أحد أكثر الأسئلة طرحًا بالنسبة لمتعلمي اللغات الأجنبية “ما هي أسرع طريقة لتعلم اللغة؟“، فمن الطبيعي أن يبحثوا عن طرق مختصرة للتحدث باللغة بأسرع وقت ممكن. وفقًا للخبراء، من الممكن الوصول إلى مستوى محادثة جيد بلغة جديدة تتعلمها خلال 3 أشهر فقط. لست بحاجة لسنوات من الدراسة المتواصلة والتنقل بين الكتب والدروس وغيرها، في مقالنا الحالي سنشارك معك خطة مدروسة من الخبراء للتحدث بلغة أجنبية جديدة في غضون 3 أشهر فقط.
قبل التعمّق في الخطّة المرسومة للوصول إلى مستوى جيد بالمحادثة في اللغة الأجنبية التي تتعلمها، دعونا نُذكّركم بأنّ الوصول إلى مستوى محادثة جيد يختلف عن الطلاقة في اللغة. وهذا شيء نتفق عليه. فوفقًا لقاموس كامبريدج، الطليق باللغة هو الشخص القادر على التحدث بها بسهولة وسرعة وعفوية تامة والخوض في مواضيع عميقة. وللوصول لمرحلة الطلاقة باللغة الأجنبية، أنت فعليًا بحاجة لسنوات من الالتزام والممارسة، لأنّ الأمر لا يُكتسب بعدة أشهر مهما كنت عبقريًا.
انضموا إلى قناتنا على التيليجرام Telegram لتصلكم كامل الفرص مجانًا!
قناة موندووف على التيليجرام Telegram
أمّا الوصول لمستوى جيد في المحادثة باللغة، بما يمنحك الثقة للتحدث بعفوية ودون خوف، فهو أمر ممكن وفقًا لتجارب بعض الخبراء الذين تمكنوا من بلوغ مستوى جيد من المحادثة في غضون 90 يومًا فقط.
ماذا يعني الوصول لمستوى جيد في المحادثة باللغة الأجنبية؟
امتلاك القدرات الجيدة على المحادثة باللغة الأجنبية، يعني أنّك قادر على التفاعل مع الآخرين والتعبير عن نفسك وفهم ما يُقال لك. لن تبدو كمتحدث أصلي باللغة بالتأكيد، لكنك ستكون قادر على التواصل مع الآخرين وفهمهم بشكل جيد.
الشخص الذي يتحدث باللغة بشكل جيد، عادة ما يكون على سبيل المثال قادر على:
- إتقان العبارات الرسمية الأساسية مثل التحية وتبادل المجاملات.
- طرح الأسئلة حول الآخرين.
- التحدث عن العمل والهوايات والاهتمامات ونمط الحياة.
- إدارة الحوارات اليومية مثل التسوق أو طلب الاتجاهات.
وقدرتك على إجراء محادثات أساسية سيساهم في تطوير مهارات المحادثة لديك حتى الطلاقة، كونك قادر على التحدث مع الآخرين وكلما أكثرت من ممارسة المحادثات، اتسعت مفرداتك وعباراتك والتعابير الاصطلاحية المحلية وأصبحت أقرب للطلاقة مع الوقت.
اقرأ: تعلم لغتين في وقت واحد؟ 10 نصائح لتحقيق ذلك بنجاح
كم من الوقت تحتاج للوصول لتحقيق مستوى المحادثة الجيد؟
صحيح أنّ خبراء تعلم اللغات يؤكدون إمكانية التحدث باللغة الأجنبية خلال 90 يومًا فقط، لكن الأمر يحتاج منك للوقت والجهد اللازمين لتحقيق ذلك.
إحد الأمثلة الملهمة هو “بيني لويس”، خبير اللغات المعروف، الذي أطلق تحدي Fluent in 3 Months أو “الطلاقة في 3 أشهر”. صُمم هذا التحدي للمبتدئين الذين ليست لديهم خبرة سابقة أو الذين عانوا من الإحباط والفشل في تعلم اللغات سابقًا.
يركز تحدي “الطلاقة في 3 أشهر” على التحدث باللغة منذ اليوم الأول عبر كسر حاجز الخوف من ارتكاب الأخطاء والبدء بالتحدث بأي قدر ممكن. من ثمّ يأتي التكرار والممارسة اليومية عبر تخصيص وقت ثابت يوميًا للتحدث والكتابة والاستماع. لاحقًا عليك استخدام أساليب الانغماس باللغة، مثل إحاطة نفسك باللغة في كل تفاصيل حياتك اليومية (مثل متابعة الأفلام والبودكاست وتغيير لغة الهاتف).
بعد تحقيق الخطوات السابقة، عليك تعلم العبارات الشائعة عبر التركيز على أهم الكلمات والعبارات الأكثر استخدامًا بدلاً من حفظ القواعد المعقدة.
انظر: أهم الألعاب والأنشطة المساعدة في تعلم اللغات بطرق مسلية وممتعة
خطة التحدث باللغة الأجنبية الجديدة خلال 90 يومًا فقط
تواصل موقع Preply الشهيرة لتعليم اللغات الأجنبية من ناطقين أصليين بها، مع عدة خبراء متعددو اللغات، وشاركت تجربة “أولي ريتشاردز” الذي يتقن 8 لغات أجنبية. وفقًا لأولي، الذي حقق مستوى محادثة جيد باللغة الإيطالية خلال 90 يومًا دون أي معرفة مسبقة باللغة، يمكن التحدث بلغة جديدة تتعلمها خلال 90 يومًا إن اعتمدت على 3 محاور رئيسية:
1. التعرض للغة مفهومة خلال الشهر الأول
اللغة المفهومة هي المواد التي تتكون من مفردات وتراكيب تفوق مستواك الحالي بدرجة بسيطة، مثل المقالات والتسجيلات الصوتية وغيرها. بهذه الطريقة، تتعلم مفردات جديدة دون الحاجة لبذل جهد يُذكر.
يقول أولي: “الحوارات البسيطة في اللغة تحتوي غالبًا على 100–200 كلمة هي الأكثر شيوعًا في اللغة وتُستخدم بنسبة 50%. لذلك التعرض لها منذ البداية يطور من مهاراتك في المحادثة بشكل كبير”.
في هذا السياق، من المهم اختيار المصادر التي تناسب اهتماماتك: فإن كنت مُحبًا للقراءة استخدم الكتب، وإن كنت من مستمعي البودكاست استمع له باللغة التي تتعلمها، أو قم بمشاهدة الأفلام أو استخدام البطاقات التعليمية…. تأكد من اختيار ما تحبه لكي ترتبط اللغة بتجارب وذكريات ممتعة.
“غابرييل وينر” هو مؤلف ومتعدد لغات معروف، ينصح باستبدال الترجمات المباشرة في البطاقات التعليمية بالصور والتجارب الحسية المرتبطة بالكلمات، لأن ذلك يساعد على ترسيخ الذاكرة طويلة الأمد.
اقرأ: أسهل طريقة لحفظ كلمات اللغة الأجنبية وعدم نسيانها
2. الإكثار من المحادثة باللغة في الشهر الثاني (31-60 يومًا)
يؤكد أولي أنّ أهم تجربة في هذه المرحلة هي ارتكاب الأخطاء في المحادثة واعتمادها وسيلة للتعلم والتطور. ولارتكاب الأخطاء، أنت بحاجة لاستخدام اللغة بشكل يومي وبأي وسيلة.
كسر حاجز الخجل والشعور بعدم الجاهزية هما مفتاح التقدم. تذكر أن ارتكاب الأخطاء جزء أساسي من أي رحلة تعلم.
وإن كنت تجد صعوبة في إيجاد الأشخاص المناسبين للتحدث باللغة، يمكنك تجربة التبادل اللغوي عبر الإنترنت مع أشخاص متحدثين أصليين بهذه اللغة ويطمحون لتعلم لغتك الأم. تحدثنا بالتفصيل عن هذه التجربة في مقالنا السابق بعنوان ما هي أفضل المواقع المضمونة لممارسة اللغة الإنجليزية أو غيرها مع الأجانب مجاناً؟.
اقرأ أيضًا 10 نصائح للتغلب على خوف التحدث باللغة الإنجليزية أو غيرها على العلن
3. تكثيف الممارسة اللغوية في الشهر الثالث (61–90 يومًا)
في الشهر الأخير، عليك تحويل كل شيء في حياتك تقريبًا إلى لغتك الجديدة: تحدث، اقرأ، اكتب، استمع. استمتع بمشاهدة الأفلام، اقرأ الأخبار، دون ملاحظاتك اليومية باللغة، واستخدم هاتفك بنفس اللغة.
صحيح أنها فترة مكثفة وصعبة، لكن النتيجة تستحق العناء: ستشهد تقدمًا مذهلًا في قدرتك على المحادثة.
مرحلة ما بعد الــ 90 يومًا: التكرار وتطوير المستوى
إن التزمت بالخطة السابقة، ستتمكن من التحدث باللغة خلال 90 يومًا. بعدها تأتيك المرحلة السحرية. مرحلة التركيز على التكرار بانتظام والمراجعة وفق مبدأ التكرار المتباعد، وهو أسلوب أثبت فعاليته علميًا في تحويل المعلومات إلى ذاكرة طويلة الأمد.
مبدأ التكرار المتباعد (Spaced Repetition) هو استراتيجية تعليمية تقوم على مراجعة المعلومات على فترات زمنية متباعدة بدلًا من تكرارها في وقت واحد. أي الفرد يراجع المعلومة بعد يوم، ثم بعد 3 أيام، ثم بعد أسبوع، ثم بعد أسبوعين… وهكذا.
كلما استرجعت المعلومة بنجاح، زادت المدة اللازمة قبل المراجعة التالية. الهدف من هذه التقنية هو تقوية الذاكرة طويلة الأمد وتقليل احتمالية نسيان اللغة مع مرور الوقت.
لنصائح إضافية ننصح بقراءة مقالنا السابق بعنوان لا تفقد مهاراتك اللغوية! كيف تحافظ على مستواك في اللغة الأجنبية مدى الحياة؟
في النهاية، تعلم لغة جديدة ليس سباقًا، بل هو تجربة ممتعة وشيقة وثرية وعليك عيشها والاستمتاع بكل لحظة فيها. لن تعرف كل شيء عن اللغة خلال 90 يومًا فقط، لذلك من المهم المواصلة في اكتشاف اللغة والتعمق فيها مع مرور الوقت.
انظر مقالات مشابهة عبر قسم أسرار وتقنيات تعلم اللغات الأجنبية.
إذا كنت تبحث عن مصادر موثوقة وطرق فعّالة لتعلم اللغات الأجنبية، ألقي نظرة على قسم تعلم اللغات الأجنبية!
قد يهمك:
8 عادات بسيطة يتبعها محترفي تعلم اللغات وتميزهم عن غيرهم