الموسيقى، استمع إلى موسيقى تحبها أثناء القيام بتمارين رياضية أو اتصل بصديق وتحدث معه أثناء قيامك بتنظيف المنزل أو استمع إلى البودكاست أثناء القيام بمهام منزلية أو ادعُ صديقًا لمرافقتك أثناء قضاء المهام الروتينية.
مع ذلك، احرص على ألّا يتعارض عنصر المتعة مع مقدار الإنتاجية. على سبيل المثال، لا تشاهد التلفاز أثناء القيام بمهام تحتاج لتركيز عالي.
انظر: لا تخف من الاختيار: 5 نصائح لمواجهة القرارات الصعبة في الحياة
7. تنظيم قائمة مهامك
الحفاظ على الحافز والحماس لإتمام مهامك اليومية أو التخطيط للمستقبل يتطلب منك وضع خطط واقعية. فإن كانت قائمة مهامك مليئة وتتوقع أنّك قادر على بذل جهد مضاعف لإتمامها، قد يحصل العكس وتفقد الحافز للقيام بأي منها!
فعندما لا ننجز أي من المهام في الوقت المحدد ونكون مضغوطين بالوقت، نلوم أنفسنا على التقصير أو الكسل وهذا بدوره يقتل الدافع ويعيق الإنجاز.
لهذا السبب، حاول وضع أولويات للمهام في قائمتك وقم بتأجيل المهام غير المستعجلة، إن كانت بعض المهام كبيرة وتتطلب وقتًا طويلًا، حاول تقسيمها إلى أكثر من مهمة.
تذكّر أنّ القائمة الواقعية والمرنة هي التي تولّد الحافز، لا تلك المليئة بالمهام المستحيلة.
اقرأ: 8 فوائد لقائمة Bucket list ستدفعك لصنعها على الفور
8. اعتني بنفسك لتقوية حافزك
إيجاد الحافز والمحافظة عليه يحتاج منك لطاقة وتركيز. فإن أهملت صحتك الجسدية والعقلية، أنت تقضي على حافزك. على سبيل المثال، قلة النوم والنظام الغذائي غير الصحي، وعدم الراحة الكافية، جميعها عوامل تُثبط طاقتك وتمتص حافزك.
نل قسطًا كافيًا من النوم والراحة يوميًا، وحاول المشي لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، واشرب الماء بانتظام وركز على حمية غذائية صحية، ابتعد عن العادات السيئة، ومن المهم أيضًا تخصيص بعض الوقت للمتعة مثل ممارسة هواياتك التي تفضلها. وتذكر أنّ الاعتناء بنفسك هو أساس الإنتاجية الجيدة.
9. مكافأة نفسك على العمل
خصص مكافآت تحصل عليها مقابل الجهود التي تبذلها لإتمام المهام. قد ينشط حافزك بعد الحصول على مكافآت صغيرة ومتكررة بعد إتمام أجزاء من المهمة، أو بعد الحصول على مكافأة أكبر بعد إنجاز المهمة كاملة. جرب استراتيجيات مختلفة حتى تجد الأسلوب الأنسب لك.
على سبيل المثال، إن كنت تحضّر للخضوع لاختبار كبير، يمكنك وضع هدف أساسي للدراسة لمدة 3 ساعات يوميًا. ولتحفيز نفسك على المدى القصير، يمكنك أخذ استراحة لمدة 5 دقائق بعد كل 45 دقيقة من الدراسة. وبعد إنهاء قسم صعب، كافىء نفسك بقطعة شوكولاته أو كوب من الشاي. ولتحفيز نفسك على المدى الطويل، خطط للخروج مع الأصدقاء لتناول العشاء أو شراء اللعبة التي تحبها إن أتممت التحضير للاختبار خلال أسبوع.
المكافآت الصغيرة تحافظ على تركيزك أثناء اللحظات الصعبة. المكافأة الكبيرة تمنحك شيئًا تتطلع إليه.
اقرأ: أفضل 10 كتب لتطوير مهارات التواصل والتحدث مع الآخرين (مترجمة للعربية)
ما هي أهم أسباب انعدام أو فقدان الحافز؟
قد يعود فقدان الحافز لديك إلى أعراض ومشاكل لديك، وعند معرفة كيفية التعامل معها يعود الحافز إلى حياتك. إليك أهم أسباب فقدان الحافز:
- المثالية المفرطة:إن كنت شخص يسعى للكمال دومًا، قد ينبع فقدان الحافز من الخوف من الفشل أو عدم إتمام المهام على أكمل وجه. في هذه الحالة، لن تتمكن من إحياء حافزك إن لم تُعالج مشكلة الكمال لديك.
- التسويف: يعتبر التأجيل والمماطلة من أهم أسباب انعدام الحافز، وكلما زاد التسويف قل الحافز لديك.
- تجنب الانزعاج الداخلي: كما في تجنب الإحباط من تجاوز التحديات الصعبة أو للهروب من ملل المهام الروتينية.
- الشك بنفسك: عندما تؤمن بأنّك لن تنجح أو أنّه من المستحيل تحمل صعوبة المهمة، حيث أنّ هذه الأفكار تشل حافزك.
- التشتت الذهني والإرهاق: كثرة الالتزامات تستنزف طاقتك وتفقدك الشغف والدافع.
- مشاكل صحية: مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات المزاج.
- الخوف من حكم الآخرين.
- إدمان إرضاء الناس على حساب ذاتك.
- البيئة المحبطة أو غير الداعمة.
- المهام غير الملائمة لقيمك أو اهتماماتك
من الطبيعي أن تمر بتجربة فقدان الحافز، لذلك لا داعي للقلق، لكن الأهم أن تعرف كيفية التعامل مع هذه الحالة. كن لطيفًا مع نفسك وتأكد من أنّها حالة مؤقتة وليست فشلًا، وجرّب الاستراتيجيات المذكورة في مقالنا هذا وتأكد من اعتماد ما يناسبك وينجح مع حالتك.
تذكّر أنّ الحافز مثل المدّ والجزر، يعلو أحيانًا وينحسر أحيانًا. المهم أن تبقى مستعدًا لركوب الموجة عندما تعود!
يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.
قد يهمك:
كيف يمكن للتخلي عن الكتابة اليدوية مقابل الكيبورد أن يؤذي دماغك في هذا العصر الرقمي؟
أفضل 4 كتب لفهم وقراءة لغة الجسد ستغير حياتك للأفضل (مترجمة للعربية)