الخوف من التحدث أمام الجمهور هو أمر شائع بين 75% من البالغين، سواء كان عرضًا تقديميًا في العمل أو التحدث في زفاف صديق، يجد الخوف طريقه إلى قلوب الكثيرون. مع ذلك، فإنّ القدرة على التحدث أمام الجمهور في العلن هي مهارة مُكتسبة يمكن لأنّ شخص الحصول عليها وتعزيز نموه الشخصي والمهني. لذلك إن كنت تتساءل كيف يمكنك اكتساب مهارات التحدث أمام الجمهور، سنتعرف في مقالنا التالي على 9 نصائح مستمدة من الخبراء لمساعدتك في التغلب على خوف التحدث أمام الناس، والتفاعل مع الجمهور، بما يساعدك في تقديم عروض تقديمية مؤثرة بثقة تامة.
9 خطوات للتخلص من الخوف أمام الجمهور
حتى الأشخاص المحترفين ليسوا بمأمن من القلق قبل الحديث أمام الجمهور، لكن ما يميزهم هو كيفية إدارة هذا الخوف والقلق ليبدوا بالصورة المثالية. إليكم 9 نصائح مُقدمة من خبراء في التحدث على العلن أمام الجمهور:
1. ابدأ بالتحضير الجيد
انضموا إلى قناتنا على التيليجرام Telegram لتصلكم كامل الفرص مجانًا!
قناة موندووف على التيليجرام Telegram
الاستعداد للتقديم يزيد من ثقتك بنفسك ويقلل من حدوث الأخطاء، وهو مفتاح تقديم خطاب تفاعلي وجذاب.
تأكّد من تجهيز كامل المواد التي تحتاجها للعرض قبل أيام وانقل النقاط الأساسية إلى بطاقات صغيرة لاستخدامها كإشارات مرجعية، وتدرّب عليها مرارًا وتكرارًا. إن كنت مستعدًا ومنظّمًا، سيلاحظ الجمهور ثقتك بنفسك.
أثناء التدريب، لا تكتف بقراءة العرض فقط، تدرّب على كل شيء. ابدأ بالوقوف والتحدث بصوت عالٍ كما لو كنت تقدم العرض أمام جمهور حقيقي. تأكّد من التدرّب الجيد على لغة جسدك والإشارات التي ستقوم بها. كرّر الخطاب عدّة مرات، تدرّب أمام المرآة، قم بتصوير نفسك، قدّم العرض لمجموعة من الأصدقاء أو أفراد العائلة.
إن كنت قريبًا من مكان تقديم العرض، من الجيد زيارته في اليوم السابق لموعد خطابك ليكون مألوفًا وللتخلص من رهبة المكان.
وإن تمكنت من فهم الجمهور المستهدف، ستكون قادرًا على تكييف خطابك ليتناسب مع اهتماماته والتواصل معه والمحافظة على انتباهه طيلة فترة العرض.
انظر: أفضل 10 حيل مُثبتة علميًا لتصبح شخصًا أكثر جاذبية وكاريزما
2. النظرة الإيجابية
من الطبيعي أن تشعر بالتوتر قبل البدء بالتحدث أمام الجمهور. فالخوف والتوتر هما استجابة طبيعية تجاه المواقف التي تهمك. تذكر أنّه من المستحيل التخلص من كافة آثار التوتر مهما كنت خبيرًا، لكن يمكنك العمل على تخفيف هذه الآثار السلبية قدر الإمكان.
من الطرق الشائعة لتخفيف التوتر، التركيز على شغفك بالموضوع الذي تتحدث عنه، وتخيّل نفسك وأنت تتحدث بكل ثقة. على سبيل المثال، أثناء التحضير، استخدم جميع حواسك لتشكيل صورة ذهنية كاملة عن الموقف الذي ستوضع فيه، وإن وجدت أنّ صورتك الذهنية سلبية ومليئة بالتوتر، حاول مواجهة الأمر بتذكير نفسك بأهمية العرض التقديمي بالنسبة لك وأنّ واثق من نفسك ومستعد على أكمل وجه لخلق انطباع إيجابي.
من بعض التمارين المفيدة في هكذا مواقف، تمارين التنفس العميق والتحدث الإيجابي مع الذات، بما يساعدك على استغلال الطاقة الإيجابية لزيادة تركيزك وحماسك أثناء التحدث.
3. طبّق تقنيات تخفيف التوتر
كما ذكرنا، التوتر هو جزء طبيعي من أي عرض تقديمي أمام الجمهور. قد يُريحك معرفة أنّه لم يتم دعوتك للتحدث أمام الجمهور لتتعرض للسخرية، الجمهور ينتظرك ويريد سماعك والتفاعل مع حديثك. لذلك من الجيد تطبيق تقنيات استباقية لإدارة التوتر الذي قد تشعر به.
على سبيل المثال، تجنب تناول كميات كبيرة من الكافيين قبل العرض، لأنّه منشّط وسوف يرفع من مستويات التوتر والقلق لديك. بدلًا من ذلك، قم بالاستماع إلى الموسيقى أثناء طريقك إلى مكان العرض، وطبّق بعض تمارين الاسترخاء التي تفضلها، وتدرّب على تمارين التنفس العميق لتتعلم كيفية تطبيقها قبل الصعود إلى المسرح.
إن كنت تمتلك بعض الدقائق قبل عرضك، قم بممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة، كونها تفرز الإندورفين الذي يقلل من مستويات التوتر ويجعلك تشعر بحال أفضل.
تأكّد من أنّ الجمهور لا يرى ما في داخلك. لذلك لن يبدو التوتر عليك إن كنت متوترًا من الداخل.
انظر: 9 كتب ينصح بقرائتها المدير التنفيذي لشركة جوجل Sundar Pichai
4. التوقّف المؤقت أثناء الحديث
قم بالتركيز على حديثك كل بضعة دقائق، وإن وجدت أنّك تتحدث بسرعة كبيرة، توقّف لبضعة ثوانٍ وخذ نفسًا عمليًا. لا تخف، لن يبدو الأمر غير طبيعي، بل سيبدو وكأنّك غارق في التفكير فيما ستقوله.
فكرة جيدة أن تتدرب مسبقًا على الأماكن التي يمكنك الوقوف عندها. مثلًا في نهاية كل جزء من عرضك أو بعد طرح أي سؤال.
في الحقيقة، التوقف لثوانٍ معدودة، لا يريحك أنت وحسب، بل يمنح جمهورك الوقت الكافي للتفكير فيما تقوله ويزيد من فهمهم وتفاعلهم مع ما تقدمه. أي أنّ التوقف لثوانٍ أثناء حديثك هو عنصر جوهري من التحدث الناجح أمام الجمهور.
كما يساعدك التوقف المؤقت على التخلص من ما يُعرف بالكلمات الفارغة، مثل “آه ه ه ه ه”، والتي قد تجعلك غير واثق من نفسك أثناء التحدث في العلن.
اقرأ: قاعدة الخمس ساعات.. انضم إلى بيل غيتس وإيلون ماسك لتغيير حياتك للأفضل
5. دع لغة جسدك تتحدث عنك
إن ألقيت نظرة على المتحدثين المحترفين أمام الجمهور، ستجد أنّهم يشتركون بشيء واحد، إتقانهم للغة الجسد التي تعكس ثقتهم الكبيرة. يمكنك الظهور بمظهر الواثق من نفسه إن حافظت على تواصل بصري مستمر مع جمهورك واستخدمت الإيماءات للتأكيد وتحركت على المسرح بشكل طبيعي.
حاول المحافظة على نبرة صوت مناسبة وتنفس ببطء وهدوء واجعل تعابير وجهك وجسدك تتناسب مع ما تقوله. عندما تظهر ثقتك بنفسك، يصبح الجمهور أكثر استعدادًا لتصديقك والانتباه لرسالتك.
اقرأ: 8 علامات غير معروفة في لغة الجسد تعكس مستوى الذكاء العالي
6. قم بتحديد مصادر خوفك وكن مستعدًا لارتكاب الأخطاء
إن كنت تحضر للإلقاء أمام جمهور، فربما ليست هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها أمام مجموعة من الأشخاص. تذكر تجاربك السابقة حتى لو كانت في اجتماع أو عرض تقديمي لعدد قليل من الأشخاص، وقم بتدوين الأفكار التي كانت تدور في ذهنك. ما الذي أشعرك بالتوتر أو القلق؟ هل تخاف من أن يحكم عليك الجمهور؟ أم تجد صعوبة في إيصال أفكارك؟ سيساعدك تدوين هذه الأفكار في تحديد ما تخشاه والتغلب عليه.
أمّا بالنسبة لارتكاب الأخطاء، فهو أمر وارد جدًا. فالمشكلة ليست في ارتكاب الأخطاء، بل في كيفية التعامل معها. فإن ارتكبت خطأ ما، حاول التحضير لنكت قصيرة أو تعليقات محددة للتعويض عن الأخطاء التي ارتكبتها. التخضير لوجود حلول لمثل هذه المواقف يساعدك في إدراكها والتغلب عليها.
7. ادخل عنصر الفكاهة
المتحدثون أمام الجمهور ذوو الخبرة غالبًا ما يميلون لاستخدام الفكاهة في عروضهم التقديمية. تفاعل الجمهور يزداد بشكل كبير إن جعلتهم يضحكون، كون الفكاهة تساهم في تخفيف أجواء التوتر وتجعلك تشعر بالمزيد من الراحة أثناء الإلقاء.
مع ذلك، بعض الفكاهة قد يتم فهمها بشكل خاطىء، لذلك حاول استخدامها فقط عندما تكون واثقًا من مناسبتها للموقف. على سبيل المثال، السخرية من نفسك عادة ما تُعتبر طريقة آمنة لاستخدام الفكاهة، حيث تُعزز الثقة لأنها تكون أكثر قربًا من تجربة الجمهور.
انظر: ما هي أفضل كتب تطوير الشخصية؟
8. تواصل مع جمهورك
يركز العديد من المتحدثين على العلن على إدخال الجمهور في حديثهم. على سبيل المثال، طرح بعض الأسئلة على الجمهور يدفعهم للتفكير في الموضوع الذي تتحدث عنه ويدعوهم للمشاركة بنشاط في المحادثة. هذا ما يرفع بدوره من ثقتك بنفسك ويحسّن من جودة تقديمك.
يعتمد آخرون على مشاركة التجارب الشخصية مع الجمهور لخلق رابط قوي معهم. على سبيل المثال، استخدم العديد من المتحدثين الشهيرين مثل أوبرا وينفري ومارتن لوثر كينغ الابن، هذه الاستراتيجية. فعندما تفتح قلبك للجمهور حول تجاربك الشخصية وتتواصل معهم بشكل أعمق، ستكون قادرًا على جذب انتباههم والمحافظة عليه طيلة فترة عرضك.
9. استفد من التعليقات
لكي تحسّن من قدراتك على الإلقاء، ابحث دائمًا عن تعليقات من الحاضرين، سواء كانوا زملاء أو أفراد العائلة أو متخصصين في مجال الإلقاء على العلن. فهذه الملاحظات هي أداة جوهرية للتطوير. استفد من جميع التعليقات وخاصّة السلبية منها، كونها تشكل قاعدة مثالية لتحسين أدائك في المرات القادمة.
تذكر أنّ الملاحظات السلبية ليست وسيلة لمهاجمتك أو إحباطك، بل هي طريقة مثالية لتحسين مهاراتك في الإلقاء.
من المفيد أيضًا التركيز على الملاحظات الدقيقة، بدلًا من الملاحظات العامة. على سبيل المثال، السؤال عن نبرة صوتك، لغة جسدك، وضوح أفكارك، أو تفاعل جمهورك. الملاحظات الدقيقة والمفصلة ستكون أكثر فائدة وستساعدك على تركيز جهود لتحسين نقاط معينة.
يمكنك قراءة مقالات مشابهة في قسم تطوير الذات وبناء الشخصية.
مقالات ذات صلة:
كيف تكون واثق من نفسك.. 9 نصائح لتعزيز الثقة بالنفس
السعادة بين يديك… 8 طرق مُثبتة علميًا لإدخال السعادة إلى حياتك اليومية
10 مهن هي الأسرع نموًا في العالم مع آلاف الوظائف الشاغرة