كثيراً ما نسمع عن أشخاص يتحدثون العديد من اللغات الأجنبية ونعتبرهم من الأشخاص الناجحين جداً في حياتهم، وغالباً هم أشخاص حقّقوا الكثير من الإنجازات. هذا يدفعنا للتفكير بفوائد تعلم أكثر من لغة سواء في نفس الوقت أو بالتتابع. فتعلم لغات جديدة ماذا يضيف لحياتنا؟ وكيف يمكن لذلك أن يساهم في ارتقائنا للأفضل؟ عبر هذا المقال سنستعرض أهم 10 أسباب تدفعنا لتعلم لغات جديدة.
فإذا كنت من الراغبين بالقيام بذلك، سوف نحفّزك لتعلم المزيد. أمّا إذا كنت تعتقد أنّ دراسة اللغات الجديدة مضيعة للوقت وغير مجدية فحتماً ستغير رأيك بعد قراءتك لمقالنا.
إليك عشرة أسباب تدفعنا لتعلم لغات جديدة
مع العلم أنّ أكثر من نصف عدد سكان العالم يتحدّثون لغتين على الأقل، لماذا يخوضون في عناء تعلم لغات جديدة؟ وما هي الفوائد التي يمكن تحقيقها من تعلم لغة واحدة أو أكثر؟
في الحقيقة أصبحت مهارة تحدث لغة ثانية هي واحدة من أهم المهارات المطلوبة في الوقت الحالي، ولهذا السبب نلاحظ الإقبال الهائل على تعلم اللغات المختلفة من حول العالم. لكن أي شخص يبدأ بتعلم مهارة جديدة يكون على علم مسبق بالإيجابيات التي يمكن تحقيقها من هذه المهارة.
ومن هذا المنطلق دعونا نتعرّف على 10 إيجابيات لتعلم اللغات:
1. تعدد اللغات يغذي العقل ويقوّي الذاكرة
عادة ما تتفاوت نسب الأبحاث العلمية في أي موضوع، إلّا أنّ كل الأبحاث اتفقت على أن تعلم لغات عديدة يُغذي العقل ويمنحه القوة والمرونة وهذه حقيقة لا يمكن نفيها.
تعدّد اللغات يمنحنا ذاكرة قوية قادرة على التمييز والتدقيق في أدق التفاصيل، كما يساعدنا على التركيز وتحسين مهارات النقد والتفكير لدينا، فنصبح قادرين على التفكير بشكل عقلاني والتعامل مع المسائل بذكاء وصبر واكتساب القدرة على إيجاد الحلول الأسرع و الأنسب.
إذاً فتعلم اللغات ينمّي من قدراتنا الذهنية بشكل مذهل. فهل من المعقول أن تكون مضيعة للوقت!.
البحث العلمي الخاص بJohan Martensson أثبت أنّه بعد ثلاثة أشهر فقط من تعلم اللغة، أظهر المتعلم تغيّرات إيجابية في أربعة مناطق مختلفة من الدماغ! وأمّا الدراسة الخاصّة بEllen Bialystok، أثبتت أنّ القدرة على التركيز لدى الأشخاص الذين يتحدثون أكثر من لغة هي أعلى بكثير من الأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط. وهذه تعتبر من أهم إيجابيات تعلم اللغات الأجنبية.
2. التواصل مع العالم الخارجي
أصبح التواصل في عصرنا الحالي أمراً أساسياً، فكلّما زادت معرفتنا وانفتاحنا على العالم، كلّما زادت حاجتنا للقاء أشخاص جدد من بلدان وثقافات مختلفة. وأفضل شيء يمكنك فعله عند الالتقاء بأشخاص أجانب هو أن تتكلّم بلغتهم.
هذا لا يعني أنّك بحاجة لأن تكون محترفاً في اللغة، بمجرّد أن تُظهر محاولتك الجدّية لتعلم لغتهم، سيقدّرون مجهودك وسوف يقابلونك بكل مودّة واحترام.
الأهم أنّك ستحظى بقبول رائع في المجتمع وبالتأكيد ستحصل على فرص أكثر للتواصل والتعرف على الناس بشكل أفضل. أليس من الرائع أن تكون هذه جائزتك فقط لمجرد تعلمك لغة جديدة!.
صحيح أنّ الأمر لا يبدو بهذه الأهمية بالنسبة للبعض، ولكن صدّقني إن لم تعش هذه التجربة، فلا أحد يمكنه وصفها لك! بالنسبة للكثيرين تعتبر من أجمل التجارب التي يخوضون فيها في حياتهم وربما قد تكون تجربتك القادمة.
3. الأعمال والتجارة
نأتي إلى الفائدة المادية من أسباب تعلم لغات جديدة. فأهمية تعدد اللغات معروفة في عالم التجارة ورجال الأعمال لحاجتهم الضرورية للتواصل مع الأجانب باستمرار، وكونك تنطق بأكثر من لغة، فهذا يعطيك الفرصة الأكبر لإيجاد عمل مناسب وبراتب مرتفع!.
فجميع الشركات الرائدة تبحث عن هذه المهارة في موظفيها بهدف التواصل مع العملاء الأجانب. وإن لم يكن ذلك، وكنت تملك مشروعك الخاص وأردت توسيع عملك، فقط تخيل كم من المذهل أن تروّج لعملك بلغات مختلفة وكم ستزدهر أعمالك وتزيد أرباحك لوصولك إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص الناطقين بلغات مختلفة.
وما يثبت لنا أهمّية تعلم اللغات في الحياة المهنية، عندما نجد بعض الشركات أو المؤسّسات تتغاضى عن شرط الخبرة في مجال العمل إن كان المتقدّم يتحدث أكثر من لغة!.
4. السفر إلى الخارج
من أهم أسباب تعلم لغات جديدة، أنها تفتح لنا أبواباً واسعة للسفر. هناك فرق كبير بين أن تسافر كسائح ملتزم بقوانين معينة ومقيد بأماكن محددة، وبين أن تكون شخص حر بإمكانه التنقل في أي مكان ورؤية البلاد بتفاصيلها كما يراها سكانها.
كما أن نطقك للغة البلد المقصود يوفّر عليك الكثير من الوقت والجهد في البحث عن الأماكن السياحية أو المطاعم وأماكن السكن، كما ستوفر المال أيضاً. فمن خلال تعلمك للغة ستتمكن من السؤال عن المقاهي والأماكن العامة المحلية والتي تتميز بأسعارها المناسبة للجميع وبإمكانك أن تعرف وسائل التنقل الأسهل والأرخص.
وهكذا وبلغتك الجيّدة تكون قد اتخذت الطريق الأذكى للتمتع برحلتك والحصول على الفائدة المرجوة من سفرك.
5. الدراسة
إذا كنت طالباً سواءً في المراحل التعليمية الأساسية أو المتقدمة، فإنّك على دراية بحاجتك للبحث عن عدة مصادر أجنبية تساعدك في دراستك و تقدمك العلمي. ولهذا فإن اطلاعك على اللغات وإتقان لغة أو اثنتين سيسهّل الأمر عليك كثيراً و لن تحتاج بعد ذلك لأن تضيع وقتك في ترجمة كل المعلومات حرفياً.
بالتأكيد هذه ليست الفائدة الوحيدة في مجال الدراسة، فكما هو معروف، الطموح الأكثر شيوعاً في عمر الشباب هو السفر للدراسة خارجاً. فكم سنحفظ من الوقت إذا بدأنا رحلتنا الدراسية خارجاً ونحن نتقن لغة جديدة أو أكثر.
وفي أيامنا الحالية لا تجرّب السفر للدراسة في الخارج إن كنت لا تتحدّث بلغة البلد المستهدف أو على الأقل تتحدث باللغة الإنجليزية. فإن كنت تتحدث اللغة العربية فقط، فالأمر سيكون صعب عليك وخاصّة في الفترة الأولى.
تخيّل معي أنّك في مكان لا تفهم فيه أحد ولا أحد يفهمك؟ هل ستستمتع بتجربة الدراسة في الخارج حقّاً؟ وخاصّة أنّ الاتطباع الأولي عن هذه التجربة هو الذي يدفعك لإكمالها.
ولن ننسى إيجابيات تعلم بعض اللغات الأجنبية مثل اللغة الألمانية أو اللغة الإسبانية أو اللغة الكورية وغيرها. فدراسة إحدى اللغات السابقة مثلاً يساعدك في الاستفادة من تجربة الدراسة في ألمانيا أو إسبانيا أو أي دولة أخرى تطمح للدراسة فيها.
6. الثقافة والأدب
تمتلك كل حضارة ثقافة معينة ولها ما يميزها من عادات وتقاليد. ولمعرفة الحضارة حق المعرفة علينا أن نتعلم لغتها فهي جزء لا يتجزأ من أساسات الحضارة. اللغة هي المفتاح الذي سيفتح لنا آفاق واسعة للغوص في ثقافات الشعوب وفهم تاريخها وفنونها واحترام توجهاتهم وعاداتهم.
كما أن قراءة الأدب والشعر بلغة البلد يشكّل لدينا فكرة أوسع عن هويته وعن سكانه. ولهذا كلما تعلمنا لغات أكثر زاد وعينا عن شعوب العالم وفكرة تقبلنا للآخر.
7. الفن
تصل شهرة الفن الجميل لكل العالم، فكم أُعجبنا بفنون عالمية من رسم وموسيقا وأشعار وغيرها وارتابنا الفضول كي نعرف أصلها.
هنا يأتي دور اللغة في تعريفنا على تاريخ هذه الفنون، فكل فن ينتمي إلى ثقافة مختلفة وله أصول وجذور تمتد إلى تاريخ وحضارة البلد الذي جاء منه. وللبحث عن المصادر الأساسية لهذه الفنون المعبّرة، نحتاج لتعلم لغتها حتى نتعمق بالمعاني والتعابير الخاصة بها.
8. اكتساب المهارات
اكتساب المهارة أساس ثابت في أي مجال. وفي دراستك المستمرة للغات ستنمّي العديد من مهاراتك فيها وحتى في لغتك الأم، فأنت ستعزز من مخزون المفردات لديك والقواعد اللغوية لكل لغة. واكتسابك لهذه الخبرة ستنعكس على حياتك بشكل إيجابي بحيث تجعلك تفكر وتحلل الأمور بشكل أفضل.
فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص المتحدثين بأكثر من لغة غالباً ما تكون قرارتهم صائبة لامتلاكهم تفكير نقدي سليم. ولهذا تتهافت الشركات للحصول على موظفين متعددو اللغات، ليس فقط من أجل التواصل بل لأنهم قادرون على التفكير العملي الصحيح بالأمور وإيجاد الحلول الأنسب.
9. الثقة بالنفس
ذكرنا أن الأشخاص الناطقين بأكثر من لغة هم أشخاص ناجحون، ومن أهم صفات النجاح الثقة بالنفس. فما الدور الذي تلعبه اللغة في هذه الحالة؟
عند دراستك للغة جديدة فإنك لن تتعلمها وتخفيها لنفسك، لابد لك أن تظهرها وتتعامل بها حتى تتقنها. وحسب الدراسات فبمجرد تجرؤك على الحديث بلغة مختلفة على العلن، أنت شخص واثق بنفسه ولديك القدرة للتواصل مع الناس بكل ثقة وبشكل لائق.
يمكنك اعتبار هذا الدافع لتعلم اللغات على أنّه جائزة أيضاً لإعطائك المزيد من الثقة بالنفس وتعزيز قدرتك على التواصل الاجتماعي.
10. الهجرة إلى الخارج
لاشكّ بأن أهم الأسباب لتعلم اللغة هو الانتقال وبدء حياة جديدة في بلد آخر. فالكثير ممن يسعون للحصول على إقامات وجنسيات في بلدان أجنبية يعلمون تماماً أنّ إتقان اللغة مهم للاندماج في المجتمع وفهم الواجبات والتمتع بحقوق المواطنة كغيرهم من المواطنين في البلد.
ومن الخطأ الظن أن اللغة الإنجليزية كافية للهجرة إلى الخارج، بالطبع هي من أهم اللغات المنتشرة في العالم وستساعدنا كثيراً في التنقل و التواصل مع الناس، لكن إذا أردت أن تعيش كمواطن في دولة لغتها الرسمية غير اللغة الإنجليزية فعليك أن تتعلم لغة هذا البلد.
أخيراً، هذه كانت أهم أسباب تعلم لغات جديدة وأهم الفوائد التي يمكن تحقيقها من ذلك. ومازال يوجد الكثير من إيجابيات تعلم اللغات الأجنبية، إلّا أنّ جميعها يندرج تحت هذه العناوين، وبالتالي قدمنا لكم مقالاً موجزاً ومستوفياً كل المعلومات عن موضوعنا. فإذا لم تتعلم أي لغة حتى الآن، فسارع وابدأ طريقك بتعلم اللغات والذي سيفتح لك أبواباً كثيرة وفي مجالات مختلفة.
وللبدء بتعلم اللغات بشكل مجاني من المنزل، ألقي نظرة على المصادر المتاحة في قسم تعلم اللغات الأجنبية.