تعلّم لغة واحدة فقط يُعدّ تحديًا حقيقيًا، فكيف بالأمر عندما تحاول تعلّم لغتين معًا؟ قد يحتاج الأمر منك لجهد مضاعف، لكن لا تقلق، مع التخطيط السليم واتباع الاستراتيجيات الصحيحة، يمكن لهذا الحلم أن يُصبح واقعًا. في مقالنا الحالي، سنناقش أهم النصائح التي تحتاجها لتعلم لغتين معًا في نفس الوقت، ونذكر أهم الأسباب التي قد تدفعك للقيام بذلك.
ما هي الأسباب التي قد تدفعك لتعلم لغتين في آن واحد؟
يوجد العديد من الأسباب التي تدفعنا لتعلم لغات جديدة، سواء لأغراض العمل أو للتطور والنمو الشخصي أو بهدف السفر للدراسة في الخارج أو الهجرة. مهما هذه الأسباب، الخوض في تعلم لغات جديدة ينمي من قدراتك العقلية ويدعم مرونة التفكير وينشّط قدرات التعلم المرنة للدماغ. وتعلم لغتين معًا في آن واحد، يضاعف من هذه الفوائد.
انضموا إلى قناتنا على التيليجرام Telegram لتصلكم كامل الفرص مجانًا!
قناة موندووف على التيليجرام Telegram
الأشخاص متعددي اللغات يُلقبون باسم “Polylingual”، وهم الأشخاص القادرين على التحدث والكتابة والفهم بطلاقة في 4 لغات أو أكثر. وقد نرى بعضهم يتقن لغات من عائلات مختلفة، مثل إتقان العربية والإنجليزية والصينية والفرنسية معًا.
يحقق هؤلاء الأشخاص هذه النتائج المبهرة عبر تعلمهم لأكثر من لغة في نفس الوقت، وهذا يسهل عليهم لاحقًا تعلم لغات أخرى نظرًا للمرونة التي يكتسبونها خلال تجربتهم السابقة.
10 نصائح لتعلم لغتين في نفس الوقت
إليكم مجموعة من أهم النصائح لتسهيل رحلتكم في تعلم لغتين معًا في آن واحد:
1. تحديد دوافعك من تعلم اللغتين
من السهل البدء بتعلم اللغة، لكن الصعوبة تكمن في المحافظة على الدافع والاستمرارية لتحقيق الأهداف الموضوعة. من هنا تأتي أهمية وضع دوافع واضحة من تعلم هذه اللغات. فكما يُقال، إذا فشلت في التخطيط فأنت تخطط للفشل.
حاول جاهدًا لأن تجد دوافع قوية للاستمرار لأطول فترة ممكنة. قد تتعلم اللغة الألمانية لأنّك تطمح للسفر والدراسة في ألمانيا في المستقبل القريب، وترغب بتعلم اللغة الإنجليزية في نفس الوقت لأنّها تسهل عليك التواصل مع شريحة أكبر من الأفراد في الخارج.
ركّز على الدوافع الشخصية والعاطفية لأنّها أقوى وأطول أثرًا من الدوافع والأسباب غير الشخصية.
انظر: ما هي أسرع طريقة لتعلم اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات؟ تقنيات التفكير المتواصل باللغة
2. اختر اللغات التي ترغب بتعلمها
من أهم خطوات النجاح في تعلم لغتين في الوقت ذاته، اختيار اللغتين بعناية، كما ينصح الخبراء والأفراد متعددي اللغات. على سبيل المثال:
- اختيار لغتين مختلفتين تمامًا: قد تختار لغتين من عائلتين مختلفتين وبأبجديات وتراكيب نحوية مختلفة، وفي هذه الحالة ستجد صعوبة أكبر في تعلم اللغتين معًا. على سبيل المثال، إن اخترت تعلم اللغة الألمانية واللغة الصينية أو اللغة الإسبانية واللغة الكورية.
- اختيار لغة سهلة ولغة صعبة: ستسهل عليك المهمة إن كانت إحدى الخيارات لغة سهلة. فعلى سبيل المثال، إن كنت تتحدث اللغة العربية فقط، يمكنك اختيار تعلم اللغة الإنجليزية ولغة أخرى أكثر صعوبة. خاصّة أنّ اللغة الإنجليزية هي من أكثر اللغات تعلّمًا وطلبًا في العالم، وتعلمها سيسهل عليك تعلم لغات أخرى سهلة بالنسبة للمتحدثين بالإنجليزية، كما تحدثنا في مقالنا السابق عن أسهل 6 لغات أجنبية للتعلم إن كنت تتحدث اللغة الإنجليزية.
- اختيار لغة مألوفة ولغة صعبة: يٌقصد باللغة المألوفة، أي لغة تعلمتها في مرحلة المدرسة أو التحقت بدورات لتعلمها في الماضي. في هذه الحالة، إن بدأت بتعلم هذه اللغة، ستجد سهولة في التقدم.
في أي من الحالات السابقة، ضع بعين الاعتبار أهمية توفر الموارد المتاحة لتعلم اللغة. على سبيل المثال، لا يمكن مقارنة الموارد المتوفرة لتعلم اللغة الفرنسية مع موارد تعلم اللغة الهنغارية. أجري بحثًا جيدًا وتعرف على اللغات ذات الموارد الأغنى عبر الإنترنت.
3. ابدأ بتعلم اللغتين على مراحل
تعلم لغتين في آن واحد، لا يعني البدء من اليوم الأول بالخلط بينهما. يُنصح البدء بعملية التعلم بالتدريج. على سبيل المثال، بعد اختيار اللغتين، ابدأ بتعلم اللغة الأولى حتى تتجاوز مرحلة المبتدىء أو تصل حتى المستوى المتوسط، ومن ثمّ انتقل للبدء بتعلم اللغة الثانية.
يساعدك ذلك في التآلف مع تجربة تعلم لغات جديدة ومن ثمّ تطبيق تجاربك في تعلم اللغة الثانية مباشرة دون الخلط والضياع منذ البداية. كما أنّ هذه الطريقة تساعدك في الحفاظ على تقدم ثابت في كلا اللغتين، خاصةً عندما تكون لديك أساسيات إحداهما قبل الشروع في تعلّم الأخرى. بذلك، تتجنب الملل والتشتت وتضمن لنفسك بناء قاعدة قوية في كل لغة على حدة.
4. مارس اللغتين معًا دون الاعتماد على لغتك الأم في ذلك
بعد أن تصل إلى المستوى المتوسط في كلا اللغتين، توقّف عن الاعتماد على اللغة العربية لدراسة أي من اللغتين وفهم مفرداتها. عليك الانتقال إلى مرحلة أكثر تقدمًا والبدء بتعلم كل لغة منهما باستخدام اللغة الأخرى. على سبيل المثال، ابدأ بإنشاء البطاقات التعليمية Flashcards بحيث تذكر فيها مفردة أو جملة بإحدى اللغتين ومقابلها الترجمة للغة الثانية (بدلًا من استخدام اللغة العربية) وبهذه الطريقة أنت تتدرب على اللغتين في نفس الوقت.
كأمثلة أخرى، ابدأ بمشاهدة الأفلام والمسلسلات والفيديوهات بإحدى اللغات التي تتعلمها مع ترجمات مكتوبة باللغة الثانية، وابحث عن كتب للقراءة بحيث تكون متوفرة باللغتين، واقرأ النسختين المختلفتين.
اقرأ: أسهل طريقة لحفظ كلمات اللغة الأجنبية وعدم نسيانها
5. تحديد الأهداف المتوقعة من تعلم كل لغة
كما هو الحال بالنسبة لتعلم لغة واحدة، يلعب تحديد الأهداف التي تطمح لها دورًا هامًا عند تعلم لغتين معًا.
لتحقيق أفضل النتائج، ضع أهدافًا مختلفة لكل لغة تتعلمها. على سبيل المثال، ركّز على تحسين مهارات القراءة والكتابة في اللغة الأولى، وعلى الطلاقة بالتحدث في اللغة الثانية. يساعدك ذلك على توجيه تعليمك لشكل أكثر فعالية لكل لغة. أو كأن تقوم بوضع إتقان اللغة الأولى كأولوية أساسية، وبذلك جهد مضاعف في تعلمها مقارنة مع اللغة الثانية.
6. إدخال عنصر المتعة في التعلم
من أفضل التقنيات لجعل رحلة تعلم لغة جديدة ممتعة ومسلية، إدخال الألعاب والأنشطة في هذه العملية. فقد أثبتت الأبحاث في مجال تعلم اللغات الأجنبية أنّ أفضل طريقة لتعلم لغة جديدة هي إدخال عنصر المتعة في عملية التعلم. كلما استمتعت بهذه التجربة، كلما زادت احتمالية تقدمك بسرعة وتذكرك للمعلومات.
هذا ما تحدثنا عنه في مقالنا السابق عن أهم الألعاب والأنشطة المساعدة في تعلم اللغات بطرق مسلية وممتعة.
7. وضع خطّة دراسية مُحكمة
كون تعلم لغتين معًا يشكل تحديًا أكثر صعوبة مقارنة مع تعلم لغة واحدة، من المهم وضع خطّة دراسية واضحة والأهم هو الالتزام بها طيلة رحلتك التعليمية. في هذه الحالة، تذكر أنّك تتعلم لغتين معًا، بالتالي التقدم قد يكون أبطأ وعليك تخصيص وقت إضافي لكل درس تتعلمه في كل لغة.
على سبيل المثال، قسّم وقتك بحيث تخصص 70% للغة التي تمنحها أولوية، و30% من الوقت للغة الأخرى. وإن لم يكن هنالك أولوية بينهما، قم بتقسيم الوقت بشكل متساوٍ.
8. اختر مصادر التعلم المناسبة
قبل البدء بتعلم أي من اللغتين، تأكّد من اختيار المصادر التي ستعتمد عليها خلال رحلتك التعليمية. فتوفر مصادر تعلم مختلف اللغات الأجنبية عبر الإنترنت يجعل من مهمة اختيار المصادر المناسبة أمرًا في غاية الصعوبة. قد تستمر بالتنقل بين المصادر وينتهي بك المطاف بالضياع التام والشعور بالملل والاستسلام.
تتوقر العديد من مصادر تعلم اللغات، من تطبيقات الأجهزة الذكية والمواقع الإلكترونية والبودكاست والكتب التعليمية وفيديوهات اليوتيوب والدروس الخصوصية ودورات المدارس والجامعات وغيرها الكثير. لاختيار الأنسب بينها، لابأس بالتجربة في البداية لإيجاد المصادر الأمثل لقدراتك. وإن لم تختار نفس المنصة لتعلم اللغتين، يمكنك اختيار منصتين مختلفتين، واحدة لكل لغة، لكن ليس أكثر من ذلك.
انظر: 10 نصائح للتغلب على خوف التحدث باللغة الإنجليزية أو غيرها على العلن
9. افصل بين أماكن ومواعيد دراسة كل لغة
يشير خبراء اللغات إلى انّ تخصيص أماكن مختلفة لكل لغة يساعد عقلك على الفصل بين اللغات عبر ربط كل لغة بمساحتها الخاصة. هنا نشير إلى مواقع مختلفة داخل منزلك. كأن تخصص مساحة في غرفتك لدراسة إحدى اللغتين، ومساحة أخرى في غرفة المعيشة لدراسة اللغة الأخرى.
10. الانغماس الكامل بكل لغة منهما
الانغماس في اللغة يعني التعرض لها قدر المستطاع خلال اليوم. أي عليك جعل اللغة جزء من حياتك اليومية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، تهيئة البيئة من حولك بتغيير لغة جميع الأجهزة الإلكترونية التي تمتلكها إلى إحدى اللغات التي تتعلمها لفترة زمنية محددة ومن ثمّ تغييرها لاحقًا للغة الثانية. أيضًا الاستفادة من الفيديوهات، الأفلام، المسلسلات،الأغاني، podcast، كتب صوتية، قراءة روايات وكتب ومجّلات وغيرها الكثير الكثير.
التعرض المستمر للغات التي تتعلمها يضمن لك عدم نسيانها مع مرور الوقت. فإن لم تجعل اللغة جزء من حياتك وتستخدمها، سوف تفقدها بلا محالة. وفي مقال سابق تحدثنا عن كيف تحافظ على مستواك في اللغة الأجنبية مدى الحياة.
أيضًا في مقالنا السابق عن أفضل المواقع المضمونة لممارسة اللغة الإنجليزية أو غيرها مع الأجانب مجاناً، ذكرنا العديد من المصادر التي تساعدك على إيجاد متحدثين أصليين باللغات التي ستتعلمها والتواصل معهم لتطوير مهاراتك اللغوية.
هل تعلم لغتين معًا هو الخيار المثالي؟
رغم أن تعلّم لغتين معًا أمر ممكن، إلا أنّه قد لا يكون الخيار الأمثل للجميع. فإذا كنت تعاني من ضيق الوقت، أو كنت تبدأ رحلتك في تعلّم اللغات من الصفر دون أي خلفية سابقة، فقد يكون من الأفضل التركيز على لغة واحدة أولاً. المهم هو أن تتقدّم بخطى ثابتة دون الشعور بالإرهاق.
تعلّم لغتين في وقت واحد ليس مستحيلًا، بل هو مغامرة ذهنية ممتعة ومجزية. تذكّر أنّ كل دقيقة تستثمرها في التعلم تقرّبك خطوة نحو التحدث بطلاقة. لا تنتظر الظروف المثالية، اصنعها أنت بنفسك. ابدأ اليوم، ولو بخطوة صغيرة… فالمثابرة تصنع الفارق!
انظر مقالات مشابهة عبر قسم أسرار وتقنيات تعلم اللغات الأجنبية.
إذا كنت تبحث عن مصادر موثوقة وطرق فعّالة لتعلم اللغات الأجنبية، ألقي نظرة على قسم تعلم اللغات الأجنبية!
قد يهمك:
8 عادات بسيطة يتبعها محترفي تعلم اللغات وتميزهم عن غيرهم
ما هي أفضل لغة للتعلم بعد اللغة الإنجليزية؟ وكيف تختارها؟
استبدل المدقق اللغوي Grammarly بهذه الأدوات المجانية والفعالة لتدقيق نصوصك