السعادة بين يديك… 8 طرق مُثبتة علميًا لإدخال السعادة إلى حياتك اليومية

السعادة بين يديك... 8 طرق مُثبتة علميًا لإدخال السعادة إلى حياتك اليومية

قد تمر بأوقات عصيبة يؤثر فيها الحزن على حياتك بشكل سلبي وتسأل نفسك ما هي السعادة وكيف يمكنني أن أدخلها إلى حياتي؟ بصورة عامة، لا يوجد نهج واحد يمكن اتباعه لجلب السعادة إلى حياتنا، فالسعادة شيء نسبي، وما يسعدك قد لا يسعد غيرك. مع ذلك، يمكننا أن نلجأ للعلم لمساعدتنا في التعرف على الطرق التي تساعد الجميع على إيجاد السعادة عند البحث عنها بشكل عام. لذلك، سنتعرف في مقالنا هذا عن 8 طرق يدعمها العلم لجعل السعادة تغمر حياتك.

ما هي السعادة؟ 

بدأ العلماء في البحث عن معنى السعادة منذ فترة طويلة، وتوصلوا مؤخرًا إلى علم حديث في علم النفس يُسمى “علم النفس الإيجابي”، والذي ينظر في مفهوم السعادة بشكل أكثر تعمقًا.

اعتمد العلماء على دراسة المعنى الحقيقي للسعادة والرضا في حياة الفرد، وليس فقط السعادة العابرة التي قد نشعر بها بشكل مؤقت عند شراء ملابس جديدة. وتوصلوا إلى أنّ السعادة بشكل عام، هي المشاعر الإيجابية التي نشعر بها تجاه كل شيء ممتع نقوم به في حياتنا اليومية.

على سبيل المثال، المتعة والراحة والامتنان والإلهام، جميعها أمثلة عن المشاعر الإيجابية التي تغمرنا بالسعادة في حياتنا اليومية. أمّا في الأدبيات العلمية، فالسعادة مرتبطة بوجود المشاعر الإيجابية وغياب المشاعر السلبية.

ما هو تأثير السعادة على صحتنا بشكل عام؟ 

تشير الدراسات إلى أنّ تأثير السعادة على صحتنا هو أكبر مما نتوقع. فالسعادة لها تأثير إيجابي في حياتنا بأكثر من طريقة.

تعزز السعادة من قوّة جهاز المناعة مما يساعد في الوقاية من الأمراض، وهي عنصر جوهري لمحاربة التوتر كونها تخفض من مستويات الكورتيزول في الجسم. كما تؤثر السعادة في خفض ضغط الدم مما يحمي القلب، وبالتالي تساعدنا السعادة على عيش حياة أطول.

8 طرق مُثبتة علميًا لإدخال السعادة إلى حياتك اليومية

لتحقيق هذا الفوائد الكبيرة للسعادة وجعلها جزء أساسي من حياتنا، إليكم 8 طرق مدعومة علميًا ستجل من السعادة تغمر حياتكم:

1. النشاط البدني

قد لا تكون المرة الأولى التي تسمع بها أنّ النشاط البدني والتمارين يزيدان من سعادة الفرد، لكن كيف يتم ذلك؟

يُشار بالنشاط البدني إلى أي حركات زائدة نقوم بها كنوع من التمارين الرياضية. لا نقصد مشاركتك في ماراثون أو ارتياد الصالات الرياضية يوميًا، بل يمكن للمشي اليومي لبضعة دقائق أن يفي بالغرض.

فالمشي إلى متجر للتبضع أو القيام ببعض الأعمال المنزلية أو العناية بحديقة منزلك أو الركض الخفيف، جميعها أنشطة بدنية تساهم في سعادتك خلال اليوم.

العديد من الدراسات العلمية تُظهر أنّ زيادة النشاط البدي يحسّن من الصحة العقلية من خلال تعزيز جودة النوم، وتحسين المزاج، والمساعدة في تخفيف التوتر والقلق عبر تخفيض مستويات الكورتيزول.

عند القيام ببعض التمارين الرياضية، يفرز الجسم الإندورفينات، وهي مواد كيميائية مسكنة للألم وتخلق شعور الراحة والسعادة. كما يترافق ذلك مع رفع مستويات السيروتونين والدوبامين اللذان يؤثران بشكل مباشر على الشعور بالسعادة والرفاهية.

وبما أنّ المظهر الخارجي يرتبط مع الثقة بالنفس، فإجراء التمارين الرياضية والمحافظة على جسد سليم، يعزز من ثقتك بنفسك ويزيد من تقدير الذات، وهما عاملان مرتبطان بالسعادة بشكل مباشر.

اقرأ: وفقًا لخبراء من هارفارد: أفضل 10 أطعمة لتعزيز صحة الدماغ وزيادة التركيز

2. النظام الغذائي الصحي

تناول الأطعمة الصحية يزيد من إفراز بعض المواد الكيميائية في الجسم والتي تحسن من الحالة المزاجية. مثلًا، تحتوي الفواكه والخضراوات والحبوب على الكربوهيدرات التي تساهم في تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.

كما أنّ البيض يحتوي على دهون صحية وبروتينات وفيتامين B، والتي تشتهر بدورها في الوقاية من الاكتئاب. في حين أنّ الأسماك الدهنية غنية بأحماض أوميغا-3 الضرورية لعمل الدماغ وتخفيف التوتر والقلق.

وإن لم تكن تعلم، فإنّ صحة الأمعاء ترتبط بالمزاج والسعادة، بما يُعرف “محور الأمعاء-الدماغ”. البكتيريا النافعة في الأمعاء تؤثر بشكل مباشر على النواقل العصبية التي تؤثر على المزاج، بالتالي تحسين صحة الأمعاء يعني قلق واكتئاب أقل.

جميع ما سبق هي أمثلة عن أطعمة مهمة ومفيدة ترفع من مستوى السعادة لديك.

انظر: وفقًا لخبراء من هارفارد: أفضل 10 أطعمة لتعزيز صحة الدماغ وزيادة التركيز

3. كن ممتنًّا

الامتنان، هو أن تُدرك قيمة ما تملك وتقديره والرضا حامدًا الله عليه. والامتنان يرتبط بالعديد من الفوائد. فمثلًا تُشير الأبحاث إلى أنّ الشعور بالامتنان يعزز من الصحة البدنية للفرد، حيث يخفف من الآلام ويُشعر الفرد بصحة أفضل.

كما أظهرت الدراسات أن الامتنان يقلل من المشاعر السلبية والاكتئاب، ويزيد من السعادة.

4. الجود والكرم

وفقًا للأبحاث العلمية، يرتبط الكرم والعطاء بالسعادة ارتباطًا مباشرًا. فعندما تكون كريًما مع الآخرين، تنشط أجزاء من دماغك التي تعزز من الشعور بالرضا والمكافأة، مما يزيد من السعادة والرضا لديك.

والكرم لا يرتبط دائمًا بإعطاء المال، بل إنّ استهلاك موارد أخرى مثل الوقت والطاقة والعلم لمساعدة الآخرين هو شكل من أشكال العطاء.

وجدت الأبحاث أنّ السعادة ترتبط بجزء من الدماغ يُسمى “الجسم المخطط البطني”، وهذا الجزء يلعب دورًا في نظام المكافأة في الدماغ، لذلك فإن مكافأة نفسك بالعطاء والكرم يزيد من شعورك بالرضا والسعادة.

انظر: ما هو سر ضبط النفس؟ مخلص فيديو Jonathan Bricker على TEDx

5. اعتني بنفسك

الكثيرون لا يولون اهتمامًا لأحد أكثر الأمراض شيوعًا وأصعبها علاجًا، التوتر والقلق والاكتئاب. فالآثار السلبية للتوتر كثيرة، منها الأرق والتعب ومشاكل في الأمعاء وانخفاض الحماس والدافع على المدى القصير والطويل وغيرها.

جميعها تؤثر على صحتك البدنية والجهاز القلبي الوعائي وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب.

ومن أهم عناصر الوقاية من التوتر هي العناية بالنفس. الاعتناء بنفسك يساعد في تخفيف آثار التوتر ويعزز من سعادتك. فعندما تشعر بالضغط والتوتر، خصص وقت إضافي للتفكير في نفسك واقضي وقتًا كافيًا مع الآخرين من حولك، واقضي بعض الوقت في القراءة والاستماع إلى الموسيقى وممارسة الرياضة أو أي أنشطة تحبها.

6. نل قسطًا جيدًا من النوم

قد تمر عليك أوقات عصيبة لا تجد فيها الوقت الكافي للنوم، معتقدًا أنّ النوم مضيعة للوقت. لكن الحقيقة أنّ النوم هو عنصر جوهري للمحافظة على إنتاجيتك وتركيزك ولمحاربة التوتر والقلق.

أظهرت الدراسات التي أُجريت على الدماغ المحروم من النوم، أنّ نقص النوم يرفع من مستويات التوتر بشكل كبير، وهذا يدوره يؤثر سلبًا على جودة النوم، مما يجعل الفرد يدخل في دائرة مفرغة من التوتر وقلة النوم.

لذلك إن كنت تبحث عن السعادة في حياتك، عليك تنظيم أوقات نومك ونيل قسط وافٍ من النوم يوميًا. وإن كنت تجد صعوبة في ذلك، حاول تغيير بعض عاداتك اليومية، مثل تقليل تناول الكافيين وتقليل التعرض للأجهزة الإلكترونية قبل النوم ومحاولة النوم في نفس الوقت يوميًا.

انظر: بعيدًا عن الراحة، كيف يغير النوم الجيد حياتك؟ نصائح Jeff Iliff على TEDx

7. قلل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

ساهم إدخال وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا في العديد من الفوائد. مع ذلك، ظهرت العديد من السلبيات المرافقة لاستخدامها، خاصّة تأثيرها السلبي على السعادة وكيفية تفاعلنا مع الآخرين.

من أهم التأثيرات السلبية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي هي المقارنة وتقليل تقدير الذات.

تميل أغلب منشورات وسائل التواصل الاجتماعي إلى التباهي والتفاخر بالممتلكات المادية مثل السيارات والأموال والمنازل أو بوسائل أخرى مثل السفر والطعام وطريقة اللباس وغيرها. جميع ذلك يدفعنا لمقارنة أنفسنا مع الآخرين ويزيد من شعورنا بالنقص. هذا بدوره يقلل من تقدير الذات ورفع من مستويات الاكتئاب والقلق بشكل كبير.

إن كنت ترى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على سعادتك، حاول الحد من التعرض المفرط لها، وقم بممارسة بعض الأنشطة التي تعزز من تقديرك لذاتك، مثل الامتنان. لا تدع أي شيء يؤثر على سعادتك.

اقرأ: أفضل 10 حيل مُثبتة علميًا لتصبح شخصًا أكثر جاذبية وكاريزما

8. النظافة والترتيب 

تُشير الأبحاث العلمية إلى أنّ التخلص من الفوضى من محيطنا له تأثير مباشر وإيجابي على السعادة. فالمكان المرتّب يوفر بيئة مثالية لتقوية التركيز والانتباه، بدلًا من الانشغال اللاواعي في التفكير بالمهام التي تحتاج لإتمامها.

كما أنّ العيش في مكان مرتب يقلل من التوتر والوقت اللازم للعثور على الأشياء التي تبحث عنها. على سبيل المثال، ترتيب غرفة النوم يعزز من جودة النوم بشكل أكبر.

أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ الأمهات الذين يعيشون في منازل فوضوية يعانون من مستويات أعلى من هرمون التوتر الكورتيزول. لذلك حافظ على مساحتك مُنظّمة وبعيدة عن الفوضى لزيادة الرضا والسعادة. وهذا لا ينطبق على منزلك وحسب، بل ينطبق على تنظيم حيتك بالكامل.

السعادة تعني غياب المشاعر السلبية وحضور المشاعر الإيجابية. لذلك حاول دائمًا التشبث بأي شيء يُحضر المشاعر الإيجابية إلى حياتك.

يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.

مقالات ذات صلة:

8 تقنيات يتبعها فائقي الذكاء لتثبيت المعلومات في الذاكرة مدى الحياة

8 عادات يومية شائعة تهدد صحة دماغك ومن السهل الإقلاع عنها

قاعدة الخمس ساعات.. انضم إلى بيل غيتس وإيلون ماسك لتغيير حياتك للأفضل

عن الكاتب