عندما نتحدث عن الإبداع لا نشير إلى القدرات الفنية وحسب، بل يرتبط الإبداع أيضًا بصفات أخرى مثل الابتكار وحل المشكلات والحلم بفرص أفضل. ولطالما كانت صفات الأشخاص المبدعين موضوع بحث ودراسة العديد من علماء النفس على مر السنين. لربما السؤال الأكثر شيوعًا، هل يولد الأفراد مبدعين بالفطرة؟ أم أنّ الإبداع هو مهارة يمكن تطويرها مع الوقت؟
تعرفوا في مقالنا التالي على 10 صفات تشير إلى أنّك شخص مبدع، وكيف يمكن للإبداع أن يغير حياتك للأفضل.
هل الإبداع يأتي بالفطرة أم مكتسب؟
يوجد جدل حول الإبداع، إن كان فطريًا أم مكتسبًا. لكن تشير العديد من الأبحاث والأدلة العلمية إلى أنّ الإبداع هو مزيج من الفطرة والمهارات المكتسبة.
فالجينات تلعب دورًا في إبداع الفرد، حيث أنّ بعض السمات الشخصية للأفراد مرتبطة بالإبداع. هنا نتحدث عن الانفتاح على التجارب والمخاطرة. كما يشير علم الأعصاب إلى أنّ وظائف بعض المناطق في الدماغ، مثل القشرة الأمامية، يمكن أن تؤثر على التفكير الإبداعي.
بالمقابل، يمكن تطوير المهارات الإبداعية في حياتنا. مثلًا، يزدهر الإبداع في البيئات التي تشجع على الفضول والتجريب وقبول الفشل. في حين أنّ الانخراط في تجارب متنوعة في الحياة يعزز من القدرة الإبداعية مع مرور الوقت. كما وُوجد أنّ التعرض للفن والثقافات المختلفة والانخراط في حل المشكلات، يحسّن من التفكير الإبداعي للأفراد.
لهذا نرى أنّ الإبداع هو مزيج من القدرات الفطرية والمكتسبة.
انظر: هل أنت ذكي؟ 10 علامات تميز الأشخاص الأذكياء وفقًا لعلم النفس
10 علامات تدل على أنك شخص مبدع
هذه العلامات يشترك بها الأشخاص المبدعون، والتي تميزهم عن غيرهم:
1. العقل الإبداعي مُفعم بالطاقة
يميل الأشخاص المبدعون إلى التمتع بطاقة وتركيز عاليين، سواء على المستوى البدني أو المستوى الذهني. هذا ما يجعلهم قادرين على قضاء ساعات طويلة في العمل على مهمات تهمهم مع المحافظة على الحماس والدافع طوال الوقت.
مع ذلك، هذا لا يعني أنّهم يستنزفون طاقتهم ويجهدون أنفسهم في العمل، بل يولون أهمية كبيرة لأخذ أقساط من الراحة لإعادة شحن مخزون إبداعهم.
2. الإبداع يعني تحمل المخاطر
يميل الأشخاص ذوي العقول الإبداعية إلى قبول المخاطر التي تترافق مع تجاربهم. هم يدركون أنّ أي فكرة تكون قابلة للتطبيق بعد اختبارها. لذلك ينظرون إلى كل فكرة على أنّها الحل المحتمل، لكنهم لا ييأسون من الفشل، بل على العكس، يرون أنّ الفشل يقدم دروسًا قيّمة في الحياة.
يساعدهم في ذلك، تركيزهم العالي على المكافآت التي سيحصلون عليها بعد السعي المستمر. فمع أنّه يوجد احتمال عالٍ للفشل، يبقى هناك احتمال للنجاح الكبير. فعندما يرون أنّ النتائج التي يمكن تحقيقها كبيرة، يرون أنّ المخاطر المرتبطة بالتجارب تستحق العناء بكل تأكيد.
3. المُبدع يحقق التوازن بين المرح والانضباط
من أبرز صفات الأشخاص المبدعين الشخصية المرحة، ومع ذلك، هذه الروح المرحة تقترن بصفة متناقضة وهي المثابرة. حيث يدرك المبدعون أنّ الإبداع الحقيقي يتطلب مزيجًا من المرح والعمل الجاد.
فقد يبدو الشخص المبدع غير مكترث أحيانًا، لكنه مجتهد ودؤوب للغاية عندما يتعلق الأمر بالسعي وراء شغفه. فعندما يعمل على مشروع ما، يميل المبدع إلى إظهار العزيمة والإصرار وقد يقضي ساعات طويلة في العمل وغالبًا ما يسهر لوقت متأخر من الليل حتى يشعر بالرضا عن إنجازاته.
اقرأ: ما هي تقنية بومودورو Pomodoro وكيف ستغير حياتك الأكاديمية والمهنية للأفضل؟
4. الجمع بين الواقعية والخيال
المبدعون هم أشخاص حالمون. يسبحون في بحر خيالهم متصورين أشياء عجيبة، لكنهم في نفس الوقت يبقون مرتبطين بالواقع بما يكفي لتحويل أحلامهم إلى واقع حقيقي.
هم قادرون على ابتكار حلول خيالية لمشاكل الواقع. وبينما يرى آخرون على أنّ أفكارهم مجرد خيالات غير قابلة للتطبيق، يجد المبدعون طرقًا عملية لتحويل أفكارهم الخيالية إلى واقع.
5. العقلية الإبداعية منفتحة ومنطوية في نفس الوقت
من الشائع تصنيف الأفراد على أنهم منفتحون أو منطوون فقط، لكن الأبحاث تشير إلى أنّ الإبداع يتطلب دمج هذين النوعين من الشخصيات.
يمكن للشخص المبدع أن يكون اجتماعي ومنعزل في آن واحد، قادر على التفاعل مع الأفراد من حوله وخلق الأفكار، وفي نفس الوقت قد تجده أحيانًا مع رغبة للانفراد في مكان هادىء لاستكشاف قدراته الإبداعية.
والانفتاح الذهني يجعلهم متقبلين لأفكار الآخرين، ويستمتعون بها ويبذلون الجهد لفهم وجهات النظر المختلفة دون إصدار أحكام.
6. الإبداع يعني الفخر والتواضع
غالبًا ما يكون الأشخاص المبدعون فخورين بإنجازاتهم، لكنهم لا يتباهون ويعرفون حدودهم. فقد تجد المبدع واثق من نفسه وبأنّ أعماله أفضل مقارنة بالآخرين، لكنه لا يركز على هذه الحقيقة بشكل مفرط. بل يركز بالدرجة الأولى على أفكاره أو مشاريعه القادمة لدرجة أنّه لا ينشغل كثيرًا بإنجازاته السابقة.
انظر: 8 علامات غير معروفة في لغة الجسد تعكس مستوى الذكاء العالي
7. الشخص المبدع محافظ ومتمرد أيضًا
يتميز المبدعون بقدرتهم على التفكير خارج الصندوق. غالبًا ما تراهم غير ملتزمين بالقواعد ويميلون إلى التمرد في بعض الأحيان. مع ذلك، من المستحيل أن تكون مبدعًا حقًا إن لم تكن مستوعبًا للمعايير الثقافية والتقاليد من حولك. هذا يعني القدرة على تقدير الماضي واحتضانه كمصدر للمعرفة، مع السعي الدائم لإيجاد طرق جديدة وفعالة لابتكار حلول مُقنعة.
8. الإبداع عنوان الشغف والموضوعية
الشخص المبدع يعشق عمله بشغف، لكن هذا لا يعني أنّه دائمًا راضٍ عن نتائج عمله. تخيل أنّ كاتبًا مُبدعًا يحب كتاباته لدرجة أنّه غير مستعد لتعديل جملة واحدة منها؟ نعم الشخص المبدع يستمتع بأعماله، لكنه في نفس الوقت يعود لتقييمها وفحصها بشكل نقدي.
والأهم أنّ المبدع قادر على تقبل انتقادات الآخرين، مما يسمح لهم بالعثور على فرص أفضل للتحسين المستمر.
9. الفضول والاستقلالية
الأشخاص المبدعون يثقون دائمًا بأنّه يوجد مجال للتحسن الذاتي. لذلك نجدهم مع رغبة قويّة ومستمرة في التعلم، وغالبًا ما يخصصون جزء من أوقات فراغهم للقراءة أو الاستماع لمواضيع تهمهم. هم يبحثون دائمًا عن فرص لتطوير مهاراتهم وتعلم مهارات جديدة، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني.
هذا الفضول يدفعهم لطرح أسئلة باستمرار. مثل “لماذا؟”، و”ماذا لو؟”. هدفهم من طرح الأسئلة هو تشجيع النقاشات وجلسات العصف الذهني، مما يساهم في خلق بيئة يمكن فيها استكشاف الأفكار المبتكرة وتحويلها إلى واقع.
ويميل المبدعون في بعض الأحيان إلى العمل بشكل مستقل مما يساعدهم في ممارسة حريتهم الشخصية واتخاذ القرارات دون ضغوط خارجية. هذه الاستقلالية، تساعدهم في مواجهة التحديات بوتيرتهم الخاصة، حيث ينظرون إلى العقبات كفرص للنمو والتطوير المهني.
انظر: 12 طريقة مثبتة علميًا لتعلم أي شيء بشكل أسرع وأكثر ذكاءً
10 الشخص المُبدع يحقق التوازن بين الإبداع والمعرفة
يرى الباحثون أنّ الأشخاص المبدعين ينظرون إلى الأشياء من حولهم بطرق مبتكرة وبسيطة، وبهذا يحافظون على شعور الدهشة والفضول تجاه ما يرونه. ومن المهارات التي يتمتع بها المبدعون أنّهم يعرفون متى يجب متابعة الأفكار أو إعادة صياغتها أو التخلي عنها، وهذا يشكل جزء مهم من شخصيتهم.
يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.
مقالات ذات صلة:
كيف يمكن لإدمان السوشيال ميديا أن يدمر حياتك وكيفية التخلص منه
8 تقنيات يتبعها فائقي الذكاء لتثبيت المعلومات في الذاكرة مدى الحياة