لابد أن اهتمامك باللغات وحبك لتعلمها جذبك لعنوان مقالنا. ولكن فعلاً هل فكرت يوماً بعدد اللغات الموجودة في العالم؟ لا نتطرق عادةً لهذا السؤال، ودائماً ما نتحدث عن أهم اللغات العالمية وفوائد وأساليب تعلمها، وجميعنا يبحث عن أشهر اللغات أو أكثرها استخداماً ونسعى لاكتسابها بهدف تطوير حياتنا سواء في العمل أو الدراسة. لكن من المثير للاهتمام حقاً التعرف أكثر على لغات العالم وكيفية سيطرة وانتشار بعضها حول العالم، وكيفية اختفاء بعضها أيضاً. لذلك عبر هذا المقال سوف نجيب على سؤال “كم عدد لغات العالم؟”.
البلدان الناطقة لأهم اللغات في العالم
غالباً ما يتم إجراء إحصائيات تبين لنا أهم اللغات في العالم وأكثرها استخداماً ومناطق انتشارها. فمثلاً، أظهرت آخر الإحصائيات بأنّه يتم التحدث بأهم 10 لغات في العالم في العديد من الدول، على الشكل التالي:
- اللغة الإنجليزية مستخدمة في 101 بلد حول العالم وهي في المركز الأول.
- اللغة العربية مستخدمة في 60 دولة.
- اللغة الفرنسية مستخدمة في 51 دولة.
- اللغة الصينية متحدثة في 33 دولة.
- اللغة الإسبانية مستخدمة في 31 دولة.
- اللغة الفارسية متحدثة في 29 دولة.
- اللغة الألمانية متحدثة في 18 دولة.
- اللغة الروسية مستخدمة في 16 دولة.
- اللغة الماليزية مستخدمة في 13 دولة.
- اللغة البرتغالية متحدثة في 12 دولة.
انظر أيضاً:
- ما هي الدول التي تتحدث اللغة التركية ويمكنك استخدام اللغة فيها؟
- ما هي الدول التي تتحدث اللغة الألمانية ويمكنك استخدام اللغة فيها؟
كم عدد لغات العالم؟
إذا حاولت أن تضع رقم تقديري لعدد اللغات الموجودة حول العالم لابد أن تخمن أرقاماً، ربما عشرية مثل 80 أو 90، أو ربما بالمئات مثل 400 أو 900، لكن من المذهل فعلاً أن تدرك أن عدد لغات العالم هو حوالي 7139 لغة منطوقة حول العالم! تبعاً لإحصائيات موقع ethnologue التي يتم تحديثها بشكل مستمر. وهو عدد هائل من اللغات التي يتم التحدث بها في العالم من حولنا دون أن ندرك ذلك.
من الطبيعي أن نتساءل عن أماكن وجود هذه اللغات في العالم، مع معرفتنا بوجود ما يقارب مليار متحدث بلغة الماندرين الصينية، إلى جانب نصف مليار ناطق للغة الاسبانية، بالإضافة لمتحدثي الانجليزية، الألمانية، الفرنسية والبرتغالية، وغيرها من أكثر اللغات انتشاراً. إذاً مع هذا العدد الكبير من لعات العالم، من يتحدث كل هذه اللغات؟
تضم العديد من البلدان الكثير من هذه اللغات ولن تكون بالضرورة لغة رسمية للبلد أو أنها قد تكون لغة غير متداولة بشكلٍ كبير كمثيلاتها، وقد يكون ذلك أحد أسباب عدم انتشارها الواسع.
انظر: ما هي أصعب لغة في العالم؟ اللغة العربية، الصينية أم اليابانية؟
فعلى سبيل المثال، في إندونيسيا البالغ عدد سكانها 267 مليون نسمة، والمتوزعين على أكثر من 17500 جزيرة. تضم جزر إندونيسيا ما يصل إلى 700 لغة يتم التحدث بها عبر الأرخبيل. وتمتلك بابوا غينيا الجديدة أيضاً عدداً كبيراً من اللغات، بل أكبر عدد من لغات العالم، فهي تضم أكثر من 800 لغة وهي فعلياً ضعف عدد اللغات المستخدمة في أوروبا!
ومن هذه الأمثلة نلاحظ وجود عدد كبير من اللغات المحدودة بمستخدميها، مما يجعل بعضها لغات مهددة بالانقراض إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بالحفاظ عليها.
إذ تشير بعض الدراسات إلى أن معظم اللغات الأقل استخداماً ستختفي خلال القرون القادمة. وفي نهاية القرن الحالي سيختفي ما يقارب نصف لغات العالم الحية. وحالياً تُظهر الإحصائيات اختفاء اللغات بمعدل لغة واحدة كل 14 يوماً!
ويمكن استحضار لغة بيمون Pemón كمثال عن ذلك، إذ يتحدث بهذه اللغة الكاريبية الأمريكية حوالي 24.000 شخص في أجزاء من فنزويلا والبرازيل وغيانا. وهناك أيضاً لغة تشوكشي Chukchi لغة سيبيريا القديمة والتي ينطق بها حوالي 5000 شخص في شمال شرق روسيا. ولدينا أيضاً لغة الأينو Ainu لغة السكان الأصليين في شمال اليابان والتي ما زال ينطق بها 10.000 متحدث فقط.
إنقاذ اللغات المهددة بالاندثار
يمكن القول أن 40% من لغات الأقلية معرضة للخطر حالياً أي ما يعادل 2895 لغة من العدد الكامل.
وطبعاً يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لنساهم في الحفاظ على بقاء هذه اللغات على قيد الحياة، وهذا يحتاج تعاوناً ووعياً كبيراً بأهمية اللغة وأهمية تاريخها والمكان الذي نشئت منه وضرورية بقاءها.
وهذا ما تسعى إليه العديد من البلدان مثل اسبانيا وفرنسا، التي دائماً ما تبذل جهوداً كافية لتحافظ على لغاتٍ ولهجاتٍ محلية وإحياءها من جديد، ويتمثل ذلك من خلال تضافر جهود الجهات المسؤولة والسكان على حدٍ سواء.
قد يهمك: أجمل 10 لغات في العالم والمرتبة الثانية ستفاجئك!
لماذا تختفي العديد من اللغات مع الوقت؟
تواجه بعض اللغات الاضطهاد والعزل مما يجعلها تموت بشكلٍ أسرع من غيرها. وربما سنتفاجأ بذلك ولكنه الواقع، وقد يتطور إلى أكثر من ذلك كما حدث، في تاريخ بعض متحدثي لغات الأقليات من اضطهاد وقمع حتى تخلوا عن لغتهم.
فعلى سبيل المثال تُعتبر لغة Ainu عديمة القيمة ويتم التقليل من شأنها وشأن المتحدثين بها وغالباً ما يتم استبعادهم من المجالس في اليابان. وبما أن الناطقين للغة الأينو بحاجة للاندماج بالمجتمع لحاجاتهم اليومية والضرورية من عمل وتعليم، قد يتخلوا عن لغتهم في النهاية لقاء هذه المعاملة. وهذا ما يجب الحد منه، والتعويض عن ذلك باحترام اللغة ومعاملتها على أساس وجود أساس وتاريخ لها كأي لغة أخرى.
وتعدّ العولمة أيضاً من أهم عوامل اختفاء اللغات. فإن سيطرة أهم اللغات العالمية على مختلف المجالات التعليمية والمهنية يجعل مستخدميها ينسون لغاتهم الأصلية.
فعلى سبيل المثال، ينطق متحدث لغة بيمون باللغة الاسبانية أيضاً، والتي سيستخدمها فعلياً في حياته المهنية أو الاجتماعية. وكونها اللغة الأقوى ستنتقل تلقائياً للجيل التالي وسيتم استخدامها مراراً، بينما ستكون اللغة الأصلية قد تلاشت.
انظر: أهم اللغات المطلوبة في سوق العمل وكيف ستغير حياتك المهنية
هل يمكن إنقاذ بعض اللغات من الانقراض؟
كما ذكرنا سابقاً، يكمن الحل في تعاون الحكومات المسؤولة عن تقديم إجراءات معينة للحفاظ على اللغة وبالمقابل مساعدة الأشخاص باتباع الإجراءات والمساهمة في المحافظة على اللغة من الضياع.
ومن الجيد أن نذكر هنا محاولة ناجحة لإنقاذ لغة من الأقليات، والتي كانت في مدينة Toulouse في جنوب فرنسا، والتي تُعتبر عاصمة لمنطقة Occitania. حيث تم إنشاء نظام المترو في المدينة بلغتين، أي يتم الإعلان عن جميع المحطات بالفرنسية ثم باللغة الأوكيتانية Occitan.
إذ ينطق بهذه اللغة الرومانسية حوالي 100.000 ناطق فقط في فرنسا، وهكذا إجراء سيساعد في ضمان بقاءها قيد الاستخدام.
يوضح لنا هذا المثال قدرة جميع الحكومات بالحفاظ على اللغات الأقليات في بلدها وإعادة حيويتها وضمان بقاءها على قيد الحياة من خلال إجراءات ممكنة بسيطة، لكن بتأثير واضح.
بعد معرفة أنّ عدد لعات العالم في تناقص مستمر، سيكون من الرائع أن تقوم جميع الحكومات بالمحافظة على اللغات الأقليات بل والاهتمام بها وإظهارها لنتعرف على المزيد من لغات العالم وبالتالي ثقافات أخرى جديدة!
وإن كنت مهتم باللغات، تفقد مقالات قسم حقائق وأرقام عن اللغات الأجنبية.
إذا كنت تبحث عن مصادر موثوقة وطرق فعّالة لتعلم اللغات الأجنبية، ألقي نظرة على قسم تعلم اللغات الأجنبية!