ما هي تقنية بومودورو Pomodoro وكيف ستغير حياتك الأكاديمية والمهنية للأفضل؟

تقنية بومودورو Pomodoro هي إحدى تقنيات تنظيم وإدارة الوقت بهدف المحافظة على تركيز الأفراد، خاصة سريعي التشتت منهم. والتطبيق الصحيح لهذه التقنية يمكن أن يغير حياتك للأفضل.

ربما سمعت من قبل بتقنية تُدعى “بومودورو”، والتي عادة ما يتم ربطها مع إدارة الوقت وزيادة الإنتاجية، سواء للطلاب أو الموظفين أو أي فرد يجد صعوبة في التركيز أثناء القيام بالمهام المطلوبة منه. فما علاقة تقنية “بومودورو” بالطماطم؟ وما هي هذه التقنية بالتحديد؟ وكيف يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية؟ سنجاوب على كل هذه الأسئلة وأكثر في دليلنا التالي.

ما هي تقنية بومودورو Pomodoro Technique؟

تقنية بومودورو هي إحدى التقنيات المساعدة لإدارة الوقت وتعزيز الإنتاجية، تعتمد على تقسيم وقت العمل أو الدراسة إلى فترات زمنية مدة كل منها 25 دقيقة، تُعرف كل فترة منها باسم بومودوروس، مع فترة استراحة قصيرة بين كل بومودوروس.

ومع أنّها تقنية فعالة ومفيدة لجميع الأفراد، إلّا أنّها فعالة خصوصًا لدى الشباب الذين يعانون من صعوبات في التركيز والتعلم واضطرابات نقص الانتباه مع فرط النشاط.

تم تطوير تقنية بومودورو في عام 1987 من قبل “فرانشيسكو سيريلو”. كان فرانشيسكو يجد صعوبة في التركيز أثناء فترة الدراسة للامتحانات عندما كان طالبًا جامعيًا. يومًا ما خطرت له فكرة أن يستخدم المؤقت الزمني في مطبخه على شكل حبة الطماطم (لهذا تم تسمية التقنية بومودورو، لأنّها تعني الطماطم في اللغة الإيطالية) وأن يضبطه لمدة دقيقتين متحديًا نفسه بالبقاء مركزًا خلال هذه الفترة فقط.

عندما نجحت تجربته الأولى وتمكن من التركيز الكامل لمدة دقيقتين، بدأ بزيادة الوقت متحديًا نفسه للتركيز لفترات زمنية أطول، واكتشف أنّ هذه التقنية تساعده بشكل كبير على التركيز على مهامه والتخلص من التشتت الذهني. وبعد أن أجرى فرانشيسكو العديد من الاختبارات بفواصل زمنية مختلفة، استنتج أنّ الأنسب له هو التركيز لمدة 25 دقيقة وأخذ استراحة لمدة 5 دقائق.

كيفية تطبيق تقنية بومودورو بشكل فعال

يمكنك تطبيق تقنية بومودورو سواء على فترات الدراسة أو العمل، باتباع الخطوات الستة التالية:

  1. اختر المهمة التي تسعى للقيام بها.
  2. اضبط منبهًا لمدة 25 دقيقة.
  3. التركيز الكامل خلال فترة العمل على المهمة (25 دقيقة).
  4. خذ استراحة قصيرة لمدة 5 دقائق.
  5. كرر الدورة السابقة (25 دقيقة عمل مع 5 دقائق استراحة قصيرة).
  6. بعد إكمال 4 دورات (4 × 25 + 4 × 5)، خذ استراحة أطول لمدة 30 دقيقة.
كيفية تطبيق تقنية بومودورو بشكل فعال
صورة توضح مراحل تطبيق تقنية بومودورو. المصدر: asundergrad.pitt.edu

انظر: ما هي أفضل تطبيقات تنظيم الوقت Time Management؟ (الأندرويد والايفون)

نصائح عملية للاستفادة القصوى من تقنية بومودورو

يمكن أن تساعدك النصائح التالية على الاستفادة القصوى من تقنية بومودورو:

1. استخدام المؤقت الزمني

استخدام المؤقت الزمني هو أساس نجاح هذه التقنية، فلا تعتمد على ذاكرتك ومراقبتك للوقت لتطبيقها لأنّ نسبة حدوث الأخطاء ستكون أعلى بكثير. يمكن استخدام المنبه الزمني التقليدي اليدوي لضبط تنبيه كل دورة تركيز 25 دقيقة ودورة استراحة 5 دقائق. أو يمكنك طبًعا استخدام المنبه الزمني على هاتفك المحمول، ولو أنّ البعض يفضل الابتعاد عن جواله أثناء فترة الدراسة أو العمل لإزالة جميع المشتتات من حولهم.

إن كنت تستخدم حاسوبك للقيام بالمهمة، يوجد العديد من الإضافات التي يمكن تحميلها على المتصفح الذي تستخدمه والتي تساعدك على تطبيق هذه التقنية بفعالية تامة. على سبيل المثال، إضافة Focus To-Do: Pomodoro Timer & To Do List تسمح لك بإعداد فترة العمل والراحة لتطبيق تقنية بومودورو بسهولة تامة. أو يمكنكم تحميل التطبيق الخاص بالأداة السابقة نفسها والمتاح على أنظمة والأندرويد والآيفون.

وإن كنت تفضل استخدام مواقع إلكترونية بدلًا من الإضافات على المتصفح، يمكنك تفقد موقع pomofocus.io والذي يسمح لك بإعداد فترات التركيز والعمل وفقًا لتقنية بومودورو أيضًا.

2. التخطيط المنظّم لإتمام المهام

قبل أن تبدأ بالعمل على مهامك باستخدام تقنية بومودورو، يُنصح بتقسيم مهامك إلى أجزاء مع إجراء تقديرات لعدد دورات بومودورو التي تحتاج لإجرائها لإتمام هذه الأجزاء. وكلما كانت المهمة معقدة أكثر، قم بتقسيمها إلى دورات أكثر لتبسيط فهمها.

3. استغل أوقات الراحة جيدًا

قد تبدو الاستراحة بعد كل دورة لمدة 5 دقائق فقط كفترة كقصيرة، لكنها أكثر من كافية إن تمكنت من استغلالها بالشكل المناسب. عندما تبدأ كل استراحة، انهض لشرب الماء أو تناول وجبة خفيفة وتمديد عضلاتك أو المشي لبضعة دقائق لتنشيط دورتك الدموية. جميعها أنشطة بسيطة ومفيدة تساعدك على الشعور بالانتعاش والاستعداد التام للعودة إلى العمل بكفاءة بعد الانتهاء من الاستراحة.

4. تخصيص الفواصل المنية بما يتناسب مع تفضيلاتك

دورة بومودورو من التركيز والاستراحة ليست قانون ثابت، بل هي تقنية مرنة قابلة للتعديل بما يتناسب مع تفضيلات الفرد. فإن وجدت أنّ فترة العمل على المهمة لمدة 25 دقيقة أو الاستراحة لمدة 5 دقائق غير مناسبة لك، يمكنك تعديلها لتتناسب مع احتياجاتك. الفكرة الأساسية من تقنية بومودورو ليس الالتزام بها، بل تقسيم وقتك إلى فترات عمل متعددة بفواصل زمنية من الراحة لتصفية الذهن واستعادة النشاط.

5. دمج المهام البسيطة معًا

إن كنت قد خصصت دورة بومودورو واحدة للقيام بمهمة معينة، وأنهيت هذه المهمة خلال 10 دقائق، تبقى لديك 15 دقيقة للعمل، ماذا تفعل؟ تأكدّ من استغلال كامل فترة التركيز للانتهاء من عدة مهام بسيطة عبر دمجها معًا والقيام بها خلال دورة واحدة أو اكثر من بومودورو.

6. دورة بومودورو غير قابلة للانقطاع

حالما بدأت دورة بومودورو يجب الالتزام بها حتى تنتهي الــ 25 دقيقة. أي لا يجوز مقاطعتها للتحقق من رسائلك أو المحادثات أو تفقد وسائل التواصل الاجتماعي. إن تذكرت أي شيء عليك القيام به، قم بتدوينه جانبًا للقيام به خلال فترة الاستراحة من الدورة.

اقرأ: 8 فوائد لقائمة Bucket list ستدفعك لصنعها على الفور

وانظر: أفضل 8 أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم للطلاب والمعلمين

ما هي فوائد وإيجابيات تطبيق تقنية بومودورو؟

استخدام تقنية بومودورو له العديد من الفوائد على إنتاجيتك من أهمها:

  1. تقوية التركيز والانتباه: تخصيص فترة زمنية للعمل على مهمة محددة يرفع من مستوى تركيزك ويمنع عنك المشتتات الأخرى، مثل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو الدردشة أو مشاهدة التلفاز وغيرها. هذا بدوره يزيد من كفاءتك وإنتاجيتك.
  2. تبسيط المهام المعقدة وإتمامها على أكمل وجه: قد يكون لديك الكثير من العمل ولا تعلم من أين تبدأ. هنا تساعدك تقنية بومودورو في تنظيم عملك من خلال تقسيم المهام إلى أجزاء أبسط (مهام أبسط) أسهل للإدارة والتطبيق، مما يسهل عليك من التعامل مع هذه المهام الواحدة تلو الأخرى والانتهاء من كامل العمل.
  3. تجنب التوتر والقلق: عند العمل على أي مشروع مع موعد للتسليم، غالبًا ما يسيطر القلق والتوتر علينا كوننا نشعر دائمًا أننا لا نملك الوقت الكافي للانتهاء قبل الموعد النهائي. تأتي تقنية بومودورو كأداة مساعدة لإدارة الوقت مما يمنحنا شعورًا بالسيطرة على المهام التي نعمل عليها ويقلل من مستويات التوتر والقلق لدينا.
  4. الاستمرارية: تكمن القوّة في تقنية بومودورو بأنّها تساعدك على بناء عادة الاستمرارية وإنشاء روتين عمل ثابت بدلًا من انتظار الإلهام أو الدافع للعمل، والذي قد لا يأتي أبدًا أو يأخذ الكثير من الوقت.

ومع أنّه يوجد العديد من الإيجابيات لتقنية بومودورو، لابدّ من الإشارة أيضًا إلى أهم سلبيات هذه التقنية. فعلى سبيل المثال، قد يشعر البعض أنّ فترات التركيز والاستراحة تفرض نظامًا صارمًا عليهم ولا ينجحون في التكيف مع هذه التقنية. وفي بعض الأحيان قد تأخذ المهمة فترة أطول من الفواصل الزمنية المُخطط لها سابقًا، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الإنجاز والإحباط.

إنجاز المهام في وقتها المحدد يمنحك شعور جيد بالرضا ويرفع من ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك. ولتحقيق ذلك عليك اتباع طرق فعالة ومُجربة لإدارة وقتك بفعالية، وتقنية بومودورو هي خير مثال على ذلك.

يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.

مقالات ذات صلة:

فن الامتنان: السر الخفي وراء حياة أكثر سعادة

كيف تكتشف شغفك ودافعك في الحياة؟ تجربة الخبير Eugene Hennie على TEDx Talks

8 تقنيات يتبعها فائقي الذكاء لتثبيت المعلومات في الذاكرة مدى الحياة

بعض المصادر:

Todoist. The Pomodoro Technique. https://todoist.com/productivity-methods/pomodoro-technique

عن الكاتب