صدمة لعشرات آلاف اللاجئين في ألمانيا بعد تعليق لمّ شمل العائلة

صدمة لعشرات آلاف اللاجئين في ألمانيا بعد تعليق لمّ شمل الأسرة

قرار إلغاء لم شمل العائلة مؤقتًا يؤثر على أكثر من 400,000 لاجىء في ألمانيا ويحرمهم من الالتقاء بعائلاتهم.

صوّت البرلمان الألماني مؤخرًا بالموافقة على قرار جديد ومثير للجدل قد يؤثر على حياة مئات الآلاف من اللاجئين في ألمانيا. حيث وافق البرلمان الألماني على تعليّق لم شمل العائلة في ألمانيا للاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية (Subsidiary Protection)، على أن يتم توقيف هذا البرنامج لمدة سنتين على الأقل.

تم تبرير هذا القرار بوجود ضغط كبير على المدن الألمانية والخدمات الاجتماعية. وقال وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت “تظل ألمانيا دولة منفتحة على العالم. لكن قدرة أنظمتنا الاجتماعية لها حدود، وكذلك قدرة أنظمتنا التعليمية. كما أن قدرة سوق العقارات لدينا لها حدود أيضًا”.

انضموا إلى قناتنا على التيليجرام Telegram لتصلكم كامل الفرص مجانًا!
قناة موندووف على التيليجرام Telegram

وقد أثار هذا القرار موجة انتقادات واسعة من المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان.

400,000 لاجىء في ألمانيا يُحرمون من لم الشمل والسوريون هم الأكثر تأثرًا

الحماية الثانوية (Subsidiary Protection) هي وضع قانوني يُمنح في ألمانيا للأفراد الذين لا يستوفون شروط الحصول على صفة “لاجئ” وفق اتفاقية جنيف، لكنهم معرضون لخطر جسيم في بلدانهم مثل التعذيب أو القتل أو ظروف الحرب.

لفهم من هم هؤلاء، الجدول التالي يوضح الفرق بين اللاجئ المعترف به (Refugee Status) والحاصل على الحماية الثانوية (Subsidiary Protection) في ألمانيا:

الحق/الميزة اللاجئ المعترف به (Refugee Status) الحماية الثانوية (Subsidiary Protection)
مدة الإقامة إقامة 3 سنوات قابلة للتجديد إقامة 1–3 سنوات قابلة للتجديد
العمل يحق له العمل بدون قيود يحق له العمل بدون قيود
المساعدات الاجتماعية يحق له الاستفادة الكاملة يحق له الاستفادة الكاملة
لمّ الشمل الأسري يحق له لمّ شمل الزوج/الزوجة والأطفال تحت 18 عامًا بشكل كامل كان مسموحًا التقديم على لم شمل العائلة، ولكن فقط يتم قبول 1000 طلب شهريًا → الآن موقوف لمدة سنتين (مع استثناءات إنسانية)
المواطنة والجنسية يمكن التقديم بعد 6–8 سنوات يمكن التقديم بعد 6–8 سنوات

يعيش في ألمانيا اليوم أكثر من 350,000 شخص بوضع اللاجىء مع الحماية الثانوية (Subsidiary Protection)، معظمهم من سوريا. قبل القانون الجديد، كان يُسمح لهم بجلب أفراد أسرهم عبر لمّ الشمل. الآن، هذا الطريق القانوني أغلق كليًا لمدة عامين على الأقل، إلا في حالات إنسانية استثنائية (مثل مرض خطير أو حالة إنسانية ملحة).

اقرأ: هل تبحث عن وظائف في ألمانيا؟ أفضل مواقع البحث عن عمل في ألمانيا

ما أسباب إلغاء لم شمل العائلة لهؤلاء الفئة من اللاجئين في ألمانيا؟

أعزت الحكومة الألمانية القرار إلى الضغط الموجود على المدن الألمانية. حيث قالت أنّ قدرات المدن والبنى التحتية وصلت إلى حدّها الأقصى، والمدارس والمستشفيات والإسكان تعاني من ضغط متزايد.

الوزير ألكسندر دوبريندت صرّح أمام البرلمان بأن “قدرة البلاد على الاندماج وصلت إلى نقطة الانكسار”، وأن هناك حاجة لسياسة هجرة أكثر تشددًا.

وتمت الموافقة على القرار الجديد بغالبية ساحقة في البرلمان الألماني، حيث صوت لصالحه 444 نائبا مقابل 135 نائبا ضده.

الجدل حول هذا القرار

حزب الخضر واليسار صوتوا ضده، واعتبروا أن حرمان الأطفال من رؤية آبائهم “هجوم على جوهر الأسرة”. أمّا المنظمات الحقوقية مثل Pro Asyl قالت إن القرار يفرض “سنوات من المعاناة والانفصال على آلاف الأسر” وتعهدت بدعم المتضررين لاتخاذ إجراءات قانونية.

الكنائس والجمعيات الإنسانية حذرت من أن إغلاق باب لمّ الشمل سيدفع الكثيرين إلى طرق غير قانونية وخطرة للانضمام إلى عائلاتهم.

انظر: ألمانيا تمنح أكثر من 200,000 شخص جنسيتها في عام واحد و38% منهم من دولة عربية

الجانب الإنساني: قصص من قلب المعاناة

وراء الأرقام والإحصاءات هناك قصص إنسانية مؤلمة. مثل حالة محمد، لاجئ سوري يعيش في ألمانيا مع ابنه الصغير المصاب بإعاقة شديدة، بينما بقيت زوجته وبناته في سوريا. بعد أكثر من عامين من الانتظار، لا يعرف محمد إن كان سيجتمع بعائلته مجددًا، ومع القرار الجديد، أصبح أمله أبعد من أي وقت مضى.

الخوف من أنّ يُمهّد هذا القانون الجديد لمزيد من التشدد في سياسة اللجوء، خاصة مع الضغوط الاقتصادية وهجرة أعداد قياسية من الألمان أنفسهم إلى الخارج. لكن الأمر ليس محسومًا بعد، إذ يمكن أن يخضع لمراجعات قضائية من المحكمة الدستورية الألمانية أو حتى من محكمة حقوق الإنسان الأوروبية.

قرار تعليق لمّ الشمل الأسرة للاجئين ذوي الحماية الثانوية في ألمانيا يعكس معركة سياسية بين الحاجة لضبط الهجرة وضغوط حقوق الإنسان. النتيجة المباشرة هي مزيد من الانتظار والمعاناة لعشرات الآلاف من الأسر، ومعظمها من السوريين. يرى المنتقدون أن القرار يقوّض حقًا أساسيًا هو حق الإنسان في العيش مع أسرته.

تعرّف على أفضل الدول للهجرة والعمل في الخارج عبر قسم الهجرة إلى الخارج!

واقرأ مواضيع مشابهة في قسم الهجرة غلى ألمانيا.

مقالات ذات صلة:

ألمانيا تفتح الهجرة للعمال الباحثين عن عمل عبر برنامج الهجرة الجديد “بطاقة الفرصة Chancenkarte”

ألمانيا تمنح إقامة العمل خلال 3 أسابيع فقط عبر المسار السريع للعمال المهرة

ألمانيا تواجه أزمة نقص السائقين وتفتح أبوابها للسائقين من خارج أوروبا

بعض المصادر:

Deutsche Welle. Germany suspends refugees’ family reunification. dw.com/en/germany-suspends-refugees-family-reunification/a-72565576

Federal Ministry of the Interior. Federal Cabinet decides to suspend family reunification for beneficiaries of subsidiary protection. bmi.bund.de/SharedDocs/pressemitteilungen/EN/2025/05/kabinett.html

عن الكاتب