لا تخف من الاختيار: 5 نصائح لمواجهة القرارات الصعبة في الحياة

عند مواجهة قرار صعب، من المهم التفكير في اتخاذ القرار "الأفضل" وفقًا لظروفك الحالية بدلًا من اعتباره قرار "صحيح" أو "خاطىء".

لا تخف من الاختيار: 5 نصائح لمواجهة القرارات الصعبة في الحياة

لابدّ أنّك مررت بمواقف دفعتك لقول “أليت الطفولة تعود يومًا”. فحياة البالغين تدور حول اتخاذ القرارات التي قد يكون بعضها مصيري وقد يغير مسار حياتك بالكامل. أليس من الجميل أن يكون اتخاذ القرارات سهلًا كاختيار نكهة العصائر التي ترغب بشربها؟ لكن الواقع يقول غير ذلك. معظم القرارات التي نتخذها تحتاج لبذل جهد كبير، وقد تتركنا مع مشاعر سلبية مؤلمة أو غير مريحة خاصّة إن لم نحصل على النتائج التي نتوقعها.

لا تقلق، لأنّ هذا الشيء طبيعي، وحياة البالغين مليئة باتخاذ القرارات التي قد تكون صعبة في بعض الحالات. لذلك سنتعرف في مقالنا التالي على 5 نصائح لمساعدتك على اتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات الصعبة.

تعارض القيم الأساسية لدى الفرد

المشكلة في اتخاذ القرارات أنّها في أغلب الحالات تضع قيمنا الأساسية في مواجهة بعضها البعض، وعلينا تقبل ذلك. على سبيل المثال، قد نوضع في موقف نحتاج فيه لوضع قيم الأسرة أو الولاء أو الحب أو الأمان في مواجهة مباشرة مع قيم أخرى تهمنا مثل الحفاظ على الذات والتطور الشخصي واحترام الذات والمسؤولية والطموح والتعليم.

المتعارف عليه أنّ اتخاذ القرار الصحيح يجب أن يجعلك تشر بالثقة التامة وأن تكون مشاعرك متوافقة مع قرارك. لكنّ الخبرة في الحياة ستعلمك أنّ اتخاذ القرار لا يعتمد على شعورك بالراحة من عدمه.

في بعض المواقف، أنت بحاجة للتفكير العميق في الخيارات المتاح لك، واتخاذ قرارات مدروسة وفقًا للظروف التي تعيشها. حتى لو كان القرار الذي ستتخذه يتصاحب مع مشاعر سلبية صعبة مثل الحزن والقلق بسبب التغيير أو الخسارة، عليك تقبل هذا الألم لأنّه سيقودك إلى مستقبل أفضل.

على سبيل المثال، تخيل أنّ تعمل في وظيفة جيدة مع راتب جيد، لكنك لا تستمتع بهذه الوظيفة ولا تتيح لك الفرصة للنمو الشخصي. ثم يأتيك عرض لوظيفة أفضل تماثل اهتماماتك ولكن براتب أقل. يأتي الصراع الداخلي بين الاستقرار المالي (راتب وظيفتك الجيد) والنمو الشخصي (فرصة التطور في الوظيفة الجديدة). لكن بعد تفكير عميق تقرر أن تختار الوظيفة الجديدة كونها تؤسس لمستقبل أفضل وأكثر نجاحًا.

صحيح أنّ دخلك المادي سيكون أقل لفترة زمنية معينة وقد تشعر بالقلق حيال ذلك، لكن عليك تعلّم تقبل هذه المشاعر إن كنت ممن يطمحون لمستقبل أفضل.

انظر: أفضل 4 كتب لفهم وقراءة لغة الجسد ستغير حياتك للأفضل (مترجمة للعربية)

لماذا يعتبر اتخاذ القرارات تحديًا جديًّا؟ 

يشكل اتخاذ القرارات تحديًا حقيقيًا كونه يرتبط بالخوف من الفشل. فالإنسان يميل إلى الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة لتجنب فكرة الفشل، لكن الفشل هو جزء من رحلة التعلم في الحياة. فمن لا يفشل لا يتعلم، وعلينا تقبل فكرة التعلم من أخطائنا.

فاتخاذ القرارات يتطلب منّا تحمل المخاطر وعادةً ما يكون هنالك مقايضة يجب أن نتقبلها نتيجة القرارات التي نتخذها.

اقرأ: أفضل 10 كتب لتطوير مهارات التواصل والتحدث مع الآخرين (مترجمة للعربية)

ما هي أهم النصائح لمواجهة القرارات الصعبة واتخاذ الحلول الأنسب؟

إليكم 5 نصائح ستساعدكم على اتخاذ القرارات الصعبة في الحياة:

1. التفكير في الأفضل

علينا تجنب التفكير في أي قرار نتخذه على أنّه قرار “صحيح” أو “خاطىء”. بدلًا من ذلك انظر إلى ما هو “أفضل” قرار يمكن اتخاذه في ظروفك الحالية. فغالبية الناس يعتبرون اتخاذ القرارات أمرًا مخيفًا خوفًا من العواقب المرتبط باتخاذ قرار خاطىء أو فاشل أو سيء. هذا التردد يمكن أن يؤدي إلى إطالة عملية اتخاذ القرار.

مهما كان القرار الذي تتخذه، إن كان هو الأفضل لظروفك الحالية، فهو يرتبط بقيمة إيجابية بشكل أو بآخر، حتى لو كان له تأثير سلبي على حياتك، لكن بالنهاية هو أفضل خيار متاح لديك، وتأجيل اتخاذه سيصعب الأمر أكثر.

2. تأثير قيمك الأساسية على اتخاذ القرار

عليك تحليل ما هو تأثير قرارك على القيم الأساسية التي تؤمن بها. على سبيل المثال، تخيل أنّك طالب في الجامعة ولديك اختبار مهم غدًا، لكن أصدقائك يدعونك للخروج معهم. ستواجه صراع بين التحضير الجيد للاختبار للنجاح في دراستك وبين المحافظة على العلاقات الاجتماعية والاستمتاع بالوقت مع الأصدقاء.

لحل هذا الصراع، اسأل نفسك: ما هي القيم الأهم لك في هذا الموقف؟ هل التفوق الدراسي أهم من قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء؟ وما هي العواقب المرتبطة باختيار أحد الخيارين؟ فإن قررت النجاح عليك البقاء في المنزل للدراسة، وإن اخترت العلاقات الاجتماعية كنقطة أهم ستخرج مع أصدقائك. أنت قادر على اتخاذ القرار الصائب اعتمادًا على قيمك الأساسية.

عادة ما يوجد نوع من عدم الراحة مرتبط بالمحافظة على قيمك، كما أنّ هنالك قيمًا في الألم وعدم الراحة. قيمك الأساسية هي مبادئك في الحياة القادرة على توجيهك لاتخاذ القرارات الصائبة وما هو مهم بالنسبة لك. عندما تشعر بأنّ هذه القيم معرضة للخطر، من الطبيعي أن تشعر بعدم الارتياح.

مع ذلك، بالنسبة للبعض، قد تكون الراحة مرتبطة بعدم تعقيد الأمور وعدم امتلاك قيم ثابتة. لكن هذا الأمر سيؤثر سلبًا على اتخاذك لقرارات مصيرية في الحياة، حتى لو كان الموقف الذي تتخلى فيه عن قيم صغير للغاية. على سبيل المثال، إن رأيت شخصًا يتجاوز دورك في الطابور الذي تقف فيه، ستشعر بالغضب لأنّ هذا يتعارض مع قيمك المرتبطة بالعدل والإنصاف. يمكنك التغاضي عن الأمر إن كنت تشعر بالراحة لعدم تعقيد الموقف، لكن الأفضل أن تختار مواجهة الموقف بأسلوب محترم، مثل التحدث إليه باحترام والطلب منه الانتقال إلى نهاية الطابور.

اقرأ: منها العيش لفترة أطول… 10 فوائد كبيرة تحققها لك الابتسامة

3. اتخاذ القرارات بناءً على العاطفة أو المنطق

عند اتخاذ القرارات في الحياة، حاول الموازنة بين مشاعرك ومنطقك. البعض يميلون لاتخاذ القرارات بناءً على المشاعر، والبعض الآخر يتخذ القرارات بناءً على التفكير المنطقي. فإن كنت شخص عاطفي حاول التفكير بالمنطق عند اتخاذ القرارات، وإن كنت شخص منطقي حاول التفكير بالعاطفة لاتخاذ قرارات أكثر صوابًا.

على سبيل المثال، قد تقرر شراء سيارة جديدة ويدخل صراع شراء سيارة رياضية تُشعرك بالسعادة أو سيارة عائلية أكثر عملية وتوفر مساحة أكبر لعائلتك. من المنطقي أن تشتري السيارة العائلية لأنّها تحقق فوائد أكثر لعائلتك، لكن مع ذلك، يمكنك أن تختار لون أو تصميم يُعجبك لرضاء عاطفتك، وهكذا تكون قد جمعت بين المنطق والعاطفة.

التفكير المتوازن بين العواطف والمنطق يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل. حاول أن تميل نحو الجانب الذي لا تميل إليه عادةً لتحقيق هذا التوازن.

4. الانفتاح والمرونة

غالبًا ما نركز على قيمنا ومبادئنا عند اتخاذ قرارات معينة، وننسى أن نأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر الآخرين. فعند اتخاذ قرار معين حاول أن توسّّع منظورك واسأل نفسك “هل يوجد أشياء أخرى لم أفكر بها؟” أو “هل فاتتني أي جوانب مهمة؟”. أنت بحاجة لأن تكون أكثر انفتاحًا ومرونة في التفكير عند اتخاذ القرارات. يساعدك ذلك على رؤية الصورة الكاملة واتخاذ قرارات أفضل. لا تتردد في طرح الأسئلة والاستماع لآراء الآخرين، فهذا يضيف قيمة كبيرة لقراراتك.

انظر: كيف تعرف أنك شخص مُبدع؟ 10 علامات تؤكد ذلك

5. مارس بعض التمارين المفيدة

يمكنك الاستعانة ببعض التمارين المفيدة لمساعدتك على اتخاذ القرارات وحل المشكلات. على سبيل المثال، إن ووضعت في موقف لاتخاذ قرار ما، قم بتدوين مزايا وعيوب كل قرار يمكن أن تتخذه. مثلًا، إن كنت ترغب بتغيير وظيفتك، اكتب مزايا وعيوب تغيير الوظيفة ومقابلها مزايا وعيوب عدم تغيير الوظيفة. قارن بين المجموعتين وناقش أيهما يحقق الفائدة الأكبر لك.

قد يترافق أي من القرارات مع نتائج سلبية، لكنّ الفكرة أن تنظر إلى القرار الأفضل بناءً على معطياتك وما القرار الذي سيسمح لك بأن تكون أفضل نسخة من نفسك.

من أهم طرق حل المشكلات التقليدية: تعريف القرار، تحليله، تطوير البدائل، اختيار الحلول الأفضل، تنفيذ الحلول، تحليل النتائج، وأخيرًا التعلم منها. تذكر أنّه دائمًا حال اتخاذ القرار “الأفضل” وليس الذي يرتبط بنتائج “صحيحة” أو “خاطئة”، ولا تخف من ارتكاب الأخطاء لأنّها أداتك الوحيدة للتعلم والتقدم في حياتك.

يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.

مقالات ذات صلة:

ما هي تقنية بومودورو Pomodoro وكيف ستغير حياتك الأكاديمية والمهنية للأفضل؟

كيف يمكن للتخلي عن الكتابة اليدوية مقابل الكيبورد أن يؤذي دماغك في هذا العصر الرقمي؟

فن الامتنان: السر الخفي وراء حياة أكثر سعادة

عن الكاتب