لربما تعرضت لموقف سُؤلت فيه عن سبب جاذبيتك وإعجابك لشخص ما، ليرتبط جوابك بابتسامتهم أو ذكائهم الحاد أو سهولة التعامل معهم، أي أنت تحبهم وهذا هو كل ما في الأمر. لكن بالنسبة للعلماء، هذه الأجوبة غير مقنعة أبدًا، لهذا قضوا عدة سنوات في دراسة العوامل التي تجذب الأفراد لبعضهم البعض. أحضرنا لكم أكثر 10 حيل مُثبتة علميًا من قبل العلماء حول كيفية جعلك شخصًا أكثر جاذبية وكاريزما. تابعوا معنا لأنّها قد تغير حياتكم بالكامل وتساعدكم على تكوين علاقات أفضل مع الأشخاص من حولكم.
كيف تصبح شخصًا أكثر جاذبية وكاريزما؟
جميع هذه الحيل والطرق مُثبتة علميًا من قبل أبحاث ودراسات أجريت في أفضل الجامعات من حول العالم:
1. نسخ سلوك من تتحدث معهم
يُلقب العلماء هذه التقنية بالانعكاس أو ما يُعرف باللغة الإنجليزية Mirroring والتي تتضمن محاكاة سلوك من تتحدث معهم وتقليد لغة الجسد والإيماءات وتعابير الوجه.
في إحدى أبحاث جامعة نيويورك، درس الباحثون تقليد الأشخاص لسلوك بعضهم البعض دون وعي ووجدوا أنّ ذلك يسهل انجذاب الأشخاص لبضعهم البعض. وفي دراسة لاحقة، وجدوا أنّه عندما يقلّد شخص ما سلوكك فإنّ المناطق التي تنشط في دماغك هي نفسها المناطق التي تنشط عند الحصول على المكافآت والشعور بالرضا.
وقد ازدادت أهمية هذه التقنية مؤخرًا نظرًا لاستخدامها الواسع ليس في الحياة الشخصية وحسب. فمثلاً وجدت إحدى الدراسات أنّ النادلات اللاتي يحاكون سلوك الزبائن (Mirroring) يحصون على إكراميات أعلى، وأنّ موظفوا المبيعات يحققون مبيعات أعلى وتقييمات أكثر إيجابية عند اتباع نفس التقنية.
ومن الأمثلة الفعّالة لتطبيق تقنية المحاكاة أو المطابقة نجد: منح الشخص الآخر اهتمامك بالكامل، جعله مواجهًا لك تمامًا، التواصل البصري الوثيق، الإيماء بالرأس مع حديثهم، التقارب الصوتي (مطابقة مستوى وإيقاع صوت المتحدث)، التقارب اللفظي ومحاولة استخدام بعض المصطلحات التي يستخدمها، وما إلى ذلك.
انظر: 9 كتب ينصح بقرائتها المدير التنفيذي لشركة جوجل Sundar Pichai
2. قضاء المزيد من الوقت مع الشخص
يشير العلماء إلى أنّ الأشخاص يميلون للانجذاب والإعجاب بالأشخاص المألوفين لهم، وهم عادةً الأفراد الذين يقضون وقتًا كافيًا معهم.
على سبيل المثال، في دراسة قام بها علماء النفس في جامعة بيتسبرغ، طلبوا من 4 طالبات بأن يدخلوا حصص علم النفس عددًا مختلفًا من المرات. مثلًا إحداهنّ دخلت 25 مرّة مختلفة وأخرى دخلت 15 مرّة وهكذا.
بعد ذلك عرض الباحثون صور الطالبات الأربعة على الطلاب الذكور وسألوهم من هم الأقرب لهم، ليُظهر الذكور تقاربًا أكبر تجاه الطالبات اللواتي رأوهم أكثر في حصص علم النفس، على الرغم من أنّهم لم يتفاعلوا مع أي منهنّ.
اقرأ: 8 تقنيات يتبعها فائقي الذكاء لتثبيت المعلومات في الذاكرة مدى الحياة
3. مدح الأشخاص الآخرين
هل سمعت من قبل بمصطلح “انتقال السمة العفوية” أو ما يُعرف باللغة الإنجليزية Spontaneous Trait Transference؟ تُشير هذه الظاهرة الغلمية إلى الأفراد من حولك سوف يربطون الصفات التي تستخدمها أنت لوصف الآخرين بشخصيتك.
في كتاب مشروع السعادة The Happiness Project لـ جريتشن روبن، يشير الكاتب إلى أنّ كل ما تقوله عن الآخرين يؤثر على كيفية رؤية الناس لشخصيتك.
بصورة أوضح، إذا وصفت شخصًا ما بأنّه صادق ولطيف، سوف يربطك المستمعون من حولك بهذه الصفات الإيجابية. العكس صحيح أيضًا، فإذا كنت تتحدث سلبًا عن شخص ما من خلف ظهره، سيبدا أصدقاءك بربط الصفات السلبية بك أيضًا.
لذلك إن تتسائل كيف تصبح شخصًا أكثر جاذبية وكاريزما، عليك المشاركة وذكر الأشخاص ووصفهم بالصفات الإيجابية فقط لكي ترتبط هذه الصفات بك وتجعلك شخصًا محبوبًا ذي جاذبية.
انظر: 8 عادات يومية شائعة تهدد صحة دماغك ومن السهل الإقلاع عنها
4. إظهار المشاعر الإيجابية
هل سمعت من قبل بمصطلح العدوى العاطفية؟ صحيح، مشاعرك ومزاجك يمكن أن تُعدي الأشخاص من حولك. ففي إحدى الأبحاث المنشورة من قبل جامعتي أوهايو وجامعة هاواي بعنوان Emotional Contagion، يقول الباحثون بأنّ الإنسان بطبعه يحاكي حركات الأفراد من حوله وتعابير وجوههم وهذ بدوره يجعلنا نشعر بشيء مشابه لما يشعرون به.
إذا كنت تسعى لجعل الآخرين ينجذبون إليك ويشعرون بالسعادة والراحة عندما يكونون حولك، ابذل قصارى جهدك لإظهار مشاعرك الإيجابية والمزاج الجيد.
قد يهمك: كيفية اكتساب عادة الكتابة اليومية وكيف تجعلك شخص آخر في أقل من عام
5. كن ودودًا وذو مؤهلات عالية
يقترح علماء النفس في جامعة برينستون ما يُعرف بــ “نموذج المحتوى النمطي” أو بالإنجليزية Stereotype Content Model وهذه النظرية العلمية مفادها أنّ الأشخاص يحكمون على الأفراد من حولهم بناءً على مودتهم والمؤهلات التي يمتلكونها.
فإذا تمكنت من تقديم نفسك كشخص ودود، مثلًا غير تنافسي ومتفهم وديمقراطي، سيشعر الناس بأنهم قادرين على الوثوق بك. وإذا كان لديك مؤهلات عالية، على سبيل المثال وضعك المادي جيد أو لديك مستوى تعليمي مرتفع، سيميلون إلى احترامك أكثر.
كتبت إيمي كودي في كتابها “الحضور Presence”: “من منظور تطوري، من المهم لبقائنا أن نعرف ما إذا كان الشخص يستحق ثقتنا”.
6. لا تخجل من كشف عيوبك من حين لآخر
بناءًا على ما يُعرف بتأثير الخطأ Pratfall effect في علم النفس الاجتماعي، يميل الأفراد ذوو الكفاءة العالية إلى أن يُصبحوا محبوبين أكثر بعد ارتكاب بعض الأخطاء، في حين يميل الأفراد ذوو الكفاءة الضعيفة إلى أن يكونوا أقل جذبًا إذا ارتكبوا نفس الخطأ.
لذلك إن كنت تعتقد أنّك شخص كفء ومؤهل، الكشف عن أنّك لست مثاليًا يجعلك أكثر ارتباطًا مع الأشخاص من حولك.
حيث كشف الباحث إليوت أرونسون في جامعة تكساس في أوستن هذه الظاهرة لأول مرة عندما درس كيف يمكن للأخطاء البسيطة أن تؤثر على انجذاب الأشخاص لبعضها البعض. فطلب من مجموعة من الطلاب الاستماع إلى تسجيلات لطلاب آخرين يجرون اختبارات.
عندما كان أداء الطلاب جيدًا في الاختبارات ولكنهم سكبوا القهوة في نهاية التسجيل، كان الطلاب المستمعون يقومون بتقييمهم بدرجات أعلى من حيث الانجذاب والإعجاب مقارنة مع طلاب آخرين أدّوا جيدًا في الاختبار ولم يسكبوا القهوة أو لم يؤدّوا جيدًا في الاختبار وسكبوا القهوة.
انظر: ما هي أفضل كتب تطوير الشخصية؟
7. لا تخجل من اللمسة
يُشار هنا إلى اللمس اللاشعوري عند تحدثك مع شخص ما، كأن تنقر على كتفه أو تلمس ذراعه بخفّة أثناء حديثك مما يشعره بمزيد من الارتباط والانجذاب تجاهك. وينطبق ذلك في حياتك المهنية أيضًا، فإنّ كنت ترغب بأن تكون محبوبًا في مكان عملك، يمكنك الاعتماد على تقنية اللمس اللاشعوري بين الحين والآخر لإظهار مودتك.
على سبيل المثال، في دراسة أجرتها جامعة ميسيسيبي وكلية رودس، تم تقييم تأثير اللمس اللاشعوري الذي تقوم بها النادلات عندما تتحدث مع الزبائن، ووجدوا أنّ الزبائن يشعرون بالقرب من النادلات أكثر ويتركون إكراميات أكثر للواتي يستخدمن تقنية اللمس الخفيف.
8. حافظ على ابتسامتك
المحافظة على ابتسامة عريضة ومرحة عند لقاءك الأشخاص يضمن أنّ هؤلاء سينجذبون إليك ويتذكرونك لاحقًا بالشخص الودود. ففي إحدى دراسات العلماء في جامعة وايومنغ، طُلب من الطلاب النظر إلى صور فتيات في 4 وضعيات مختلفة: الابتسام في وضع الجسم المفتوح، أو الابتسام في وضع الجسم المغلق، أو عدم الابتسام في وضع الجسم المفتوح، أو عدم الابتسام في وضع الجسم المغلق.
تشير النتائج إلى أنّ الفتيات كانوا أكثر جاذبية عندما كانوا يبتسمون بغض النظر عن الوضعية.
حتّى أنّ الابتسامة في العالم الافتراضي تجعلك شخصًا أكثر جاذبية. في دراسة أجرتها جامعة ستانفورد وجامعة دويسبورج إيسن وجدوا أنّ الطلاب ينجذبون لبعضهم البعض بشكل أكبر عندما يستخدمون رموز تعبيرية (الإيموجي) تُظهر ابتسامة أكبر.
لذلك إن كنت تتسائل كيف تصبح شخصّا أكثر جاذبية وكاريزما، حافظ على ابتسامتك العريضة أينما ذهبت!
انظر: 8 علامات غير معروفة في لغة الجسد تعكس مستوى الذكاء العالي
9. دعهم يتحدثون عن أنفسهم
في دراسة نشرتها جامعة هارفارد مؤخرًا، اكتشف الباحثون أنّ حديث الشخص عن ذاته يكون مجزيًا ومُكافئًا بنفس الطريقة التي يُكافىء فيها الفرد بالطعام أو بالحصول على المال. توصلت الدراسة إلى أنّ حديث الشخص عن نفسه خاصّة للعلن يُحفّز مناطق الدماغ التي تنشط عند الحصول على المكافئات.
بمعنى آخر، إن كنت تُجري محادثة مع أي شخص، دعه يتكلم ويشارك قصصه ولا تسيطر على كامل الحديث وتفرض نفسك، هذا إن كنت تسعى لأن تكون شخصّا أكثر جاذبية طبعًا.
10. شارك بعض الأسرار
يشير الباحثون إلى أنّ الأشخاص الذين يتعرفون على بعضهم البعض ويطرحون أسئلة شخصية هم أكثر عرضة للانجذاب وتقوية العلاقة مقارنة مع الأشخاص الذين يطرحون أسئلة عامّة. على سبيل المثال، إن سألت شخص “ما هو شعورك تجاه علاقتك مع والدتك؟” ستشكل علاقة أقرب معه مقارنة مع شخص آخر يسأله “ماذا تفعل في العطلة؟”.
لذك إن كنت تسعى لأن تكون أكثر جاذبية عليك بالمشاركة والتفاعل وطرح أسئلة شخصية بدلًا من المشاركة في محادثات قصيرة غير مهمة.
انظر: لذاكرة قوية.. 10 تمارين بسيطة لتقوية الذاكرة بنسبة 200%
11. التركيز على التشابه
يشير العلماء إلى أنّ الأشخاص ينجذبون بشكل أكبر للأفراد الذين يشبهونهم، وهذا ما يُعرف بتأثير جذب الانتباه imilarity-attraction effect. أي بصورة أوضح، سينجذب إليك الأشخاص الذين يفكرون مثلك، سواء كآراء شخصية أو سياسية أو اقتصادية أو رياضية وهكذا.
يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.
هل تبحث عن فرص ووظائف للعمل عن بعد؟ تفقد مقالات قسم العمل عبر الإنترنت.
مقالات ذات صلة:
جامعة ستانفورد الأمريكية تقدم 5 دورات مجانية في ريادة وإدارة الأعمال للجميع
9 دورات مجانية في علوم الحاسوب من جامعة هارفارد الأمريكية مترجمة للعربية
10 مواقع وتطبيقات لاستماع وتحميل الكتب الصوتية لملء أذنيك بمعلومات قيّمة
بعض المصادر: scienceofpeople.com, sciencealert