كشف تقرير جديد نُشر برعاية الأمم المتحدة أنّ الوظائف التي تشغلها النساء أكثر عرضة لأنّ يتم استبدالها أو تتأثر بشكل مباشر بالذكاء الاصطناعي، مقارنة مع الوظائف التي يشغلها الرجال، خاصة في الدول ذات الدخل المرتفع. ووفقًا لهذا التقرير فإنّ النساء هم أكثر عرضة بثلاث مرات لفقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي.
النساء أكثر عرضة بثلاث مرات لفقدان وظائفهن بسبب الذكاء الاصطناعي مقارنة بالرجال
شهدت السنوات الثلاثة الأخيرة تطورات متسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي والذي تم إدخاله في مختلف القطاعات. فحتى عام 2024، أدخلت أكثر من نصف الشركات الكبيرة التي تضم أكثر من 5000 موظف أنظمة الذكاء الاصطناعي في عملياتها اليومية. حيث تجد هذه الشركات في الذكاء الاصطناعي حلًا مثاليًا لخفض التكاليف وزيادة الإنتاجية وتقليل النفقات على الأجور، وبهذا يقل الاعتماد فيها على العمالة البشرية.
انضموا إلى قناتنا على التيليجرام Telegram لتصلكم كامل الفرص مجانًا!
قناة موندووف على التيليجرام Telegram
وفقًا لتقرير جديد صادر عن منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة والمعهد القومي للبحوث التابع لوزارة الشؤون الرقمية في بولندا (NASK)، حوالي 10% من الوظائف التي تهيمن عليها النساء معرضة لخطر الأتمتة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مقارنة مع 3.5% فقط من الوظائف التي يشغلها الرجال.
يأتي تركيز هذه النتائج على النساء والرجال العاملين في الدول ذات الدخل المرتفع. حيث كشفت الدراسة أنّ الوظائف التي يعمل بها النساء والرجال مختلفة بالأصل. في الدول الغنية، يعمل النساء غالبًا في وظائف مكتبية أو إدارية أو خدمية، وهي وظائف قابلة للتأثر بالتكنولوجيا، بينما يعمل الرجال في وظائف أقل تأثرًا بالتكنولوجيا مثل الأعمال اليدوية والإشرافية وغيرها. وهذا الاختلاف في طبيعة الوظائف هو السبب الرئيسي في التفاوت في نسبة الوظائف التي ستتأثر بالذكاء الاصطناعي بين الرجال والنساء.
على المستوى الدولي، أشارت منظمة العمل الدولية إلى أنّ واحدًا من كل أربعة عمال منخرط في وظيفة معرضة لتأثير الذكاء الاصطناعي بشكل أو بآخر.
اقرأ: OpenAI بالتعاون مع جامعة Wharton تُطلق دورة أونلاين مجانية عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في التدريس
محدودية استبدال الوظائف بالكامل بالذكاء الاصطناعي
أشار نفس التقرير إلى إجراء استطلاع رأي شمل 1640 شخصًا يعملون في مجالات متنوعة في بولندا، ومن ثمّ تم عرض نتائج الاستطلاع على مجموعة من الخبراء الدوليين. قام الباحثون بعرض هذه النتائج على أداة للذكاء الاصطناعي مع معلومات وظيفية أخرى لتحديد مدى احتمالية أتمتة 2500 مهنة وأكثر من 29,000 مهمة عمل.
أظهرت النتائج أنّ العديد من المهن الوظيفية مثل المهن المكتبية من مسؤولي إدخال البيانات والطبّاعين ومشغلي معالجة النصوص والمحاسبين ومسؤولي الحاسبات ومطوّري الويب والوسائط وأخصائيي قواعد البيانات والوظائف المالية والوظائف المتعلقة بالبرمجيات، جميعها عرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي. حيث يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بالعديد من المهام التي تتضمنها هذه الوظائف.
مع ذلك، تشير نتائج هذا التقرير إلى “مدى التأثر المحتمل” لبعض الوظائف بالذكاء الاصطناعي، وليس بالضرورة فقدان فعلي لهذه الوظائف في المستقبل القريب.
لذلك أوضح التقرير أنّ استبدال الوظائف بالذكاء الاصطناعي لا يزال “محدودًا”، مشيرًا إلى حاجة التدخل البشري للإشراف على بعض المهام.
وقالت جانين بيرج، الخبيرة الاقتصادية الأولى في منظمة العمل الدولية، في بيان: “من السهل أن تضيع في الضجة المحيطة بالذكاء الاصطناعي. ما نحتاجه هو الوضوح والسياق”. وأكدت أن التركيز يجب أن ينصب على كيفية استخدام هذه التكنولوجيا لتحسين ظروف العمل وليس فقط على مخاطر استبدال الوظائف.
بالمقابل، يرى محللون أنّ التطور السريع للذكاء الاصطناعي سيجعل المهام الأكثر تعقيدًا معرضة لخطر الاختفاء. على سبيل المثال، بدأت العديد من الوظائف في مجالات مثل الإعلام والبرمجيات والتمويل، وهي قطاعات تتضمن نسبة عالية من النساء العاملات، تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي للقيام بغالبية المهام.
اقرأ: مايكروسوفت تفتح دورة أونلاين مع شهادة احترافية مجانية في الذكاء الاصطناعي AI
مستقبل غامض وتفاوت للفرص بين الجنسين
صحيح أنّ الاستغناء الكامل عن العنصر البشري غير متوقع، لكن احتمالية حدوث اضطرابات واسعة في أسواق العمل تبقى مرتفعة للغاية. ووفقًا للتقرير الآنف الذكر، قد تؤدي هذه التغييرات إلى دفع النساء للقيام بأعمال غير مستقرة أو حتى البطالة. ويمكن رؤية هذه النتائج منذ الآن. فقد بدأت العديد من المنظمات والشركات باستبدال الموظفين بالذكاء الاصطناعي كما في عمليات التسريح الأخيرة في شركات كبيرة مثل مايكروسوفت وميتا والتي طالت العاملين في مجال البرمجيات بالدرجة الأولى. حيث أشارت الشركتان إلى أنّ 30% من الأكواد البرمجية تكتب بواسطة الذكاء الاصطناعي.
يرى العديد من منتقدي الذكاء الاصطناعي أنّه على قادة الأعمال فهم وإدراك أنّ تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لا يعني الاستغناء الكامل عن الموظفين. الأهم هو تشجيع الموظفين على تعلم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في جو العمل، بما يحافظ على الإنتاجية والرضا الوظيفي. أما بالنسبة للنساء، وخاصة العاملات في المجالات المكتبية، فقد يكون تطوير المهارات مفتاح البقاء في سوق عمل يتغير بسرعة.
لمقالات مشابهة حول الذكاء الاصطناعي AI وتطوير مهاراتك فيه انظر مقالاتنا في قسم الذكاء الاصطناعي AI.
لمتابعة آخر أخبار التكنولوجيا انظر قسم مقالات تكنولوجيا.
مقالات ذات صلة:
أمازون تُطلق مبادرة AI Ready مع دورات مجانية في الذكاء الاصطناعي AI ومنح دراسية
8 دورات مجانية في الذكاء الاصطناعي AI مع شهادات من أفضل الجامعات والشركات الرائدة
4 دورات مجانية في الذكاء الاصطناعي AI من جامعة هارفارد الأمريكية مع شهادات