8 عادات بسيطة يتبعها محترفي تعلم اللغات وتميزهم عن غيرهم

8 عادات بسيطة يتبعها محترفي تعلم اللغات وتميزهم عن غيرهم

دائماً ما نجد الكثير من الأشخاص الملمين والمتقنين للعديد من اللغات، وبغض النظر عن اعتقادنا بامتلاكهم لموهبة فريدة من نوعها؛ إلا أننا نتساءل عن أسلوبهم اللافت وطريقتهم في تعلم اللغات بأبسط وأسرع الوسائل الممكنة. فما هي العادات التي يتبعها محترفي تعلم اللغات لتحقيق ما وصلوا إليه؟ 

يعدّ إتقان اللغة واستثمارها لإغناء المعرفة واستخدامها بالمحادثات المعتادة دون أي عناء أو جهد، من أجمل مراحل تعلم اللغة. وإلى جانب الموهبة والرغبة في تعلم اللغات العالمية، سنقدم لك بعض العادات الصحيحة التي يتبعها الأشخاص المحترفين في مجال تعلم اللغات، والتي ستضمن لك باتباعها إتقان اللغة تلو الأخرى بحيث تصبح اللغات أمر متاح وممكن الحصول عليه في أقل وقتٍ وجهدٍ ممكن.

1. مراجعة ما سبق قبل تعلم المزيد

من المعروف أن مصير المعلومات التي لا تتم مراجعتها هو النسيان، ومن المؤسف حقاً ضياع المعلومات من تعابير ومفردات وقواعد والتي كنت قد بذلت الجهد والوقت في تعلمها. هذه أحد أسرار وعادات محترف تعلم اللغات، فهم يعرفون أنّ لمراجعة المعلومات السابقة أولوية في التعلم حتى ولو كنت لا تملك الوقت الكافي.

لذلك من المهم جدّاً أن تقوم بمراجعة ملاحظاتك أو البطاقات التعليمية للمعلومات السابقة للحفاظ عليها من الضياع. 

كما أنك بمراجعة مخزونك من المعلومات ستبقى في المرحلة التي وصلت إليها وستضمن عدم تراجعك للوراء إذا وصلت لمرحلة الملل والتعب من التعلم وعدم الرغبة بتعلم أي شيء جديد. لهذا، قم بالمراجعة الدورية لما تعلمته سابقاً قبل تعلّم أي جديد.

2. تحديد هدف واضح، واستخدام اللغة لهدف يمكن الاستمتاع به

لتتعلم اللغة بشكلٍ فعّال، لا بد من تحديد دافع وهدف واضح، ومن خلاله يجب أن تتمحور أساليب وموضوعات تعلمنا للغة معينة حول هذا الهدف أو المجال الذي نسعى لاستخدام اللغة فيه. لذلك احرص على تعلم اللغة في المواضيع المهمة بالنسبة لك، واستخدم اللغة في المجالات التي تثير شغفك ونوع الأنشطة التي تستمتع بها.

3. لا يمتلك متعلمي اللغة الناجحون عدد كبير من الكتب التي لا حاجة لها، أو تطبيفات يصعب استخدامها

يعرف متعلمو اللغة الفعّالون أنه لا يوجد حل سحري لإتقان اللغة، وبالتالي لا يضيعون وقتهم في البحث وتجميع الوسائل التعليمية من عدة مصادر وفي النهاية عدم استخدام أيٍ منها، حيث تعدّ أحد الأخطاء التي يرتكبها الكثير منا مراراً وتكراراً.

 يكمن الأسلوب الصحيح باختيار طريقة واحدة فعّالة، والالتزام بها حتى نحقق هدفنا كما يجب، وبالتالي توفير الوقت والجهد الضائع في البحث المستمر. لذلك اختر المنهج الذي يناسبك منذ البداية والتزم به حتى إتقانك للغة ومن ثم يمكنك دعم لغتك بمصادر أخرى.  

4. متابعة أحدث أبحاث علم الأعصاب، ومعرفة المزيد عما تخبرنا به أدمغتنا

يتعامل متعلمي اللغة الناجحين مع اللغات على أنها فن، وليس مجرد علم ومعلومات.

تظهر الدراسات أن العديد من العمليات التي تحدث في أدمغة متعلمي اللغة مفهومة جيداً، لكنها مهملة إلى حد كبير في النظام التعليمي. إذا كنت متعلماً ذاتياً، فلا بد وأنك مهيأ لتتعلم وتستفيد من أحدث النتائج، بالإضافة لتوظيف أحدث الخوارزميات والمعلومات لتعزيز قدراتك اللغوية.

لذلك ننصحك بالقيام ببعض الأبحاث حول الذاكرة وفهم طريقة عملها، ومن ثم استخدام أدوات التعلم المثبتة علمياً للتعلم بفعالية أكبر.

5. تحقيق التوازن بين تعلم اللغة واستخدامها للتعبير عن الأفكار

يحرص محترفي تعلم اللغات على التنسيق ما بين اكتساب المعلومات واستخدامها في الواقع. 

هذا على عكس الكثير من متعلمي اللغات الذين يستمرون في تخزين المعلومات والمفردات والتعابير الجديدة باللغة التي يتعلمونها، ولكن غالباً ما يجدوا أنفسهم في حيرة من انتقاء الكلمات الصحيحة أثناء محاولة إجراء محادثةٍ واقعية. أو قد يقوم البعض بممارسة ما يحتاجونه من اللغة بطلاقة في مجالهم فقط، إلا أنهم قد يكافحون لإنتاج جملة واحدة متناسقة خارج سياق مجالهم. 

بغض النظر عن هدفك أو الدافع، من الضروري تعلم اللغات بطريقة متوازنة. فالقراءة والكتابة والاستماع إلى مواد من مصادر محلية حول مجموعة متنوعة من الموضوعات ستثري مخزونك الشخصي من تعابير ومفردات، كما سيؤدي استخدامها وممارستها بشكل مستمر إلى ترسيخها في ذاكرتك.

6. الأخطاء والفشل في بعض المراحل أمر طبيعي، وهو فرصة للتعلم وللتحسن

كثيراً ما نواجه العوائق ونرتكب الأخطاء ونفشل في بعض المراحل، إلا أنها ستشكل لنا دافعاً أقوى لتصحيحها واكتساب المزيد من المعلومات واستخدامها لتحسين قدراتنا. كما أن الفشل في استخدام القواعد النحوية أو الإملائية خطأ طبيعي، نرتكبه لنتعلم منه. لذلك طالما ترتكب الأخطاء فأنت على الطريق الصحيح طالما أنّك تبحث عن تصحيحها وتتعلم منها، وهذا أحد أهم أسرار وعادات محترفي تعلم اللغات. 

7. التركيز على المصادر الأصلية وتقليد طريقة استخدام اللغة من قِبل المتحدثين الأصليين

يحرص المتعلمون الناجحون على تعلم اللغة من المصادر الأصلية لها، أي من الناطقين الأصليين باللغة. صحيح أن الكتب والقواميس وسيلة لا غنى عنها في تعلم اللغة، فضلاً عن الاختبارات اللغوية وبالأخص من الناحية النحوية، لكنها لا تستطيع إرشادك للتحدث بشكل طبيعي وبطلاقة في المواقف والمحادثات اليومية. 

فمن المعروف أن أفضل طريقة لتعلم اللغة على أصولها هي أن تركز على محادثات الناطقين الأصليين، وأن تستمع جيداً للكنتهم ولغة جسدهم وتحاول تقليدها بأفضل شكل ممكن، وبمختلف المواقف.

8. دراسة كمية قليلة كل يوم والابتعاد عن ربط التقدّم مع التحسّن الفعلي

عند محاولتك لتعلم شيء جديد لا يمكنك استيعاب كل شيء في يوم واحد أو جلسة واحدة، وبالأخص في تعلم القوائم الطويلة من المفردات الجديدة في اللغة، أو تعلم القواعد المترابطة مع بعضها دون إتقان كل قاعدة على حدى.

أما ربط التقدّم الذي نحرزه في إنهاء دروس معينة والتحسن الفعلي الذي حصلنا عليه منها، فهو وهم حقيقي إن كان هدفنا هو الانتهاء بسرعة بدلاً من التركيز الكامل والبحث عن أدق التفاصيل التي يمكن الاستفادة منها.

فالعقل لا يمكنه استيعاب كميّة هائلة من المعلومات، طبعاً إن كان الهدف هو الحفاظ على هذه المعلومات لاستخدامها على المدى البعيد. لذلك إن كنت تسعى لتذكر ما تعلمتها في اليوم التالي، حاول عدم إجهاد نفسك وحاول معرفة كميّة الوقت الذي يمكنك التركيز فيه بشكل كامل. 

وأخيراً لا تنسى أنّ أي شيء مُتعب، يصبح ممل وقد تصل لمرحلة كراهيته، وأنت بغنى عن ذلك! فإن وصلت لهذه المرحلة، سيكون من الصعب جدّاً مواصلة تقدمك في تعلم اللغات، حتّى لو حاولت أخذ استراحة لعدّة أيام والعودة لاحقاً. 

 

هذه كانت أهم عادات محترفي تعلم اللغات والتي يمكن لممارستها واتباعها بشكل مستمر أن تحفزك لإتمام عملية تعلم لغة جديدة والحرص على تحقيق هدفك حتى لو مررت ببعض العوائق والمصاعب، فكن على ثقة أنها العادات التي يرغب باكتشافها أي من محبي تعلم اللغات، وهي في متناول يديك الآن. 

إذا كنت تبحث عن مصادر موثوقة وطرق فعّالة لتعلم اللغات الأجنبية، ألقي نظرة على قسم تعلم اللغات الأجنبية!

بعض المصادر