امتلاك المهارات اللغوية هو إضافة غنية لسيرتك الذاتية، يمكن أن تقوّي منها وتُظهر لأصحاب العمل أنّك شخص مُثقف ومجتهد، حتى لو لم يكن تحدث لغة ثانية شرطًا للحصول على الوظيفة. لكن الأهم من تحدث لغة ثانية أو أكثر هو كيفية عرضها في سيرتك الذاتية، فإن لم تبرزها بالشكل المطلوب لن تحقق أي فائدة من هذه المهارة. فمعرفة المكان الأنسب لعرض مهاراتك اللغوية في السيرة الذاتية وطريقة وصف مستواك فيها يمكن أن ينقل سيرتك الذاتية إلى مستوى أكثر احترافية.
ستتعرف في هذا الدليل على كيفية تضمين اللغات الأجنبية في سيرتك الذاتية بالشكل الصحيح وأفضل الطرق لوصف مستوى إتقانك لكل لغة أجنبية تقوم بإضافتها، مع عرض بعض الأمثلة.
ما أهمية إضافة اللغات إلى السيرة الذاتية؟
إضافة المهارات اللغوية إلى سيرتك الذاتية يساهم في عرضك كمؤهل قوي لشغل الوظائف. فتحدثك للغة ثانية أو أكثر يُظهر لأصحاب العمل أنّه لديك معرفة ثقافية عن دول أخرى وأنّك مستعد للتعامل والتواصل مع أشخاص عبر الحدود ومن ثقافات مختلفة. خاصّة أنّ أغلب الشركات الكبيرة لها فروع في عدة دول من حول العالم وتتعامل مع موظفين وعملاء من عدة دول.
كما أنّ تحدث لغة ثانية أو أكثر، يُثبت لأصحاب العمل أنّك شخص مجتهد ومهتم بتطوير نفسه باستمرار. وعادة ما يكون الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة منفتحين واجتماعيين أكثر من الأشخاص وحيدي اللغة، مما يُبت جدارتهم في العمل ضمن فريق وقدرتهم في المحافظة على تواصل مفتوح مع زملائهم في العمل.
أضف أنّ العديد من الشركات تخدم عملاء من مختلف أنحاء العالم، وامتلاكك للمهارات اللغوية سيساعد في تحسين تجربة هؤلاء العملاء. فالقدرة على الترجمة أو التحدث بلغة العميل هي ميزة تنافسية للشركة التي ستتوظف فيها.
اقرأ: كيفية تقوية سيرتك الذاتية كطالب للحصول على أفضل الوظائف بعد التخرج؟
متى يُنصح بإضافة اللغات ومستوياتها إلى سيرتك الذاتية؟
يُنصح بإضافة اللغات إلى سيرتك الذاتية إن كنت تُجيد لغة ثانية أو أكثر، كونها تقوّي من مؤهلاتك كما ذكرنا. مع ذلك، إن كانت معرفتك بلغة ما ضئيلة وتقتصر على استخدامها في السفر أو قضاء عطلة في بلد يتحدث هذه اللغة، فمن الأفضل تجنب إضافة هذه اللغة إلى سيرتك الذاتية لأنّها قد تعود عليك بالضرر أكثر من الفائدة.
بصورة عامة، إضافة لغة لا تتقنها إلى سيرتك الذاتية، يعتمد على نوع الوظيفة التي تتقدم لها. على سبيل المثال، إن كنت تتقدم لشغل وظيفة في فندق سياحي، ولديك القدرة على التواصل باللغة الأجنبية المطلوبة ولو بشكل أساسي فقط (كمبتدىء)، فإنّ إضافة هذه اللغة إلى سيرتك الذاتية هو فكرة جيدة لأنّها ذات صلة بالوظيفة وستدعم طلبك كونها ميزة مطلوبة من أصحاب العمل.
أمّا في حال كنت تتقدم إلى وظيفة لا تتطلب المهارات اللغوية أو تتطلب مستوى متقدم في لغة معينة، عندها يُنصح بإضافة اللغات التي تتحدثها بشكل جيد فقط، كونها غير مرتبطة بالوظيفة ولن تضيف أي شيء إلى سيرتك الذاتية، على العكس قد تضرك.
كيفية إضافة قسم اللغات في السيرة الذاتية CV
يوجد أكثر من طريقة لإضافة قسم اللغات إلى سيرتك الذاتية، واختيار الطريقة المناسبة يعتمد على نوع الوظيفة التي تتقدم لها. على سبيل المثال، إن كنت تتقدم لوظيفة ما تتطلب التحدث باللغة الفرنسية، فمن الجيد اختيار طريقة لإضافة قسم اللغات وعرض مستويات اللغة الفرنسية لديك. لكن تخيل معي أنّك تتقدم إلى وظيفة لا تشترط المهارات اللغوية، عندها قد يكون صاحب العمل غير مُلم بأنظمة التقييم المعترف بها للغات الأجنبية، ومن الأفضل استخدام طريقة أخرى أكثر بساطة لعرض مهاراتك اللغوية.
لكن قبل إضافة اللغات إلى سيرتك الذاتية، لنرى كيف يمكن وصف مستويات اللغات أولًا.
انظر: أفضل الأنشطة اللامنهجية Extracurricular Activities لسيرتك الذاتية
وانظر أيضًا: كيفية كتابة CV ناجحة مع نماذج سيرة ذاتية احترافية CV Templates
وصف مستويات اللغات وفقًا لإطار العمل الأوروبي المرجعي المشترك للغات (CEFR)
تم إنشاء نظام التقييم هذا من قبل مجلس أوروبا لتوحيد مستويات إتقان اللغات الأوروبية، لكنه شائع الاستخدام على نطاق واسع في غالبية دول العالم. فإذا كانت وظيفتك تتطلب إتقانًا للغة ثانية أو أكثر، يمكنك استخدام نظام التقييم CEFR لعرض مستوى اللغات لديك في السيرة الذاتية.
المستويات الرئيسية لإطار العمل الأوروبي المرجعي المشترك للغات (CEFR) هي:
- المستوى A1 (المبتدئ): لديك قدرة على فهم واستخدام تعابير بسيطة للتواصل الأساسي باللغة الأجنبية، والتفاعل مع أشخاص يتحدثون ببطء.
- المستوى A2 (ما قبل المتوسط): يمكنك التحدث عن مواقف يومية بسيطة واستخدام وفهم الجمل والعبارات الشائعة باللغة، مثل التحدث عن العائلة والتسوق.
- المستوى B1 (المتوسط): لديك قدرة على التعامل مع المواقف الأكثر شيوعًا في الحياة اليومية لمتحدثي اللغة، مثل مواقف السفر إلى منطقة تتحدث اللغة وكتابة مواضيع تهمك شخصيًا وعرض آرائك ووصف بعض الأحداث والتجارب.
- المستوى B2 (ما فوق المتوسط): أنت قادر على التحدث بعفوية مع الناطقين الأصليين للغة والكتابة بتفصيل حول مجموعة واسعة من المواضيع، سواء حول الحياة الأكاديمية أو المهنية.
المستويات C هي للأفراد المتمرسين باللغة الأجنبية.
- المستوى C1 (المتقدم): لديك القدرة على التعبير باللغة الأجنبية بدقة في معظم السياقات الاجتماعية والأكاديمية والمهنية، كما يمكنك فهم النصوص المعقدة والمتعمقة بما في ذلك المعاني الضمنية.
- المستوى C2 (الطلاقة): إتقان كامل للغة مع فهم عميق لها، بما يعادل مستوى المتحدث الأصلي.
وصف مستويات اللغة بصورة أكثر وضوحًا
إن لم تكن المهارات اللغوية مهمة في الوظائف التي تتقدم عليها، يُفضل اختيار أداة تقييم أكثر وضوحًا لعرض مستويات اللغات الأجنبية لديك. في هذه الحالة لن تتمكن من استخدام نظام تقييم CEFR، ويمكنك وصف قدراتك اللغوية بعبارات مثل:
- مستوى مبتدئ (Beginner): إن كنت قد بدأت لتوك في تعلم لغة أجنبية جديدة، مع معرفة أساسية لبعض المفردات والعبارات.
- مستوى متوسط (Intermediate): أنت قادر على قراءة وكتابة بعض العبارات وإجراء محادثات بسيطة في اللغة وفهم الأشخاص الذين يتحدثون ببطء.
- مستوى كفء (Competent): يشير إلى قدرتك إلى إجراء محادثات في اللغة بسهولة حول مواضيع متنوعة مثل الحياة والعمل والعائلة، مع القدرة على الكتابة والقراءة دون أي صعوبات كبيرة.
- مستوى طليق (Fluent): لا يوجد لديك أي مشكلة في القراءة والكتابة والتحدث والاستماع في معظم مواقف الحياة اليومية. وهذا المستوى هو تحت مستوى الناطق الأصلي.
- مستوى المتحدث الأصلي (Native): القدرة على تحدث اللغة كالناطق الأصلي إن نشأت وأنت تتحدث هذه اللغة كلغتك الأم أو قد تصل إلى هذا المستوى بعد سنوات من العيش في بلد يتحدث هذه اللغة.
بعد أن رأينا كيفية وسف مستويات اللغة الأجنبية، دعونا نرى كيف يمكن إضافتها إلى السيرة الذاتية.
اقرأ: لإيجاد عمل عن بُعد… 6 مهارات عليك إضافتها إلى سيرتك الذاتية الآن
إضافة قسم اللغات إلى السيرة الذاتية
إن كنت شخص ثنائي اللغة Bilingual وتتحدث لغتين بطلاقة، فإنّ هذه المهارة مهمة وتستحق التركيز عليها في قسم الملخص الشخصي الذي تتحدث فيه عن نبذة عنك في بداية السيرة الذاتية. على سبيل المثال، إضافة جمل في الوصف الشخصي مثل “طبّاخ ثنائي اللغة مع خبرة 10 سنوات من العمل في مدريد وباريس”.
وإن كنت تتقدم إلى وظيفة تُقيّم المهارات اللغوية، أضف معلومات عن لغاتك في القسم التعريفي عنك في بداية سيرتك الذاتية مثل “مهندس خبير يتمتع بإجادة تامة للغتين الإسبانية والفرنسية، مكتسبة من خلال عشر سنوات من العمل في إشبيلية ومرسيليا.” ومن ثمّ أضف قسم آخر في الأسفل للمهارات اللغوية واستخدام إطار العمل الأوروبي المرجعي المشترك للغات (CEFR) لذكر مستواك في كل لغة.
وفي الحالات التي لا تكون فيها المهارات اللغوية شرطًا ولكنها ذات صلة بالوظيفة، يكفي إدراج قسم خاص بالمهارات اللغوية واستخدم إطار تقييم واضح مثل: “اللغة الفرنسية – مستوى كفء، اللغة الإسبانية – مستوى متوسط.”
في الحالات التي لا تكون فيها المهارات اللغوية مرتبطة بالوظيفة، يكفي إدراجها ضمن قائمة المهارات بصورة عامة مثل:
- “مهارات تقنية: برامج مايكروسوفت أوفيس.”
- “مهارات لغوية: اللغة الإيطالية – مستوى متوسط.”
ملاحظة: تأكد دائمًا من ترتيب معلومات مهاراتك اللغوية بناءً على مدى أهمية اللغة للدور الذي تتقدم له. هذا يجعل سيرتك الذاتية أكثر وضوحًا وتنظيمًا.
انظر: كيف تكتب خبرة العمل (الخبرات العملية) في السيرة الذاتية CV؟ نصائح مع أمثلة
مثال عن إدخال قسم اللغات أثناء إنشاء السيرة الذاتية
سوف نستخدم في مثالنا أداة إنشاء السيرة الذاتية المجانية أونلاين Europass، وهو الموقع الرسمي للمفوضية الأوروبية والذي يساعد الأفراد في إنشاء سيرة ذاتية ورسالة دافع وغيرها الكثير مجانًا من أي مكان.
انتفل إلى موقع Europass، اضغط على “Login to Europass” ومن ثمّ اضغط على “Create an account” لإنشاء حسابك المجاني والبدء بإنشاء السيرة الذاتية الخاصة بك.
أثناء إضافة أقسام السيرة الذاتية، يوجد خيار إضافة قسم اللغات الأجنبية. هناك يمكنك إضافة أي لغة تجيدها غير اللغة الأم مع مستواك في المهارات الأربعة من هذه اللغة وفقًا للإطار المرجعي الأوروبي، كما هو موضح في الصورة التالية:
وإن كانت المهارات اللغوية مطلوبة في الوظيفة، لا تنسى إضافتها إلى الوصف الشخصي عنك في بداية السيرة الذاتية أيضًا.
وقبل تحميل السيرة الذاتية الخاصة بك من موقع Europass، ستجد 4 أشكال مختلفة يمكنك الاختيار فيما بينها، حيث يوجد لقسم اللغات 4 أشكال مختلفة.
يمكن أن يأخذ قسم اللغات الشكل التالي
أو هذا الشكل
أو هذا التنسيق
أو هذا الشكل
وإن لم تكن المهارات الوظيفية مطلوبة أو لا صلة لها بالوظيفية، يمكنك فقط إضافة قسم المهارات اللغوية دون استخدام الإطار المرجعي الأوروبي، وإنما الاعتماد على التصنيف الأبسط من مستوى مبتدئ (Beginner)، أو مستوى متوسط (Intermediate)، أو مستوى كفء (Competent)، أو مستوى طليق (Fluent).
يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.
مقالات ذات صلة:
كيف تستخدم موقع لينكد إن LinkedIn للحصول على وظيفة بسرعة
كيفية استخدام شات جي بي تي ChatGPT لإنشاء سيرة ذاتية احترافية