كيف ترفع من قيمة وتقدير ذاتك وما أهمية ذلك؟ اكتشف قيمتك الحقيقية

يرتبط التقبل الذاتي بحياة صحية وثقة كبيرة بالنفس.

كيف ترفع من قيمة وتقدير ذاتك وما أهمية ذلك؟ اكتشف قيمتك الحقيقية

تُعرّف جمعية علم النفس الأمريكية APA القيمة الذاتية بأنّها تقييمك لنفسك كإنسان قادر وقيّم، يستحق كل التقدير والاحترام والحب. وتقديرك لذاتك له تأثير كبير على حياتك، بدءًا من علاقاتك مع الآخرين، إلى طريقة عملك، وكيفية شعورك تجاه نفسك، ورؤية الآخرين لك.

فإن كنت تتمتع بتقدير ذاتي إيجابي، ستميل إلى تعزيز الثقة بنفسك واحترام ذاتك بشكل أكبر، وإن كان تقديرك الذاتي منخفضًا ستحكم على نفسك بالقسوة وستقلل من قيمتك وتركّز على الأخطاء والعيوب بدلًا من قدراتك ومواطن قوتك.

انضموا إلى قناتنا على التيليجرام Telegram لتصلكم كامل الفرص مجانًا!
قناة موندووف على التيليجرام Telegram

إن كنت تتسائل ما هي أهمية تقدير الذات لصحتك النفسية وحياتك الشخصية والمهنية، ستجد الإجابة في مقالنا التالي وتتعرف على أساليب لتعزيز قيمتك الذاتية.

ما هي العوامل التي تؤثر على تقدير الذات

كما نستخدم مصطلحات مثل “الاحترام” و”الحب” و”التقدير” للتعبير عن علاقاتنا مع الأصدقاء والعائلة والزملاء، مصطلح “تقدير الذات” يقيس مقدار احترامنا وحبنا وتقديرنا لأنفسنا. وتقدير الذات وفقًا للخبراء هو مفهوم شخصي متغير يعتمد على العديد من العوامل من أهمها:

  • المعتقدات والقيم الأساسية
  • الأفكار والمشاعر
  • الحالة العاطفية والصحة النفسية
  • التجارب والتفاعلات مع الآخرين
  • العلاقات، سواء في الماضي أو الحاضر
  • الصحة واللياقة البدنية
  • المهنة والعمل
  • الأنشطة والهوايات
  • المكانة الاجتماعية والمجتمع
  • الوضع المالي
  • المظهر الخارجي
  • تجارب الطفولة

جميع ما سبق هي عوامل تعزز أو تقلل من شعور الفرد بقيمته الذاتية. من هنا تأتي أهمية معرفتها وفهمها والعمل على تحسينها.

انظر: ماذا تفعل عندما تفقد حافزك وشغفك ولا تشعر بالرغبة في فعل أي شيء؟

ما هي أهمية تقديرك لذاتك؟

يوجد العديد من الفوائد التي تود عليك عند التقدير الذاتي الإيجابي، والعديد من المخاطر على حياك عند انخفاض تقديرك لذاتك.

فوائد تقديرك لذاتك الإيجابي

عندما يكون تقديرك لذاتك عالٍ فأنت تذكر نفسك دومًا على أنّك ستكون بخير مهما حصل، مما يجعلك قادر على التعامل مع أي تحدٍ يواجهك في الحياة. حبّك لنفسك يجعلك مدركًا لنقاط ضعفك والمجالات التي يمكنك التحسن فيها، لكنّ لا تسمح لهذا الضعف أن يحدد هويتك بل ركّز على نقاط قوتك ولا تخاف من ارتكاب الأخطاء، بل تعلم منها مع إيمان عالي على أنّ النجاح سيكون حليفك.

كما أنّ تقديرك لذاتك يساعدك على وضع حدود لكيفية تعامل الآخرين معك. على سبيل المثال، إن كان التقبل الذاتي لديك عالٍ تعرضت لمعاملة سيئة من قبل شخص ما، فلن تقبل هذه المعاملة السيئة لنفسك، لكن بالمقابل، إن كان تقديرك الذاتي منخفض وتعرضت لمعاملة سيئة فمن المرجح أنّك ستلوم نفسك حتى لو كان الحق معك.

سلبيات عدم التقبل الذاتي

إن كان التقبل الذاتي لديك منخفض سيترافق ذلك مع انعدام الثقة بالنفس.

انعدام ثقتك بنفسك مرتبط بنظرة سلبية لذاتك وعدم الثقة في قدراتك ومؤهلاتك مما يولد لديك خوف دائم من الفشل وتركيز مفرط على نقاط الضعف. يؤثر ذلك بشكل سلبي على قراراتك في الحياة والخطوات التي تتخذها مما يدفعك للبقاء مكانك دون تقدم أو حتى الرجوع للوراء.

يترافق انعدام التقبل الذاتي وقلة الثقة بالنفس مع نزعة لتمجيد الآخرين كمحاولة للتعويض. عادة ما يقلل هؤلاء الأشخاص عديمي الثقة من أنفسهم ومن احتياجاتهم ويسمحون بانتهاك حدودهم ويسعون جاهدين لإرضاء الآخرين. وفي أغلب المواقف يجدون أنفسهم عير قادرين على الدفاع عن أنفسهم.

كما تشير الأبحاث إلى أنّ انعدام الثقة بالنفس ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع الاكتئاب والقلق، مما يدفع الأفراد للشعور بالحزن والإرهاق وصعوبات في النوم وقلة التركيز وتغيرات في الوزن.

اقرأ: لنوم هادىء وعميق.. أفضل 7 أطعمة لمحاربة الأرق وتحسين النوم

قياس تقدير الذات

لقياس مستوى تقديرك لذاتك، يقترح الخبراء أن تطرح على نفسك مجموعة من الأسئلة مثل:

  • إلى أي درجة تحب، وتحترم، وتقدّر نفسك؟
  • ما هي المصطلحات التي تستخدمها لوصف نفسك لشخص غريب؟
  • عندما تفكر في نفسك، هل هي أفكار إيجابية أم سلبية؟
  • هل تعتقد أنك تستحق حب الآخرين واحترامهم وتقديرهم؟

حاول الإجابة عن هذه الأسئلة وحاول التعمق في أصل الإجابات والأفكار حول تقديرك لذاتك. هل تفكر تقديرك لذاتك ضعيف؟ وما هي الأسباب؟ هل نشأت من تجارب الطفولة؟ أو من علاقات سابقة؟ أو من مقارنة نفسك بالآخرين؟ فهم مصدر هذه الأفكار يمكن أن يكون الخطوة الأولى نحو تعزيز تقديرك لذاتك.

اقرأ: لا تخف من الاختيار: 5 نصائح لمواجهة القرارات الصعبة في الحياة

استراتيجيات وأساليب لتعزيز تقديرك لذاتك

ما الذي يمكنك فعله لتعزيز تقديرك لذاتك وثقتك بنفسك؟ إليك بعض الاستراتيجيات الفعالة:

1. افعل ما تُحب وما تجيده في الحياة

العمل على تطوير مهارات جديدة محددة والاستمتاع بها يعزز من مشاعر الكفاءة والرضا والتميز لديك، مما يقوّي من تقديرك لذاتك. حاول تذكر مواهبك ونقاط قوتك باستمرار لأنّه يساعدك على بناء ثقتك بنفسك ويحسّن من جودة حياتك.

2. التمارين الرياضية وتحدي الذات

تشير الأبحاث إلى أنّ النشاط البدني الرياضي مرتبط بتقوية التقبل الذاتي ويحسّن منه بشكل كبير. فالرياضة لها تأثير كبير على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية. حاول وضع أهداف منطقية قابلة للتحقيق وابدأ بالعمل عليها تدريجيًا واحتفل بكل إنجاز تحققه، مما يمنحك إثباتات أنّك قادر على إنجاز ما تسعى إليه ويقوّي من ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك.

3. مواجهة الأفكار السلبية

في بعض الحالات، تدفعك الضغوط أو الظروف إلى التفكير السلبي، لكن تذكر أنّ الأفكار ليست حقائق. في المرات القادمة التي تخطر على بالك فكرة سلبية، حاول إبعادها واستبدالها بأفكار واقعية إيجابية.

4. تعزيز تقدير الذات منذ الطفولة

في العديد من الحالات، يتم إعزاء حالات ضعف تقدير الذات إلى سلوكيات الطفولة، حتى لو كانت نابعة من نوايا حسنة. بالطبع لن تتمكن بالرجوع بالزمن لتغيير طفولتك، لكن يمكنك العمل على مساعدة أطفالك على بناء تقديرهم بذواتهم منذ الطفولة. حاول مدح الجهد الذي يبذلوه وليس النتائج التي يحققونها، وعلمهم أنّ القيمة الحقيقة تكمن في المحاولة والتحسن مع مرور الوقت وقدّم لهم دعم غير مشروط واجعلهم يشعرون بالحب بغض النظر عن النجاح أو الفشل.

بهذه الطريقة، تنشئ جيلًا واثقًا من نفسه، قادرًا على مواجهة التحديات بقوة وتفاؤل.

امتلاك تقدير صحي للذات أمر مهم، ويساهم في تحسين العلاقات، والعمل، والصحة، والرفاهية النفسية والعاطفية بشكل عام. إذا كنت تعتقد أنك قد تعاني من ضعف التقبل الذاتي، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها لتعزيزها وتطوير نظرة أكثر إيجابية عن نفسك.

حبك واحترامك وتقديرك لذاتك قد يكون الخطوة الأولى نحو نيل الحب والاحترام والاعتبار من الآخرين.

يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.

قد يهمك:

أفضل 10 كتب لتطوير مهارات التواصل والتحدث مع الآخرين (مترجمة للعربية)

ما هي تقنية بومودورو Pomodoro وكيف ستغير حياتك الأكاديمية والمهنية للأفضل؟

كيف تعرف أنك شخص مُبدع؟ 10 علامات تؤكد ذلك

عن الكاتب