تُعد المماطلة والتأجيل من أكثر العادات السلبية شيوعًا وتأثيرًا على حياتنا اليومية. سواء كنت طالبًا، موظفًا، أو حتى مديرًا، فمن المحتمل أنك قد وجدت نفسك تؤجل المهام الهامة في انتظار اللحظة الأخيرة. نقدم لك عبر هذا المقال ملخص موجز يستعرض التجربة الشخصية مع التأجيل للكاتب والمدون تيم أوربان، ويسلط الضوء على أسبابه وكيفية التغلب عليه لتحقيق النجاح.
بداية القصة
يقول تيم أوربان أنّه خلال دراسته الجامعية، كانت كتابة الأوراق البحثية جزءًا لا يتجزأ من الحياة الأكاديمية. ومع ذلك، بدلًا من توزيع العمل على فترات زمنية معقولة، كان يجد نفسه دائمًا في مواجهة ضغط الوقت، مما يدفعه دائمًا لإنجاز المهام في اللحظات الأخيرة.
هذه الظاهرة لم تكن محدودة بالمهام الصغيرة فقط التي كان يتوجب عليه القيام بها، بل امتدت إلى كتابة أطروحة الدكتوراه الخاصة به والتي كانت تتكون من 90 صفحة.
يقول تيم أوربان “عندما بدأت العمل على أطروحتي، كنت أعلم أن طريقة عملي التقليدية لن تكون كافية لمشروع بهذا الحجم. وضعت خطة زمنية محكمة تبدأ ببطء ثم تتسارع مع مرور الوقت، إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا. مرّت الشهور الأولى دون أي تقدم، وتحولت الخطة إلى مجرد نية.”
قبل ثلاثة أيام فقط من الموعد النهائي لتسليم الأطروحة، وجد تيم نفسه مضطرًا لكتابة الأطروحة بالكامل، مما أدى إلى سهر ليالٍ متواصلة وإنهاء العمل في الوقت المحدد ولكن بجودة عمل متواضعة. حيث تمكن من إنهاء أطروحته في 72 ساعة.
انظر: أفضل 8 حلقات من TED talks عن زيادة الإنتاجية Productivity
نظرة تيم عن فهم المماطلة والتأجيل
تجربة تيم الشخصية مع المماطلة والتأجيل دفعته للتعمق في فهم هذه الظاهرة. اكتشف أن التأجيل يرتبط بوجود ما سماه “قرد الإشباع الفوري Instant Gratification Monkey” في أدمغتنا، الذي يسعى دائمًا للقيام بالأنشطة السهلة والممتعة متجاهلًا التحديات الطويلة الأمد.
على الجانب الآخر، يوجد في أدمغتنا “صانع القرار الرشيد Rational Decision-Maker” الذي يخطط للمستقبل ويهتم بتحقيق الأهداف الكبيرة التي نطمح لها. الصراع بين هذين الجزئين يؤدي في النهاية إلى المماطلة والتأجيل.
المماطلة قصيرة الأمد مقابل المماطلة طويلة الأمد
هناك نوعان من المماطلة: القصيرة الأمد التي ترتبط بالمواعيد النهائية والضغط الذي يدفعنا لإنجاز المهام في اللحظة الأخيرة، والطويلة الأمد التي تتعلق بالأهداف الكبيرة والمشاريع التي لا ترتبط بمواعيد نهائية واضحة.
المماطلة القصيرة الأمد يمكن التحكم فيها جزئيًا بفضل “وحش الذعر Panic Monster” الذي يظهر عندما يقترب الموعد النهائي للتسليم، أما المماطلة الطويلة الأمد فتكون أكثر صعوبة وتؤدي إلى مشاعر الإحباط والندم على المدى الطويل.
اقرأ: قاعدة الخمس ساعات.. انضم إلى بيل غيتس وإيلون ماسك لتغيير حياتك للأفضل
كيفية التغلب على المماطلة والتأجيل
التغلب على المماطلة والتأجيل يبدأ بفهم أسبابه والعمل على تقليل تأثير “قرد الإشباع الفوري Instant Gratification Monkey”. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
- وضع خطط زمنية واقعية: تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يسهل إنجازها.
- التحفيز الذاتي: مكافأة النفس عند تحقيق تقدم في المهام الصعبة.
- البيئة المحفزة: خلق بيئة عمل خالية من المشتتات.
- تحديد الأولويات: التركيز على المهام الأهم والأكثر تأثيرًا.
يشير تيم إلى أنّه يجب على الجميع التعرف على عادات التأجيل الخاصة بهم واتخاذ خطوات لمكافحتها. يشدد تيم أيضًا على الوقت المحدود الذي لدينا في الحياة، ويشجع على اتخاذ إجراءات فورية لتحقيق الأهداف.
الوقت ثمين، والمربعات الموجودة في “تقويم الحياة” ليست كثيرة. فلنستغل كل لحظة بحكمة، ونبدأ في العمل على تحقيق أهدافنا الآن بدلًا من الانتظار.
المماطلة قد تكون عائقًا كبيرًا أمام تحقيق الأهداف والنجاح. من خلال فهم هذه الظاهرة والعمل على تقليل تأثيرها، يمكننا تحويل الأفكار إلى إنجازات ملموسة. دعونا نبدأ اليوم في اتخاذ خطوات صغيرة نحو تحقيق أحلامنا، ونتجنب الوقوع في فخ التأجيل المستمر.
انظر: هل تعدد المهام أمر جيد؟ 10 أسباب لتتوقف عن كونك شخص متعدد المهام
شاهدوا الحلفة كاملة من هذا الفيديو:
يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.
هل تبحث عن فرص ووظائف للعمل عن بعد؟ تفقد مقالات قسم العمل عبر الإنترنت.
مقالات ذات صلة:
هل تعاني من التشتت الذهني؟ إليك 10 نصائح لمضاعفة مدة تركيزك
9 كتب ينصح بقرائتها المدير التنفيذي لشركة جوجل Sundar Pichai