منذ أن أصبح التواصل عبر وسائل التكنولوجيا المتطورة من أساسيات عصرنا الحالي، زادت الحاجة للترجمة بكافة أشكالها. وكلما ازداد طرح المواقع والصفحات عبر الإنترنت، كلما احتجنا لترجمة أسرع وأكثر دقة. ومن هنا جاء دور الترجمة الإلكترونية، حيث وفرت هذه الخدمة الكثير من الوقت والمال لأصحاب المواقع والمدونات أو حتى لمستخدمي الانترنت بشكلٍ عام. ولكن هل تُغني الترجمة الإلكترونية عن تدخل البشر فعلاً؟
دعونا نتعرف أكثر عن الترجمة الإلكترونية وطريقة عملها ومقارنتها مع الترجمة البشرية لمعرفة نقاط القوة لكلٍ منها، ولنعرف مدى قدرة الذكاء الاصطناعي في إنجاز أعمال الترجمة.
تعريف الترجمة الآلية أو الإلكترونية
الترجمة الآلية أو الإلكترونية، هي ترجمة العبارات والنصوص وصفحات المواقع بشكل فوري من لغة إلى أخرى بالاعتماد على الحواسيب والبرمجة الرقمية. وقد تطورت فعلاً منذ بدايتها، في حين أنها بدأت بتجربة متواضعة لترجمة بسيطة من اللغة الروسية إلى الانكليزية في عام 1954!
أما الآن فقد أصبحت متوفرة لترجمة معظم لغات العالم، وبأشكال متعددة من برامج للحواسيب وتطبيقات للهواتف الذكية إلى الأجهزة المحمولة من مترجمات وقواميس. ومازال علماء الحواسيب يعملون لتطويرها وتحسين دقة الترجمة فيها حتى يومنا هذا.
وقد نشأت الترجمة الإلكترونية لتقديم الترجمة بأفضل المستويات، وغالباً ما نلجأ للترجمة الالكترونية في:
ترجمة الملفات الكبيرة
عند وجود ملفات هائلة للترجمة لن يتسنى للمترجم ترجمتها حرفياً فهناك دائماً وقتاً محدداً لتسليم مواد الترجمة، لذا تُعتبر الترجمة الآلية المساعد الأنسب لترجمة النصوص قبل أن يتم تنقيحها وتعديلها بشرياً لضمان جودة النتيجة النهائية.
مواكبة سرعة سوق الترجمة
تتيح الترجمة الآلية إنجاز مشاريع الترجمة بأوقاتٍ تنافسية، فغالباً ما يكون عامل الوقت هو الأهم في تنفيذ أعمال الترجمة، وباستخدام الترجمة الآلية والتعديل البشري يمكن الخروج بأفضل نتائج الترجمة لكن بوتيرة أسرع.
فهم النص بشكل عام
قد نحتاج أحياناً لترجمة سريعة فقط لفهم الفكرة الرئيسية من المحتوى المكتوب بلغةٍ أجنبية، ومن الواضح أن الترجمة الآلية هنا هي الحل الأنسب. وربما كانت المعلومات المطلوب ترجمتها سرية فيمكن ترجمتها بواسطة الترجمة الآلية دون الكشف عن بيانات المستخدم.
وسنجد الكثير من برامج وتطبيقات الترجمة للمحتويات الصوتية والمكتوبة والتي تتميز بالسرعة والدقة، ومن أشهرها Google translate.
ما هي أفضل مواقع وبرامج الترجمة البديلة لمترجمة جوجل Google translate؟
يعتبر مترجم جوجل من أفضل خيارات الترجمة الآلية المتاحة في عصرنا الحالي، مع ذلك يوجد برامج شبيهة تقدم ميزات إضافية لا يقدمهل مترجم جوجل لتسهيل عملية الترجمة الآلية ومن أشهر هذه البرامج:
- تطبيق Translator Microsoft App: التابع لشركة مايكروسوفت. هذا التطبيق تم تحميله من قبل أكثر من 10 مليون شخص (عملياً لا يمكن مقارنته مع google translate والذي تم تحميله من قبل أكثر من 500 مليون شخص) لكنّه تطبيق مذهل.
- تطبيق iTranslate: هذا التطبيق يعود لشركة مشهورة تسمى Sonico Mobile وزاد استخدامها مؤخراً بشكل كبير، حيث يساعدك على ترجمة النصوص أو مواقع الويب أو كلمات البحث ذات المعاني وحتى تصريفات الأفعال بأكثر من 100 لغة.
- موقع وتطبيق reverso: برنامج شهير تم تطويره من قبل شركة Softissimo Inc، وقد حاز على ثقة أكثر من 6 ملايين مستخدم من حول العالم. ويمكنك عبره ترجمة المفردات والجمل والفقرات بسهولة كبيرة إلى عدد كبير من اللغان العالمية المتاحة الإنجليزية والعربية والفرنسية والألمانية والإسبانية والبولندية والعبرية والإيطالية…الخ.
آلية عمل الترجمة الالكترونية
يقوم أساس الترجمة الالكترونية على تمييز الكلمة باللغة المصدر ومطابقتها مع مثيلتها باللغة المستهدفة وهذا ما يجعل منها غير دقيقة تماماً في ترجمة النصوص فهي تعتمد على مطابقة الكلمات والعبارات مع بعضها وترتيبها بنفس السياق.
وقد تم تطوير آلية عمل الترجمة الالكترونية كثيراً إلى أن وصلت للنتيجة الحالية، إذ يمر نظام الترجمة الالكترونية بعدة مراحل:
- تتم ترجمة الكلمات والعبارات باليد البشرية دون تدخل برمجي.
- تلقين المترجم الآلي المفردات والعبارات لحفظها بالاستعانة بالقواميس الآلية.
- تحرير الترجمة الآلية وتعديل اللازم منها لتصبح أكثر دقة.
- الوصول للترجمة الآلية النهائية دون تدخل اليد البشرية.
وبالاعتماد على آلية عملها يمكن تقسيم الترجمة الترجمة الالكترونية أو الآلية لقسمين:
الترجمة الآلية القائمة على القاعدة
والتي تعتمد على قواميس ومعاجم شاملة للنحويات والقواعد المتعلقة بلغتي الترجمة، حيث يستخدم النظام مجموعات القواعد والنحو لمطابقة العبارات المصاغة من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف. كما يمكن للمستخدمين إضافة التعديلات اللازمة لتحسين جودة الترجمة. ومن الممكن أن يتم تحسين الجودة من قِبل الشركة المصنعة باستثمار مبدأي أو باستثمار مستمر وتدريجي للحصول على أفضل النتائج.
وتُعتبر الترجمة الآلية القائمة على القاعدة مناسبة للشركات إلا أن عملية تحسين الجودة قد تكون مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً. وتلخص خصائص الترجمة الآلية القائمة على القاعدة كالتالي:
- جودة عالية ومتناسقة في الترجمة والتنبؤ.
- تعتمد القواعد اللغوية.
- أداء عالي وقوي.
- الترابط المتواجد بين النسخ المترجمة.
- تواجه ركاكة في صياغة النصوص.
- من الصعب أن تتقبل استثناءات القواعد.
- تكلفة عالية في التطوير والاستثمار.
الترجمة الآلية الإحصائية
تقوم البرمجيات في هذا النهج بالاعتماد على نماذج الترجمة الإحصائية السابقة من الشركات، وغالباً على نماذج الشركات ثنائية اللغة أو متعددة اللغات. ويعدّ إنشاء نماذج الترجمة الإحصائية عملية سريعة، لكنها بحاجة إلى 2 مليون كلمة على الأقل لبنائها، ومعظم الشركات لا تملك مشاركات كثيرة بلغات عديدة لبناء نماذج مختلفة للترجمة الإحصائية.
كما يُعتبر منهج الترجمة الإحصائية منهجاً مكثفاً لوحدة المعالجة المركزية وتتطلب تكويناً شاملاً للأجهزة لبناء نماذج ترجمة بمستويات أداء متوسطة. أما خصائصها:
-
- لا يمكن التنبؤ بجودة الترجمة.
- لا تعتمد القواعد اللغوية ولكنها تتقبل الاستثناءات.
- تحتاج لوحدة معالجة مركزية عالية ومساحة أقراص صلبة كبيرة.
- لا يوجد ترابط وتناسق بين النسخ المترجمة المعدلة.
- سلاسة في صياغة العبارات.
- وسائل تطوير وتحسين جودة سريعة وفعّالة.
الفرق بين الترجمة الآلية والترجمة البشرية
لا يمكن إنكار أهمية الترجمة الالكترونية في حياتنا لما وفرته علينا من وقت وتكلفة، حيث باتت وسيلتنا الأولى لترجمة سريعة وفورية للمحتويات من اللغة المصدر للغة المستهدفة. ولكن كما ذكرنا فإن الترجمة الآلية تعتمد على مطابقة الكلمات والعبارات من القواميس الضخمة والنماذج السابقة من النصوص المترجمة، أي لا يمكن الاعتماد عليه كلياً في كل أنواع الترجمة، كترجمة النصوص القانونية أو التسويقية أو الإعلانية.
على عكس الترجمة البشرية والتي تقوم على السرد وصياغة المحتويات بما يناسب اللغة المستهدفة مع مراعاة الفروق الثقافية والمعاني المختلفة للمصطلحات وليس فقط ترجمة مفردات وعبارات.
هذا ما يجعل ترجمة اليد البشرية أكثر موثوقية واحترافية لما يضيفه المترجم من خبرته في المجال ومعرفته باللغة الرائجة وبقواعد اللغتين المصدر والمستهدفة.
ومن الواضح وجود ترابط بين الترجمة الآلية والترجمة البشرية، فالمترجمين بحاجة للاستعانة ببعض برامج وأدوات الترجمة الالكترونية لاختصار الوقت وتسريع عملية الترجمة كما يمكن استخدامها لتدقيق وتحرير النصوص المترجمة.
أما الترجمة الآلية فلن تكون مثالية إلا إذا تم تعديلها وتنقيحها من قِبل الترجمة البشرية وخصوصاً في صياغة النصوص، فهي لا تملك العقل البشري لتمييز الترجمة الأدق وإعطاء المعنى المناسب للكلمات وفقاً لمجال وموضوع كل محتوى.
أفكار حول الترجمة الآلية والبشرية
في حين مازالت الترجمة الالكترونية في تطور مستمر بجهود علماء الحواسيب للوصول إلى أفضل نتائج الترجمة إلّا أنه مازال البعض يؤكد أن وصول كفاءة الترجمة الآلية للترجمة البشرية شبه مستحيلة، فالترجمة بحاجة إلى تواصل وتعبير بشري لتوضيح الهدف والقصد من المحتوى كالمحتويات الأدبية والفنية.
في الختام يمكننا القول أن الترجمة عنصراً أساسياً في استخداماتنا اليومية، ونحن بحاجة لكل ما يطورها ويحسن جودتها. وإلى يومنا هذا فإن أفضل نتائج الترجمة هي تلك المشتركة بين الترجمة الالكترونية والبشرية لما تقدمه من صياغات نصوص سلسة ودقة وسرعة في الأداء.
مقالات ذات صلة:
- أهم أنواع التسويق الإلكتروني وكيف تنجح في تسويق مشاريعك
- 10 مواقع أجنبية تدفع لك المال بشكل يومي (خلال 24 ساعة) للعمل في مهام مختلفة
- كيف تصبح كاتب محتوى مستقل ناجح وبخطوات بسيطة
بعض المصادر: