هل تجد صعوبة في تعلم مهارات جديدة بسهولة؟ هل تستغرق وقتاً أطول لفهم أو لإدراك شيء ما مقارنة بالآخرين؟ لا داعي للقلق! جميعناً لديه نقاط قوّة وضعف عندما يتعلق الأمر بتعلم أشياء جديدة. فإن كنت تعاني من بطء التعلم وتجد صعوبة في تعلم أي شيء جديد، لا داعي للقلق! فأنت لست متعلماً بطيئاً. أنت فقط بحاجة لمعرفة أسباب تقاعسك عن التقدم وتجاوزها لكي لا تتحول لعائقٍ في وجه تحصيلك الأكاديمي.
غالباً ما ترتبط حلول علاج بطء التعلم حول بذل المزيد من الجهد وتوجيه التفكير والتركيز نحو الأهداف المقصودة.
4 أسباب أساسية لبطء التعلم
قد تتنوع أسباب بطء التعلم وتختلف من شخصٍ لآخر، لكن معظمها يندرج تحت هذه الأسباب الأربعة. إليك أهم 4 أسباب لبطء التعلم، قد تجعل منك متعلماً بطيئاً مقارناً بالأفراد من حولك وتؤثر بشكل سلبي على تحصيلك الأكاديمي.
1. عدم التركيز يسبب بطء التعلم
يعدّ التركيز العالي عاملاً أساسياً للإنجاز في أي شيء نقوم به، ولكي تحافظ على تقدمك يجب أن تولي اهتماماً كبيراً لما تتعلمه. يكمن السر في صبّ تركيزك الكامل على ما تقوم له لفترة زمنية قصيرة وستلاحظ التحسن السريع في إتقانك واستيعابك للمهارات الجديدة.
يمكنك تجنّب مشكلة قلة التركيز بسهولة تامة عبر اتباع بعض الخطوات، إليك أهمها:
1. خلق بيئة هادئة وبعيدة عن الملهيات
قد تجد أنّه من المستحيل التركيز أثناء تواجدك في الأماكن الصاخبة، أو التي تحتوي على العديد من المشتتات التي يمكنك الوصول إليها بكل سهولة. لذلك ستكون استراتيجيتك الأولى أن تبتعد عن مختلف الملهيات والمشتتات التي يمكنها مقاطعة تركيزك وخلق جو هادئ لتركز في تعلمك.
على سبيل المثال، ابتعد عن الهاتف المحمول. حيث أثبتت بعض الدراسات أن مجرد تواجده إلى جانبك يسبب لك شتات العقل وفقدان التركيز.
لمعلومات إضافية ننصح بقراءة مقالاتنا التالي: هل تعاني من التشتت الذهني؟ إليك 10 نصائح لمضاعفة مدة تركيزك
2. حافظ على تركيز مستمر بدلاً من إعادة التركيز
يمتلك بعض الأشخاص قدرة عالية على تعدد المهام، لكن في الواقع من الصعب المساواة بين نشاطين يتطلبان نفس الجهد من التفكير والتركيز. فإن كنت تعمل على مهمتين في نفس الوقت، سيكون من الضروري التبديل بينهما باستمرار، وبالتالي انقطاع التركيز بشكلٍ جزئي عن المهمة ومن ثم العودة إليها. هذا ما يستغرق المزيد من الوقت لعودة التركيز بشكلٍ كامل.
فإذا كنت تعاني من بطء التعلم، يُفضل أن تتجنب كل أشكال تبديل المهام أو حتى الجمع بينها. ويمكن ذلك من خلال تحديد موعد معين لعملية تعلمك، وبهذه الطريقة تُعطي الحرية للذهن في إيقاف التفكير بباقي المهمات والتركيز على المهمة الحالية.
تعدد المهام بصورة عامة يؤدي إلى ضياع انتباهك ما بين المهمة والأخرى، مما يؤخر إنجازك للأعمال من جهة واستهلاكك لطاقتك الفكرية وقوتك البدنية في محاولة التوفيق بين كل المهام.
انظروا أيضاً: هل تعدد المهام أمر جيد؟ 10 أسباب لتتوقف عن كونك شخص متعدد المهام
3. الحفاظ على صحة وراحة العقل والجسد
لطالما نسمع نصائح عن ضرورة تناول الغذاء الصحي وشرب الماء الكافي عند الدراسة وتعلم مهارات جديدة، وهذا ما نقصده بالتحديد.
يؤثر سوء التغذية والجفاف والحرمان من النوم والعادات غير الصحية بشكلٍ سلبي على قدرتنا على التركيز، ولذلك تحتاج أعضائنا للمزيد من الاهتمام حتى تعمل بشكلٍ سليم وصحيح لاكتساب مهارات جديدة باستمرار.
لكي يكون عقلك مُهيأً وفي أفضل حالة للتعلم، أنت بحاجة للحفاظ على جسمك في أفضل حالاته أيضاً، من خلال النوم الجيد ليلاً، والنظام الغذائي الصحي، وشرب السوائل بشكل مستمر، والابتعاد عما يضر جسدك من مدخلات غذائية، وبالتالي سيكافئك جسمك وعقلك بمزيد من التركيز والتعلم الأكثر فعالية.
لمعلومات إضافية عن التركيز ننصح بقراءة مقالاتنا السابقة التالية:
- أهم النصائح والتمارين لتقوية التركيز والانتباه بنسبة 200%
- أفضل 5 من فوائد التأمل في تحسين التركيز اليومي
- إليك أفضل 13 طريقة لزيادة التركيز في العمل ومضاعفة الإنتاجية
2. المعتقدات وطريقة التفكير
تؤثر طريقة تفكيرنا ومعتقداتنا بشكل كبير على طريقة تعلمنا ومدى تقدمنا. نرى ذلك بشكل واضح في الأشخاص الناجحين والذين آمنوا بأنفسهم وركزوا على أهدافهم ووصلوا لها بكل نجاح.
على سبيل المثال في كتاب العقلية: علم النفس الجديد للنجاح Mindset: The new psychology of success,، تشرح عالمة النفس ذات الشهرة العالمية Carol Dweck تأثير موقفنا على نمونا العقلي. على سبيل المثال، الأفراد ذوي العقلية الغير مرنة يؤمنون بمصطلحات مثل “إما أن تمتلكها أو لا”، أي لديهم خيار واحد من اثنين، والذي بدوره يمكن أن تخلق، بشكل لا إرادي، حاجزاً عقلياً يعيق التقدم.
لكن الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية مرنة قابلة للنمو، هؤلاء الذي يؤمنون بأنّهم قادرون على تطوير أنفسهم وتحسين قدراتهم من خلال ذالشغف والمثابرة، لديهم الحافز الأكثر من كافي لتطوير قدراتهم والعمل بجدية أكبر لتحسينها مع مرور الوقت. هؤلاء لا يجدون أنفسم عرضة لبطء التعلم.
كما قال Henry Ford مرّة: “إذا كنت تعتقد انك تستطيع، أو تعتقد انك لا تستطيع، فأنت على صواب.”
وهذا ينطبق على التعلم أيضاً. فإن كنت تؤمن بكل ما تسمعه، على سبيل المثال أنّ تعلم اللغات أمر مستحيل للكبار في السن أو أنّ الحصول على منحة دراسية للسفر والدراسة في الخارج هو أمر شبه مستحيل، سوف يخلق ذلك تأثيراً وهمياً سلبياً في تفكيرك (يُعرف أيضاً باسم تأثير nocebo) ويجعل منك متعلماً بطيئاً جداً.
اقرأ:
- كيف تجد ما يحفزك باستمرار وتحافظ عليه في بداية كل يوم جديد؟
- 9 أشكال مختلفة من التحفيز تقف وراء تحقيق الأشخاص الناجحين لأحلامهم
3. توقعات التطوّر الوهمية
من أهم أسباب بطء التعلم هي توقعات التطوّر والتقدم الوهمية. حيث يشعر البعض بالإحباط وبتأخرهم في عملية التعلم حين حدوث عكس توقعاتهم بسرعة التقدم والوصول لأهدافهم.
غالباً ما يعود ذلك لوضع توقعات مستقبلية غير واقعية للعملية التعليمية وحين عدم تلبيتها لتوقعاتنا فإننا نلوم أنفسنا، ونعتقد أننا نعاني من بطء التعلم، أو ليس لدينا موهبة، أو أننا لسنا أذكياء، وذلك قد يبطء من عملية التعلم أيضاً.
من الجدير بالذكر أن التعلم عملية طويلة الأمد، وقد يتقدم بعض الأشخاص بشكل أسرع خلال المراحل الأولى ولكنهم يتباطؤون لاحقاً، ويمكن أن يحدث العكس. فما يهم فعلاً أن البداية السريعة أو البطيئة ليست مؤشراً جيداً لقدراتك وتقدمك كمتعلم.
لذلك، من المهم أن نحافظ على توقعاتنا ونتأكد من تواصلنا مع الافراد الخبيرين في هذا المجال كالمعلمين أو الطلاب المتقدمين، للحصول على منظور أكثر واقعية للوقت والطاقة اللازمة لما نهدف لتعلمه والالتزام المطلوب لمعرفة ما نحن بصدد الدخول فيه.
اقرأ: تعلم مهارات جديدة: 10 مهارات مطلوبة يمكنك تعلمها بنفسك عبر الإنترنت
4. تأثير التعلم السابق على التعلم الحالي
نشير هنا إلى ارتباط ما نتعلمه حالياً بما قد تعلمناه سابقاً. على سبيل المثال،من تعتقد سيتعلم رياضة التزلج على الجليد بشكل أسرع، شخص لديه خبرة مع ركوب الأمواج أم شخص دون أي خبرة بأي نوع من الرياضات اللوحية؟
أي أن ما نتعلمه ونتقنه فعلاً يشكل قاعدة رئيسية لنبني عليها المزيد من المهارات، وهذا ما يؤثر على سرعة تقدمنا والتي تختلف من شخصٍ لآخر. لا يمكنك مقارنة تقدمك في ما تتعلمه مع تقدم أشخاصٍ لديهم خلفية في مجالات ذات صلة.
ولكي تتجنب البطء في تعلمك وتزيد من سرعتك في التعلم، لا بد لك من اتباع استراتيجية متابعة التعلم رغم كل الظروف وألا تتوقف أبداً. فكلما تعلمنا أكثر، كلما اتسعت قاعدتنا لاكتساب المزيد من المهارات، وزادت سرعة تعلمنا لأشياء جديدة.
بعد الاطلاع على أهم 4 أسباب لبطء التعلم، يمكن القول أن الفرد لا يولد مع قدرات في في التعلم السريع أو البطيء. لا يتعلق الأمر بالقدرة على التعلم، بل بمدى كفاءة وفعالية الاستخدام لهذه القدرة.
دعونا نأخذ مثال، تخيل أنك تريد تحريك عجلة من النقطة أ إلى النقطة ب. تخيل أيضًا أنه بدلاً من دحرجة العجلة بسهولة، تضعها على الأرض على وجهها الجانبي وتدفعها للأمام. ستجعل العجلة تتحرك وتأخذها إلى حيث تريد، لكن هذه ليست الطريقة الأفضل للقيام بذلك (مقارنة بدحرجتها سهولة). سوف يستغرق الأمر المزيد من الوقت والجهد للانتقال من النقطة أ إلى النقطة ب. إن مدى سرعة وسهولة تحريك العجلة له علاقة بكيفية استخدامك لها ولا علاقة له بالعجلة نفسها.
الشيء نفسه ينطبق على عقلك. قد تظن أنك تعاني من بطء التعلم، ولكن على الأرجح، كل ما تحتاجه هو أن تتعلم كيفية استخدام عقلك بشكل أكثر فعالية. من خلال تحسين تركيزك وعقليتك وفهمك لعملية التعلم، ستدرك أنك متعلم أسرع بكثير مما كنت تعتقد.
يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.
هل تبحث عن فرص ووظائف للعمل عن بعد؟ تفقد مقالات قسم العمل عبر الإنترنت.