كيف تنمي مهارات الاستماع الفعال لتغيير حياتك للأفضل

كيف تنمي مهارات الاستماع الفعال لتغيير حياتك للأفضل

سواءً في حياتنا الاجتماعية أو المهنية، جميعنا نحتاج لتنمية مهارات التواصل الفعّالة والتي ستساعدنا على الاندماج في المجتمع و تحقيق النجاح في ممارسة أعمالنا. ومن أهم مهارات التواصل مهارة الاستماع الفعال، والتي تسمح لنا بالتفاهم مع الغير والقدرة على توصيل أفكارنا بشكلٍ لائق، وإيجاد الحلول المناسبة عند مواجهة المصاعب والمشكلات، مما يساعدنا على بناء علاقات اجتماعية محترمة مع المحافظة عليها.

ما هي أهمية الاستماع الفعال؟

يختلف أسلوب الاستماع الفعال عن الاستماع بشكلٍ عام. إذ أنك في الاستماع الفعال تركز كلياً بكل حواسك مع المتحدث، لتتلقى منه كل ما يذكره من معلومات وتقوم بتخزينها في الذاكرة وتفهم الرسالة التي يحاول أن يوصلها دون الحاجة لأن يكررها، وبالتالي مقابلته بالردّ المدروس والمناسب لكلامه.

ومن المهم أن تظهر للمتحدث اهتمامك وتركيزك ومشاركتك أثناء الحديث من خلال التفاعل اللفظي والحركي، كلٌ في الوقت المناسب.

ونعدّ مهارات الاستماع الفعال من أهم الميزات الشخصية التي يمكن أن نمتلكها وننميها؛ فهي ستساعدنا في تسهيل أمور عدّة في تعاملنا مع الأشخاص في العمل أو في مواقف الحياة اليومية. لذلك دعونا نتعرف على فوائد الاستماع الفعال. 

فوائد الاستماع الفعال في التواصل مع الآخرين

1. بناء العلاقات

بممارسة الاستماع الفعال، فأنت تنمي قدرتك على الاستماع بصدق للمتحدثين، مما سيعطيهم الراحة لمشاركتك الحديث، وستصبح قادراً على بناء علاقات جيدة مع الناس الذين سيكون أكثر اهتماماً بالتواصل معك بشكل منتظم.

كما يمكن أن يساعدك ذلك في فتح فرص مثمرة للتعاون مع الآخرين. وهذا ما سيقودك للنجاح في مهنتك ومجالك أو في علاقاتك الشخصية.

2. بناء الثقة

من الجيد أن تكسب ثقة الناس من حولك، فحين تكون مستمعاً فعالاً وتسمح للجميع بالتحدث معك بكل حرية دون أن تقاطعهم أو تصدر أحكاماً مسبقة أو تدخل فيما لا يعنيك من جانب الحديث، ستكسب ثقتهم. ومن ناحية الاستماع الفعال في العمل، قد تكسب عميل جديد أو علاقة تجارية جديدة وطويلة الأمد في نفس الوقت.

3. تحديد المشاكل وإيجاد الحلول لها

عبر تنمية مهارات الاستماع الفعال، ستكون قادراً على تحديد المشاكل والعوائق التي تواجه الآخرين في الحياة اليومية أو المهنية، بالإضافة لإيجاد الحلول والأفكار المناسبة لمعالجتها.

4. زيادة معرفتك وفهمك للمواضيع المتعددة

باستماعك وتركيزك الجيد ستكون متلقي متميز لتعلم كل جديد والاحتفاظ بما تعلمته، كما ستكون لديك القدرة على فهم واستيعاب مختلف المواضيع المطروحة أمامك.

5. تجنب فقدان المعلومات الهامة

ستحتوي كل محادثة تجريها تقريباً على معلومات هامة، لذا من المهم أن تكون مستمعاً فعالاً حتى تحتفظ بالتفاصيل المهمة من المحادثة. وبالأخص إذا كان ذلك مرتبطاً في مهنتك وكان المتحدث يقوم بتلقينك تعليمات أو يقوم بتدريبك لأداء مهمة جديدة، كأن تكون مسؤولاً عن رسالة لتمريرها للآخرين.

ومما عرفنا عن أهمية أن تكون مستمعاً فعالاً، لا بد أننا أصبحنا بحاجة لمعرفة كيف يمكن أن ننمي مهارات الاستماع الفعال. لذلك سنستعرض بعض الاستراتيجيات التي يمكن ممارستها للمساعدة في تحسين مهارة الاستماع الفعال خلال المحادثات وبالأخص الاستماع الفعال في العمل.

مهارات الاستماع الفعال اللفظية

مهارات الاستماع الفعال اللفظية

1. تلخيص كلام المتحدث

قم بصياغة ملخص لحديث المتكلم متضمناً النقاط الرئيسية في حديثه، لتطهر أنك مهتماً بالحديث وقد فهمته تماماً. وفي نفس الوقت سيكون مرتاحاً لتوضيح أي نقاط من الممكن أن تكون قد فاتته أو إخبارك بالمزيد من المعلومات الهامة.

2. طرح الأسئلة المفتوحة

أن تطرح سؤال مفتوح، أي أن يتضمن السؤال مختصر مفيد لما تمت مشاركته، مع إضافة جملة استفهامية للحصول على معلومات إضافية حول الموضوع المذكور. فقط احرص على أن لا تكون إجابة السؤال مجرد نعم أو لا.

3. طرح أسئلة استقصائية محددة

بطرحك هذا النوع من الأسئلة فأنت تدفع القارئ على التوسع في تفاصيل معينة أنت تحددها حول الموضوع المتداول.

4. إضافة عبارات توكيد لفظية قصيرة

” نعم، أفهمك، أنت على حق، من الممكن” مجرد إضافة هذه العبارات ستظهر للمتحدث بأنك ما زلت على مسار الحديث، وتمنحه الراحة لمواصلة حديثه دون مقاطعته.

5. إظهار التعاطف

من أهم وسائل التواصل أن تظهر التعاطف مع الشخص الآخر أثناء المحادثة، بأن تظهر بأنك قادر على فهم ما يمرّ به وتقدر مشاعره. وبهذا الأسلوب يمكنك التواصل مع المتحدث بسهولة وتكوين شعور بالثقة المتبادلة معه. 

6. مشاركة تجارب سابقة

ستكون فكرة جيدة إذا شاركت تجربة سابقة لك شبيهة بتجربة المتحدث، إذ يمكنك أن تشارك أسلوبك في التعامل مع التجربة، والذي سيقدره الطرف الآخر، مما يساعدك ذلك على بناء علاقة وثيقة مع المتحدث من خلال مشاركتكما لنفس التجربة.

7. ذكر المعلومات المشتركة المسبقة

إذا كان بينك وبين الطرف الآخر أحاديث سابقة ومشتركة، سيكون من الجيد ذكر النقاط الرئيسية التي تمت مشاركتها منذ آخر لقاء، مما يبين للمتحدث أنه يمكنك الاحتفاظ بالمعلومات الهامة وتذكر تفاصيلها.

مهارات الاستماع الفعال الحركية

مهارات الاستماع الفعال الحركية

1. الإيماءة

سيظهر تقديم الإيماءات البسيطة للمتحدث أنك قادر على فهم واستيعاب ما يقوله، وصحيح أنها لا تعطي معنى واضح عن موقفك لما يُقال إلا أنك قادر على فهم ما يعنيه.

2. الابتسامة

يعد إظهار ابتسامة صغيرة في المحادثات المناسبة من أهم العوامل التي تزيل التوتر وتضمن شعور المتحدث بالراحة، فهي تشجع على استمرار الحديث وتظهر بأنك سعيد أو راضٍ عما يقوله المتحدث.

3. تجنب الحركات المشتتة للانتباه

من المهم أن يشعر المتحدث بحضور الانتباه الكامل لحديثه وتبادل التواصل اللفظي من وقتٍ لآخر، فإن القيام ببعض الحركات المشتتة كالنظر إلى الساعة أو الهاتف، أو التنهد بصوت عالٍ، أو العبث بأشياء مختلفة، يمكن أن يجعل المتحدث يشعر بالإحباط وعدم الارتياح.

4. المحافظة على التواصل البصري

لا بد وأن تحافظ على التواصل البصري بينك وبين المتحدث، فقط انظر إلى عينيه مباشرةً وتجنب النظر في جهات مختلفة من الغرفة مع إضافة بعض الإيماءات والابتسامات، مما يجعله مطمئناً ومرتاحاً لمشاركتك الحديث.      

التدرب على مهارات الاستماع الفعال اللفظية منها والحركية وممارستها في المحادثات اليومية ستنمي مهارة الاستماع الفعال لديك بشكل رائع، مما سيطور من مهارات التواصل لديك وبالتالي بناء علاقات أقوى في الحياة اليومية وفي المجال المهني، والتفاعل المطلوب مع العملاء والزملاء في العمل لتحقيق المزيد من النجاحات الفردية والجماعية على حدٍ سواء.

خصوصاً إذا سعى الجميع للتدرب على هذه الأساليب واستخدامها، فكلما زاد استخدام هذه الأساليب، أصبحت متداولة ومألوفة بشكلٍ أكبر. 

تعرف على مقالات مشابهة عبر قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.

هل تبحث عن فرص ووظائف للعمل عن بعد؟ تفقد مقالات قسم العمل عبر الإنترنت.

بعض المصادر