هل مررت مسبقًا بمواقف جعلتك تفكر بأنك بحاجة لتعزيز الثقة بالنفس؟ لابد وأن معظمنا قد مر بقليل من التردد أو الشك في القدرة على العمل وإنجاز المهام خلال بعض المواقف اليومية الاعتيادية أو في اتخاذ القرارات المصيرية. لهذا نحن نبحث عما يساعد في تعزيز الثقة بالنفس والتي تعدّ من الأساسيات لبناء شخصيةٍ قوية والتي نحتاجها للتطوير من أنفسنا على الصعيد الشخصي أو المهني.
ما هي الثقة بالنفس؟
يمكن تعريف الثقة بالنفس على أنها قوة إيمان الشخص بنفسه وبقدراته في العمل وإنجاز المهام. وقد أكدت العديد من الدراسات تفوق الأشخاص الأكثر ثقة بأنفسهم وقدرتهم على النجاح في تحقيق أهدافهم في الحياة. وفعليًا من يتحلى بثقة عالية بالنفس يتميز عن الآخرين. إليكم أهم فوائد الثقة بالنفس:
- أداء أفضل: ثقتك بنفسك تسهل عليك تأدية الأعمال والواجبات بشكلٍ أفضل من خلال تكريس طاقتك على جهودك للحصول على أفضل أداء. بدلًا من إضاعة الوقت والطاقة في القلق من أنّك لست جيدًا بما فيه الكفاية.
- المحافظة على علاقات صحية: ثقتك بنفسك لا تؤثر على شعورك تجاه نفسك وحسب، بل تساعدك في فهم الأشخاص من حولك، مما يسهل التفاهم والتواصل معهم وبث الطاقة الإيجابية من حولهم.
- المرونة: إيمانك بنفسك يساعدك في تجاوز التحديات والصعوبات والتعافي بسرعة من الأزمات.
- الانفتاح لخوض تجارب جديدة في الحياة: عندما تؤمن بنفسك وقدراتك فأنت أكثر استعدادًا لتجربة أشياء جديدة في حياتك.
اقرأ: هل تعدد المهام أمر جيد؟ 10 أسباب لتتوقف عن كونك شخص متعدد المهام
9 نصائح لتعزيز الثقة بالنفس
في حين أن بعض الأشخاص يتحلون بهذه السمة الضرورية، يمكن للآخرين تعزيز ثقتهم بنفسهم من خلال بعض النصائح التي توصلت إليها معظم الأبحاث والدراسات الحديثة. إليكم أهم النصائح المساهمة في تعزيز الثقة بالنفس.
1. لا تقارن نفسك بالآخرين
لربما تكون فكرة المقارنة فطرية أو عادة بشرية مكتسبة، ولكنها غالبًا ما تتخذ المنحى السلبي وتعيق تقدم الفرد في الحياة. فالمقارنة مع الآخرين تولد الحسد والذي بدوره يعطيك شعورًا سيئًا تجاه نفسك وجسدك وأفكارك، وبالتالي ستظل حبيسًا للأفكار السلبية التي تقلل من ثقتك بنفسك وبمهاراتك.
وجدت دراسة تم نشرها في عام 2018 في Personality and Individual Differences أنّه يوجد علاقة قويّة بين الحسد والطريقة التي نشعر بها تجاه أنفسنا. تم التوصل إلى نتيجة أنّه عندما يقارن الشخص نفسه بالآخرين فإنّه يشعر بالحسد، وكلّما زاد الحسد لدى هذا الشخص، زاد شعوره بالسوء تجاه نفسه.
لتتخلص من فكرة مقارنة نفسك بالآخرين وتعزيز الثقة بالنفس، حاول جاهدًا أن تعمل على تطوير نفسك وتركز على نقاط القوة لديك وتعزيز مهاراتك مما يدفعك لمقارنة ذاتك القديمة مع ذاتك الجديدة خلال مراحل حياتك الخاصة.
انظر: أفضل 8 حلقات من TED talks عن زيادة الإنتاجية Productivity
2. تقرّب من الناس الإيجابية
صحيح أن الثقة بالنفس صفة خاصة بك وتنبع من داخلك، إلا أن المحيط الخارجي يلعب دورًا هامًا في حياتك. فهناك الكثير من الأشخاص الذين يشعرونك بالكآبة والفشل مع كل الصعوبات والتحديات التي يمكن أن تمر بها خلال حياتك، ولتستعيد ثقتك بنفسك ستحتاج لإبعاد هؤلاء الأشخاص عن حياتك.
بهدف تعزيز الثقة بالنفس ابحث دائمًا عن الناس الإيجابية التي تدعمك خلال كل فتراتك الجيدة منها أو السيئة، ابقى قريبًا من الأشخاص الناجحين والمحبين والمحفزين على التفاؤل والنجاح والمضي بالحياة للأفضل.
3. اهتم بصحتك الجسدية
قد يؤدي إنهاكك لجسمك وعدم مراعاته بشكل صحيح لتزعزع ثقتك بنفسك. فإذا أردت قوة عقلية وثقة متينة بالنفس، لابد أن تعمل على تقوية بنيتك الجسدية من خلال بعض الخطوات البسيطة:
- إلى جانب إشباع الجسم بحاجته الكافية من الماء، فإن ما تحتاجه هو نظام غذائي صحي متوازن، فالجسم بحاجة لكل العناصر الغذائية الضرورية لتقويته وليؤدي كل وظائفه بشكل سليم.
- ممارسة التمارين الرياضية قد تكون صعبة للبعض، إلا أن ممارسة التمارين وتقوية العضلات وتحسين الصورة الجسدية تساعد على إنجاز المهام بشكلٍ أفضل وتعزز من الثقة بالنفس بشكلٍ كبير.
- من المهم أيضًا للجسد أن يحظى بالراحة والنوم الكافي ليحسن من أدائه الفكري، وطالما يمكن للشخص أن يفكر بشكلٍ جيد يمكنه تعزيز ثقته بنفسه.
- يُعتبر التأمل أيضًا من الإجراءات الإيجابية التي يمكن أن تحسن من صحتك الجسدية، حيث يمكنك تخصيص بعض الوقت لنفسك والاسترخاء والتخلي عن الأفكار السلبية التي يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك إذا لم تبدلها بالأفكار الإيجابية وتعزز من نقاط القوة لديك.
قد يهمك: هل تعاني من التشتت الذهني؟ إليك 10 نصائح لمضاعفة مدة تركيزك
4. لا تكن قاسيًا مع نفسك
قد تسبب بعض المواقف المحرجة أو ارتكاب الأخطاء أو التقصير في العمل شعورًا سيئًا تجاه نفسك، وبالتالي لوم النفس باستمرار.
ولتعزيز الثقة بالنفس لابد أن تسامح نفسك وتدرك أن جميعنا نشعر بالتعب أحيانًا وقد نرتكب الأخطاء، أو نمر بفتراتٍ صعبة من ضغوطات الحياة قد تجبرنا على إهمال بعض الواجبات والمهام الموكلة إلينا. إلا أن التسامح مع النفس والتعاطف معها، كما مع الآخرين سيساعدنا على العودة بقوة لتأدية أدوارنا سواءً في حياتنا المهنية أو الشخصية.
5. اشحن نفسك بكلام إيجابي
لابد وأنك سمعت عن طاقة الجذب وعن قوة العقل الباطن، وهذا ما نعنيه بشحن نفسك بالطاقة الإيجابية. كلما كان حديثك مع نفسك إيجابي ومليء بالتفاؤل، كلما انعكس على حياتك وعملك وتصرفاتك مع الآخرين.
حاول التخلص من كل المعاني السلبية، (مستحيل، لا أستطيع، لا يمكن تحقيق ذلك، أنا أكره). املأ عقلك بالباطن بالمعاني والمفردات الإيجابية ( نعم أستطيع، يمكنني تجاوز ذلك بسهولة، سأعمل على تحقيق ذلك، سأبدع في عملي) بهذه الطريقة ستقوي ثقتك بنفسك وستعمل بكل ما لديك من قوة للتطوير من ذاتك، عملك ومهاراتك.
اقرأ: تعلم مهارات جديدة: 10 مهارات مطلوبة يمكنك تعلمها بنفسك عبر الإنترنت
6. واجه مخاوفك
واحدة من مدمرات الثقة بالنفس هي عدم مواجهة المخاوف. جميعنا نقف أمام مخاوف متنوعة نخشى أن نتجاوزها بسهولة، ولكن الحل الصحيح لا يكمن في تجنبها وإنما في مواجهتها.
إذا أردت تعزيز الثقة بالنفس والتخلص من مخاوفك فعليك أن تواجهها عاجلًا وليس آجلًا. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تخشى التحدث أمام مجموعة من الناس، فيمكنك أن تبدأ بالحديث أمام شخص، شخصين، ثلاثة، إلى أن تصل لمجموعة كبيرة من الناس وتخوض التجربة الفعلية لذلك.
ستكون التجربة الأولى مرعبة، أما التي تليها ستكون أقل توترًا، أما المرة العاشرة ومع التحلي بثقة عالية بالنفس فستقدمها بأفضل أداء ممكن. لا تسمح للتردد والشك بمنعك من التخلص من مخاوفك التي تلعب دورًا خفيًا في زعزعة ثقتك بنفسك، بل تغلب عليها وكن واثقًا أنك قادر على عمل أي شيء.
انظر: كيفية إنشاء جدول يومي لتنظيم الوقت ونصائح لاستخدامه والالتزام به
7. رسم أهداف واقعية
لابد وأنك حددت الكثير من الأهداف لتحقيقها في المستقبل منذ أن كنت صغيرًا، ولاشك أن عدم تحقيق جزء منها قد يقلل من ثقتك بنفسك ويدفعك للتشكيك بقدراتك.
يمكن أن تحل هذه المشكلة الصغيرة من خلال رسم أهداف واقعية أكثر، ففي كل مرة تسعى لتحقيق هدف معين، قدّر نسبة نجاحه وإذا كانت قليلة للغاية فيمكنك تقسيمه لأهداف أصغر تبدأ بخطوات بسيطة وواقعية يمكن تحقيقها، وبالتالي لن تشعر بالإحباط والكسل، بل بالهمة والقوة لإدراك هدفك.
8. استثمر في قدراتك
هل جربت شعور إنجازك لأشياء تحبها من قبل؟ لابد وأنك أحببت ذلك وبالأخص أنه يساهم في تعزيز ثقتك بنفسك. سواءً كانت هوايتك أو مهنتك، احرص على ممارسة الأشياء التي تجيدها باستمرار، فرؤيتك لإنجازاتك ستزيد من إيمانك بنفسك وبقدراتك مما ينعكس على حياتك بشكل عام، ويعزز من ثقتك بنفسك لتقديم أفضل أداء في أي عمل.
9. تعلم متى ترفض
قد تكون مجاراة الأشخاص المقربين كزملاء العمل، أو الأصدقاء أحيانًا مؤذية لصحتك النفسية مما يقلل من ثقتك بنفسك ويشعرك بأنك لست متحكمًا بحياتك الخاصة.
لهذا لابد وأن تتعلم متى ترفض الأشياء التي لا ترغب بفعلها، كالذهاب لمكان معين، ممارسة نشاط ما، أو الكثير من المواقف التي يمكن أن تخرب مزاجك بدلًا من تحسينه، مما سيجعلك نادمًا على قول نعم بشكلٍ دائم. لذلك من الجيد أن تضع حدودًا في التعامل مع الأشخاص المحيطين بك ليحترموا رغباتك وليتقبلوا رفضك في بعض الأحيان.
تعد الثقة بالنفس من أهم المزايا التي يتوجب على المرء امتلاكها، لما تمنح من القوة لتحقيق الإنجازات وعيش حياة ناجحة ومليئة بالطاقة الإيجابية على الصعيدين الشخصي والمهني. وعبر النصائح المذكورة في هذا المقال ستتمكن من تعزيز الثقة بالنفس بشكل كبير خلال وقت قياسي.
يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.
هل تبحث عن فرص ووظائف للعمل عن بعد؟ تفقد مقالات قسم العمل عبر الإنترنت.
مقالات ذات صلة:
- كيفية تقوية سيرتك الذاتية كطالب للحصول على أفضل الوظائف بعد التخرج؟
- ما هي مهارة التعلم الذاتي ولماذا يجب عليك القيام به ومن أين تبدأ ؟
- 10 نصائح تساعدك على التواصل في مجالك المهني كمحترف
