أسهل خطوة أثناء تعلم لغة أجنبية جديدة هي إنشاء قائمة بالمفردات الجديدة غير المألوفة للعودة إليها لاحقًا وتذكرها. قد نستمر بإضافة هذه الكلمات لننتهي بإنشاء قائمة بعشرات المفردات والتي يصعب علينا تذكرها في اليوم التالي. حتّى لو عُدنا لهذه القائمة أكثر من مرّة، سنرى في نهاية المطاف أنّ المفردات التي نتعلمها بهذه الطريقة لا تعلق في الذاكرة. من هنا يطرأ السؤال، هل إنشاء قائمة المفردات الجديدة هو أسهل طريقة لحفظ كلمات اللغة الأجنبية وعدم نسيانها؟
بالطبع لا. يوجد العديد من التقنيات التي تساعدك على حفظ كلمات اللغة الأجنبية ومعرفة كيفية استخدامها والأهم قدرتك على تذكرها لفترات زمنية طويلة دون نسيانها. وهذا ما سنخبرك به في هذا المقال الشامل.
طرق وتقنيات لتسهيل حفظ كلمات اللغة الأجنبية وعدم نسيانها
قبل البدء في اختيار التقنية الأنسب لتقوية مخزونك من المفردات في اللغة التي تتعلمها، عليك أن تسأل نفسك، ما معنى “معرفة كلمات محددة في اللغة الأجنبية” بالنسبة إليك؟ هل يعني ذلك أن تكون قادرًا على تذكرها واستخدامها في المحادثة أو الكتابة باللغة؟ أم يكفي أن تكون هذه المفردات مألوفة لديك عندما قراءتها أو الاستماع إليها؟
بصورة أوضح، بالنسبة للبعض، معرفة معنى مفردات محددة عندما قراءتها في مكان ما غير كافٍ للقول أنّك تتقن هذه المفردات، طالما أنّك غير قادر على تذكرها واستخدامها أثناء التحدث بهذه اللغة. يرى هؤلاء الأشخاص أنّه من المهم التدرّب المكثّف على هذه المفردات لتذكرها واستخدامها بشكل صحيح أثناء المحادثة.
بالنسبة لي شخصياً، يكفي أن تكون هذه المفردات مألوفة ومفهومة عند القراءة أو الاستماع. أي إنّني لن أبذل جهدًا مضاعفًا لإتقان استخدامها في حديثي اليومي، لأنني على دراية أنّه مع القراءة والتعرض المستمر للغة، سوف أصبح فيما بعد قادرًا على استخدام هذه المفردات المألوفة لدي دون الحاجة لبذل جهد إضافي عليها.
لذلك، من المهم أن تفهم ما معنى معرفة كلمات باللغة الأجنبية بالنسبة لك، لكي تتمكن من اتباع الوسائل المناسبة لزيادة مخزونك من المفردات في اللغة الجديدة.
والآن دعونا نتعرف على أهم 5 طرق لتسهيل حفظ كلمات اللغة الأجنبية وعدم نسيانها
1. استخدام الألعاب Games لحفظ كلمات اللغة
لا نتحدّث هنا عن ألعاب مثل PUBG أو Fortnite، بل نشير إلى الألعاب اللغوية.
ففي دراسة أجريت مؤخراً، تم تقييم فائدة الألعاب في تعلم وحفظ مفردات جديدة في اللغة الإنجليزية من قبل فئة من الطلّاب. قاموا في الدراسة بتقسيم الطلّاب إلى فئتين، الفئة الأولى تم تدريسها بالطرق التقليدية المتّبعة في المدارس، والفئة الثانية تم تدريسها باستخدام ألعاب لغوية مختلفة.
كانت النتيجة أنّ الفئة الثانية (التي تعلّمت مفردات جديدة في اللغة الإنجليزية عن طريق الألعاب) تفوّقت على الفئة الأولى وبفارق واضح. وفي دراسات مشابهة تم التوصّل إلى نفس النتيجة,، وهي أنّ للألعاب فائدة كبيرة في تعلم وحفظ مفردات جديدة في اللغة وتذكرِها لفترات طويلة من الزمن.
الاستنتاج الآخر المثير للاهتمام الذي توصّلت إليه الأبحاث السابقة، أنّ الأشخاص الذين يتّبعون تقنية الألعاب يُظهرون رغبة مستمرة في اللعب وبالتالي التعلم، على خلاف الطرق التقليدية التي تدفع الشخص للملل والتوقّف خلال فترة قصيرة.
ربما إن تساءلنا، كم ساعة يقضيها الشخص باللعب دون توقّف؟ وكم ساعة يقضيها بالدراسة؟ سنعرف الجواب بأنفسنا.
ولكي تبدأ الآن بالاستفادة من ممارسة الألعاب في تسهيل حفظ كلمات اللغة الجديدة التي تتعلمها، سنذكر مجموعة من أهم التطبيقات المجانية التي تساعدك في القيام بذلك:
- تطبيق Quizlet flashcards
- تطبيق AnkiApp والذي يعتبرُه البعض أفضل من Quizlet flashcards.
- وكأمثلة أخرى لدينا تطبيق Memrise الشهير.
وجميع هذه التطبيقات تدعم العديد من اللغات وليس اللغة الإنجليزية فقط.
بالنسبة للأشخاص الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية، هذا الكتاب المجّاني Vocabulary Games and Activities تم نشره من قبل قاموس كامبريدج الشهير في العام 2013، ومحتواه بالكامل هو حول كيفية اكتساب مفردات جديدة كثيرة في اللغة الإنجليزية باستخدام الألعاب والأنشطة الترفيهية.
انظر: ما هي أفضل المواقع المضمونة لممارسة اللغة الإنجليزية أو غيرها مع الأجانب مجاناً؟
2. معرفة الفرق بين المفردات الفعّالة والمفردات غير الفعالة
أعتقد أنّها أهم نقطة في هذا المقال وسأوضّح السبب:
في سنة 2013 قام مجموعة من أساتذة اللغة الإنكليزية في طوكيو اليابان، بنشر قائمة لأكثر 2800 كلمة مستخدمة في اللغة الإنكليزية تعرف ب (NGSL (new general service list. في الحقيقة تعتبر هذه القائمة من أشهر المراجع التي يعتمد عليّها متعلّمي اللغة الإنجليزية في أيامنا الحالية.
الفكرة أنّ هذه القائمة هي حصاد عمل جبّار من قبل هؤلاء الأساتذة، حيث حصلوا عليها بعد الاطلاع على نصوص مكتوبة و تسجيلات صوتية باللغة الإنكليزية وفي مجالات عدّة.
كما تُظهر الصورة التالية، بحثوا في أكثر من 37 مليون كلمة من المجلّات وحوالي 29 مليون كلمة من الراديو وهكذا. بالنتيجة تصفّحوا أكثر من 273 مليون كلمة في اللغة الإنجليزية لإنشاء قائمة مفردات اللغة الإنجليزية الأكثر استخدامًا.
الفكرة المهمّة ليست في القائمة، بل أنّه في دراسة أجريت في العام 2016 على 324 طالب وطالبة في السنة الأولى من الجامعة في إندونيسيا، وجدوا أنّه بعد ستّة سنوات كاملة من تعلم اللغة الإنكليزية، كان متوسّط عدد المفردات التي يعلمُها الطالب من القائمة السابقة (قائمة أكثر 2800 كلمة مستخدمة في الإنجليزية) هو أقل من 50 بالمئة!
النتيجة التي نحاول الوصول إليها هي، كخطوات أولى:
حاول التركيز على المفردات الأكثر تداولًا واستخدامًا في اللغة التي تتعلمها، لأنك سوف تراها وتسمعها بشكل دائم سواء في الفيديوهات أو المقالات أو أي مصدر آخر. هذه هي المفردات التي ستبقى في الذاكرة نتيجة التعرّض المستمر والاستماع لها.
انظر: 10 نصائح للتغلب على خوف التحدث باللغة الإنجليزية أو غيرها على العلن
المفردات الفعّالة Active vocabularies والمفردات غير الفعّالة Passive vocabulary
هنا نأتي لمصطلحين مهمين جدًا، الأول هما المفردات الفعّالة Active vocabularies والمفردات غير الفعّالة Passive vocabulary.
الفرق بين النوعين أنّ المفردات غير الفعالة Passive vocabulary هي المفردات المألوفة والمفهومة عند قراءتها في نص أو سماعها في محادثة. في حين أنّ المفردات الفعالة Active vocabularies هي المفردات التي يمكننا تذكرها واستخدامها في المحادثة والكتابة.
بصورة عامّة، عند تعلم لغة جديدة، يكون مخزوننا من المفردات غير الفعالة أكبر بكثير من مخزوننا من المفردات غير الفعالة وهو أمر طبيعي ومتوقّع.
فعلى سبيل المثال، عندما نشاهد فيديو معين باللغة التي نتعلمها، فهدفنا الرئيسي هو الفهم دون بذلك الكثير من الجهد، بالتالي نركّز على الكلمات غير الفعالة التي يمكننا فهمها عند الاستماع. ولكن إن كان هدفنا مثلًا هو تلخيص ما شاهدناها وإنشاء عرض حوله، فهنا تكمن المشكلة لأنّنا سنحتاج لأكثر من فهم الكلمات لإنشاء هذه الملخص. نحن بحاجة لمخزون من المفردات الفعّالة، التي يمكننا تذكرها واستخدامها لإنشاءه.
بالتالي معرفة عدد أكثر من الكلمات الفعالة يتطلب منّا بذل جهد مضاعف لإدخالها في الذاكرة والتفكير بها بسرعة عند الحاجة. نحن بحاجة لمعرفة استخدامها بدقة في الجمل وأن يكون لدينا وعي كامل مرتبط بوظيفة كل كلمة منها.
من هنا تأتي أهمية التفريق بين نوعي المفردات هذه والأهداف المرجوة من تعلم كل منها. وقولنا السابق حول التركيز على المفردات الأكثر استخدامًا هو مثال حي لزيادة مخزونك من المفردات الفعالة.
اقرأ: كيفية تقوية مهارات المحادثة باللغة الإنجليزية مع نتائج مضمونة؟
3. تعلم مفردات جديدة في اللغة أثناء تصفح الإنترنت
جميعنا يقضي ساعات يوميًا في تصفح الإنترنت، لكن هل تعلم أنّه بإمكانك استثمار هذا الوقت لتعلم مفردات جديدة في أي لغة تتعلمها؟
كمثال على ذلك، استخدام أداة Readlang Web Reader، وإدخالها في المتصفح الذي تستخدمه لقراءة المقالات على أي موقع. كما نرى في الصورة التالية، بعد تفعيل الأداة السابقة في متصفح Google Chrome، يمكنك الضغط على أي كلمة تقرؤها لكي يظهر معناها باللغة العربية أو أي لغة أخرى تختارها للترجمة.
وتحدثنا عن كيفية استخدام هذه الأداة بشكل مفصّل بدءاً من الدقيقة 6 و48 ثانية من هذا الفيديو الموجود على قناتنا موندو على اليوتيوب:
4. إن لم تستخدمه ستخسره Use it or lose it
من أقوال بنجامين فرانكلين “أخبرني وسأنسى، علّمني فربما أتذكر، دعني أشارك وعندها سأتعلّم”
كخطوة أولى يجب العلم أنّ البحث عن معني أي كلمة جديدة في اللغة التي تتعلمها دون الاطلاع على مثال حي لاستخدامها هو مضيعة للوقت.
الكثير من الأشخاص يقومون بإنشاء قائمة طويلة من المفردات الجديدة التي يتعلمونها على أمل العودة إليها لاحقًا والاطلاع عليها. لكن الحقيقة أنّ معظم هذه المفردات يتم نسيانها خلال أيام. حتّى وإن عاد الشخص لهذه القائمة أكثر من مرّة، عادة ما يتم نسيانها مع مرور الوقت.
لذلك من المهم إرفاق كل مفردة جديدة تتعلمها مع مثال أو جملة عن استخدامها الصحيح، وإن كانت المفردة تأتي بأكثر من معنى عندها يمكن إرفاق مثال واحد أو حتّى مثالين عن كل معنى مختلف للمفردة. بذلك أنت تدع الدماغ يشارك في عملية التعلّم وهذا بدوره يساعد بشكل كبير في تذكّر المفردات لفترة طويلة.
اقرأ: البدائل الدقيقة لمترجم جوجل ولماذا ينصح باستخدامها؟ بدائل Google Translate
النطق والتحدّث بصوت عالي
إن كنت تبحث عن شيء آخر يدعم عملية عدم نسيان هذه المفردات، عليك بنطقها بصوت مرتفع أكثر من مرّة أو حتّى تسجيل نفسك وأنت تنطق بها في جملة من تأليفك وبهذه الطريقة أنت تساعد الدماغ على التفاعل بشكل أكبر. قليلون هم الذين يعلمون ذلك، ولكن السر يكمن في ما يدعى بــ “ذاكرة العضلات”.
هنا نتحدث عن العضلات المسؤولة عن الكلام، فكما هو الحال بالنسبة لذاكرة عضلات ساقيك أثناء ركوب الدراجة أو عضلات أصابعك أثناء عزف البيانو، عضلات الكلام لها ذاكرة أيضاً. هذا الذاكرة تتيح للعضلات القيام بحركات تلقائية دون وعي تام.
لإنشاء ذاكرة العضلات المسؤولة عن الكلام وتطويرها، من المهم جدّاً نطق الكلمات الجديدة التي تتعلمها في اللغة بصوت مرتفع، بالإضافة إلى التركيز على حركات اللسان والشفتين. وكخطوة داعمة لما سبق، من المفيد معرفة الاستخدام الصحيح لأي مفردة نتعلمها وتخيلها في مواقف معينة.
بهذه الطريقة، ومع مرور الوقت، لن تضطر للتفكير بشكل مفرط قبل التحدث باللغة، بل ستقوم عضلاتك بالأمر بشكل تلقائي.
استخدم المفردات على أرض الواقع
أخيراً تأتي النقطة الأهم وهي استخدام هذه المفردات على أرض الواقع. يوجد عدّة تقنيات تحدّثنا عنها في مقالات سابقة والتي ننصح بالاطلاع عليها:
- طريقة حفظ كلمات اللغة الانجليزية بسرعة ومدى الحياة: 7 تقنيات مثبتة علمياً
- 7 تقنيات فعالة ينصح بها الخبراء للنطق والتحدث بأي لغة كالناطق الأصلي
- ما هي أسرع طريقة لتعلم اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات؟ تقنيات التفكير المتواصل باللغة
أفضل الطرق بالطبع هو محاولة التحدّث باللغة بالدرجة الأولى, لاحقًا تأتي تقنية الكتابة حول موضوع معيّن من فترة لأخرى.
تقنية الكتابة لا تتطلّب جهد كبير وخاصّة أنّ معظم تعليقات المتابعين السابقة تظهر صعوبة إيجاد أشخاص للتحدّث معهم باللغة. لذلك بعد تعلّم مجموعة من المفردات ابدأ بالكتابة اليومية حول مواضيع مختلفة وبهذه الطريقة تقوم باستخدام هذه المفردات بشكل عملي.
5. التركيز على المفردات ذات الصلة Related words والجُمل في اللغة
دعونا نتعرّف على نقطة أخرى مهمّة. إن قمنا بالبحث عن معنى مفردة معيّنة، سوف نجد لها أكثر من معنى باللغة العربية، لاحقاً تأتي الصعوبة في استخدامها بشكل صحيح في جملة مفيدة. فإن أخذنا مثال من اللغة الإنجليزية كـــ:Go abroad (هنا تأتي بمعنى سافر خارجاً وليس اذهب خارجاً).
أو مثلاً إن أردنا القول “إجابة سريعة”, لا يمكن القول Fast answer وإنّما Quick answer.
بالتالي الفكرة التي نحاول الوصول إليها هي أنّه علينا حفظ هكذا جمل قصيرة بدلًا من حفظ كلمة واحدة فقط.
من إيجابيات هذه الطريقة أنّ الشخص يتعلّم كلمتين أو أكثر في نفس الوقت، والأهم أنّه يمكن استخدامها لاحقًا بشكل صحيح وسريع دون التفكير والترجمة الذهنية لها. طبعًا هذا ينطبق على جميع اللغات وليس على اللغة الإنجليزية فقط.
طريقة أخرى يمكن اتّباعها لتعلّم أكثر من كلمة في نفس الوقت هي الاطلاع على المفردات ذات الصلة Related words.
مثال آخر من اللغة الإنجليزية، لنفرض أنّك تبحث عن معنى الكلمة Fear، يمكن استخدام هذا الموقع https://visuwords.com/fear للبحث عن المفردات ذات الصلة مع الكلمة fear لتظهر لنا عدّة خيارات مثلًا fearfully, fearfulness, fearful وهكذا.
طبعًا هذا يساعد في معرفة معنى الكلمة التي تبحث عنها والكلمات الشبيهة لها وبهذه الطريقة تصبح على علم بمعنى أربعة أو خمسة مفردات بدلاً من مفردة واحدة.
انظر مقالات مشابهة عبر قسم أسرار وتقنيات تعلم اللغات الأجنبية.
إذا كنت تبحث عن مصادر موثوقة وطرق فعّالة لتعلم اللغات الأجنبية، ألقي نظرة على قسم تعلم اللغات الأجنبية!
قد يهمك: