أصبحت مهارة التحدّث بلغة ثانية هي واحدة من أهم المهارات المطلوبة في عصرنا الحالي، لذلك نرى هذا الإقبال الهائل على تعلم اللغات الأجنبية من اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات، سواء عبر الإنترنت أو عبر الالتحاق بمؤسّسات تعليمية. لكن لاكتساب أي مهارة في العالم بسرعة، يجب استخدام الطرق ذكية في عملية التعلّم. ونظراً لأنّ التفكير باللغة الأجنبية التي نتعلّمها يعتبر من أفضل وأسرع الطرق لتعلم أي لغة، دعونا نتعرّف عبر هذا المقال على أسرع طريقة لتعلم اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات كما تشير العديد من الدراسات المطبّقة في مجال تعلم وتعليم اللغات.
التفكير المتواصل باللغة هو أسرع طريقة لتعلم اللغة
يُشار إلى التفكير المتواصل باللغة الجديدة، إلى استخدام اللغة التي تتعلمها للتفكير والتحدث مع نفسك بدلاً من استخدام لغتك الأم. لذلك دعونا نطرح بسؤال مهم، لماذا عليك التفكير باللغة التي تتعلّمها؟ ألا يكفي عدد ساعات الدراسة لهذه اللغة، عليّك أيضاً أن تفكّر بها في أوقات الراحة؟ يبدو الأمر متعب بعض الشيء.
في الحقيقة، إن كنت تسعى للبدء بتعلّم اللغة الإنجليزية أو أي لغة أجنبية أخرى، والأهم إتقانها بفترة قصيرة، لا يوجد شيء أفضل من تقنية التفكير المتواصل باللغة الجديدة. فربما تقضي سنوات في دراسة لغة معيّنة، وعندما تتوقّف عن استخدامها لعدّة اشهر، تشعر بأنّه يصعب عليك التحدّث كما سبق. وعادة ما يكون التوقّف عن الدراسة أو عدم التواصل مع الآخرين من أسباب عدم استخدام هذه اللغة الأجنبية.
تخيّل معي أنّه بإمكانك التفكير والتحدّث مع نفسِك بهذه اللغة؟ فكم ساعة يومية تقضيها في التفكير الذهني والتحدّث مع نفسِك؟ أليس هذا الصوت بداخلك هو جزء منك؟. عادةً ما يتحدّث الشخص مع نفسِه باستخدام اللغة الأم، أي في أغلب الأحيان باللغة العربية. لذلك دعونا نستغل بعض هذا الوقت للاستفادة منه في التدرّب على اللغة المستهدفة.
انظر: ما هي أساسيات القراءة في اللغة الإنجليزية أو أي لغة أجنبية أخرى؟
فوائد التفكير المتواصل باللغة الجديدة
طالما أنّ التفكير المتواصل باللغة يعتبر أسرع طريقة لتعلم اللغة، لابدّ أنّ له العديد من الفوائد فما هي أهمها؟
لتعلّم أي لغة في العالم، أنت بحاجة للتعرّف على المفردات المستخدمة في هذه اللغة، والأهم من التعرّف عليها، هو التعرّف على طريقة استخدمها. وطريقة تخرين هذه المفردات ضمن الذاكرة يمكن أن تتم بطريقتين:
إمّا مفردات تدخل في الذاكرة وتبقى محفوظة فيها بحيث يمكن استخدامَها لاحقاً، وهذه المفردات تدعى ب المفردات الفعّالة أو Active Vocabularies. أو لدينا مفردات تدخل من أذن وتخرج من الأذن الأخرى! وتدعى ب Passive Vocabularies. يعني مفردات لا فائدة كبيرة منها.
ومن هنا يأتي دور عملية التفكير في اللغة الجديدة، بحيث تساعدنا بشكل كبير في استقطاب المفردات الفعّالة Active Vocabularies لأنّنا ببساطة نستخدمها بشكل دائم أثناء التفكير.
يضاف أنّ التفكير باللغة الجديدة يساعد الدماغ على استخدامِها بشكل متواصل. والأهم أنّك ستصل لمرحلة لا تحتاج فيها للتفكير والترجمة الذهنية لقول جملة مفيدة! طبعاً هنا نشير إلى عملية الترجمة الذهنية التي تحصل بشكل دائم في الدماغ قبل التحدّث. وفي النهاية نصل للنتيجة الأهم وهي التحدّث باللغة بسلاسة وعفوية تامّة.
انظر: لا تفقد مهاراتك اللغوية! كيف تحافظ على مستواك في اللغة الأجنبية مدى الحياة؟
ما التقنيات والخطوات المتبعة لبدء التفكير باللغة الجديدة؟
عندما تبدأ بالتفكير باللغة التي تتعلّمها، اعلم أنّك قمت باجتياز طريق طويل جدّاً وبدأت باتباع أسرع طريقة لتعلم اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات وأصبحت أقرب لتحدّث اللغة بطلاقة. هذه العملية بحد ذاتها هي مهارة مميّزة جدّاً وكما ذكرنا سابقاً هي حجر الأساس في تعلّم أي لغة جديدة وبوقت قياسي.
دعونا نتعرّف على النصائح والتقنيات التي يمكنكم الاعتماد عليها لتسريع عملية تعلم اللغة، وتحويل تفكيركم المتواصل من اللغة العربية إلى اللغة الجديدة التي يتم تعلمها.
1. تحدث مع نفسك
ربما تبدو نصيحة مبتذلة ومعروفة ولكن النتائج الفعلية التي نحصل عليها مذهلة. وفي هذا السياق ينصح البعض بالتحدّث مع نفسِك بصوت مرتفع. لكن لا يمكننا القيام بذلك في أغلب الأحيان، وخاصّة عند وجود أشخاص آخرين من حولنا. يعني في النهاية لا نريد أن يتم فهمَنا بطريقة خاطئة!
هنا نحتاج إلى استثمار الصوت الداخلي لدينا أو ما يعرف ب Inner voice وذلك بهدف التفكير باللغة الجديدة بشكل دائم. يعني الإنسان بطبيعته يتحدّث مع نفسه بشكل دائم، وهذا عادة ما يتم بلغته الأم كما ذكرنا. حتّى أنّه بالنسبة للبعض، من الصعب المحافظة على تفكير غير نشط لعدّة دقائق! -وأنا أحدهم- ولذلك سنحاول استغلال هذا الأمر وبشكل جيّد.
فلنفرض أنّك في محاضرة غير مهمّة لأحد الأشخاص والمحاضرة مملّة بعض الشيء، طبعاً سوف تتواجد جسديّاً في المكان لكن تفكيرُكَ في مكان آخر. ربما تفكّر بطريقة للخروج، أو قد تبدأ برسم أشكال غريبة على إحدى الورق والتفكير بعمق. أو قد تبدأ بمراقبة الأشخاص الآخرين من حولك والتفكير بما يفعلونه.
يعني هذا مثال لمحادثات قد تدور في ذهنك. عملياً لا يهم أين أنت ذهنياً، ولكن المهم هو العمل على استخدام هذا الصوت الداخلي لديك للتحدّث باللغة الجديدة. بالتالي هدفُنا هو تحويل التفكير باللغة الأم إلى التفكير باللغة الجديدة. طبعاً الأمر ليس سهل ابداً، وخاصّة في الفترة الأولى، فقد تحتاج لإجبار نفسك على القيام بذلك.
قد يهمك: 10 نصائح للتغلب على خوف التحدث باللغة الإنجليزية أو غيرها على العلن
الأسلوب المتّبع لاستغلال الوقت الذي نقضيه بالتحدّث مع أنفسنا
يمكنك مثلاً محاولة وصف أي شيء تجده أمامك باللغة الأجنبية التي تتعلمها. فلنفرض أنّك خرجت من المنزل لتتمشّى، انظر ما يحدث من حولك، حاول التحدّث مع نفسك ووصف ما يحدث، قد تجد بعض الأشخاص يمارسون الرياضة أو آخرون يقضون بعض الوقت في أحد المطاعم.
حاول قدر المستطاع استخدام اللغة التي تتعلّمها لوصف أي شيء. ربما الأمر مرهق بعض الشيء، لكن النتائج تستحقّ هذا العناء الكبير!
يوجد أكثر من حيلة لتطبيقها في هذا السياق، ولكن أفضلها برأيي، هي تدوين الملاحظات بشكل دائم، سواء عبر حمل دفتر ملاحظات صغير طوال الوقت أو التدوين عبر الموبايل. فعندما تحاول التحدّث مع نفسِك ويصعب عليك إيجاد معنى كلمة معيّنة، قم بتدوينها جانباً.
ففي حال كنت تمتلك الوقت الكافي للاطلاع على معناها فهذا جيّد، لكن إن كان الوقت غير مناسب، قم بالعودة إلى هذه القائمة في نهاية اليوم وقم بالبحث عن معنى المفردات الجديدة.
اقرأ: البدائل الدقيقة لمترجم جوجل ولماذا ينصح باستخدامها؟ بدائل Google Translate
النتائج التي يمكن تحقيقها من التحدث مع نفسك لتسريع عملية تعلم اللغة
عندما تتحدث مع نفسك، أنت تركّز على المفردات التي تحتاجها في الحياة اليومية بالدرجة الأولى، بدلاً من قضاء عدّة ساعات في الاطلاع على كتب تعليمية. وهنا تأتي فكرة التعلّم بذكاء. عليك دائماً إيجاد أفضل وأسرع الطرق لتعلم أي لغة والتقدّم بفترات زمنية قصيرة.
يكفي القول أنّك ستصل لمرحلة تتحدّث فيها في نومك باللغة التي تتعلّمها. صدّق أو لا تصدّق، قد تجد أحدهم يخبرك أنّك كنت تحلم بالأمس وتتكلّم بهذه اللغة. تذكّر كلامي! وبالنسبة للوقت المثالي للبدء بالتحدّث مع نفسك، فهو بعد أن تتجاوز مرحلة المبتدئ في تعلّم اللغة الأجنبية. حاول قضاء أول شهر لك في تعلّم أكثر المفردات استخداماً في اللغة ومعرفة القواعد الرئيسية في هذه اللغة. ومن ثمّ انتقل للتحدّث مع نفسك قدر المستطاع.
2. طريقة الترجمة المتّبعة في تعلم اللغة
إذا كنت تبحث عن أسرع طريقة لتعلم اللغة الإنجليزية أو أي لغة أجنبية أخرى، فإنّ نتائج هذه التقنية مضمونة. فعملية الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية هي شيء نقوم به بشكل يومي، وخاصّة إن كنّا نتعلم لغة جديدة. ربما الأمر بسيط جدّاً، فأي شيء نبحث عنه نضعه في Google Translate ونحصل على الترجمة باللغة العربية. لكن لا يجب الاعتماد على الترجمة إلى اللغة العربية في كامل الأوقات أو إن صح القول يفضّل استخدام الترجمة للغة العربية في المرحلة الأولى من تعلم اللغة الأجنبية فقط.
فإذا كنت تبحث عن أفضل الوسائل للبدء بالتفكير المتواصل باللغة التي تتعلمها، يجب عليك البدء بترجمة أي كلمة من هذه اللغة، إلى اللغة نفسِها! (بدلاً من ترجمتها إلى اللغة العربية). يعني مثلاً، إن قمنا بالبحث عن معنى كلمة Dream في اللغة الإنجليزية، نحصل على حُلم باللغة العربية، لكن لاحظ الترجمة المرفقة باللغة نفسها (اللغة الإنجليزية):
a series of thoughts, images, and sensations occurring in a person’s mind during sleep. وقم أيضاً بالاطلاع على المثال المرفق معها.
انظر: كيف يتم حساب درجات اختبار الأيلتس IELTS Test وما يعادلها؟
النتائج التي يمكن تحقيقها من ترجمة اللغة باللغة نفسها
هذه تقنية متقدّمة جدّاً لتسريع عملية تعلم اللغة وتحتاج لجهد ووقت كبيرين للالتزام بها. لكن تخيّل معي الفكرة، أنت تجعل الدماغ يعمل بشكل متواصل باستخدام اللغة التي تتعلمها، والنتائج التي ستحقّقها ستكون مذهلة.
سوف تصل لمرحلة تتفاجأ فيها من نفسك، ومن معرفتك لمفردات لم تقم بالتدرّب عليها من قبل. سوف تبدأ باستخدام كلمات جديدة، قد تكون سمعتها في مكان ما ولم تنتبه، لكن ستبقى في ذاكرتك وسوف تستخدمها دون شعور.
بعد فترة من الزمن إن وجدّت الأمر أصبح أسهل ممّا سبق، قم بشراء معجم يترجم اللغة باللغة ذاتها. مثلاً معجم إسباني إسباني، إن كنت تتعلّم اللغة الإسبانية.
ربما البعض يتسائل لماذا عليّ شراء مُعجم ويمكنني استخدام الموبايل للترجمة. صحيح أنّ استخدام التطبيقات أسهل بكثير، ولكن هذه هي المشكلة، في سهولة إيجاد المعنى. فإن قمنا باستخدام أحد التطبيقات أو المواقع للبحث عن ترجمة مفردة معيّنة، يمكننا الحصول عليها خلال بضعة ثواني. حرفياً لا نبذل أي جهد في إيجاد المعنى.
لكن عندما تبحث في معجم المفردات، أنت تقوم برؤية مفردات من نفس اللغة وتقوم ببذل جهد لإيجاد المعنى وقد تقوم بالاطلاع على مثال لاستخدامه، لذلك صدّقني النتائج أفضل بكثير.
قد يهمك: أفضل مواقع تعلم وتحسين الاستماع للغة الإنجليزية للمبتدئين والمستويات الأخرى
3. التعرّض الكبير للغة الجديدة
صحيح أنّه يوجد العديد من التقنيات والتطبيقات والمواقع والكثير من المصادر التي تساعدك في تسريع تعلم أي لغة أجنبية. لكن في النهاية، جميع ما سبق لن يجدي نفعاً إن لم تتعرّض للغة بشكل كبير. أي يجب جعل اللغة جزء من حياتك اليومية.
هنا نشير إلى التعرّض بكامل أشكاله. مثلاً تهيئة البيئة من حولك بتغيير لغة جميع الأجهزة الإلكترونية التي تمتلكها إلى اللغة الجديدة، الاستفادة من الفيديوهات، الأفلام، المسلسلات،الأغاني، podcast، كتب صوتية، قراءة روايات وكتب ومجّلات وغيرها الكثير الكثير.
فإن كنت لا تعلم، يقال أنّ الدماغ أشبه بجهاز تسجيل، يحفظ كل شيء تسمعه أو تقرأه أو تراه.
كمثال على ذلك، عندما نحاول التحدّث باللغة ونتفاجأ أنّنا ذكرنا جملة معينة، نقف للحظة، لم أكن أعلم أنّني على علم مسبق بهذه المفردات! كيف فعلت ذلك؟ ربما لم تقم بدراسة هذه المفردات من قبل، ولكنّك بالطبع سمعتها في مكان ما ويمكنك استخدامها بشكل عفوي.
هذه هي نتيجة التعرّض المستمر للغة الأجنبية التي تتعلمها والذي سوف يساعدك في النهاية وبشكل كبير في تحويل طريقة تفكيرِك بشكل لا إرادي إلى هذه اللغة. وأفضل طريقة لك لتحقيق ذلك هو عبر الإطلاع على المقالات السابقة لنا عن أفضل التقنيات التي يمكن اتّباعها لتعلّم اللغات المختلفة!
بعد تطبيق جميع النصائح التي عرضناها في هذا المقال، سوف تجد أنّ أسرع طريقة لتعلم اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية هي التفكير المتواصل باللغة الجديدة! وبالنتيجة سوف ترى أنّه خلال عدّة أسابيع، سوف تبدأ بالتفكير بشكل عفوي باللغة الجديدة التي تتعلّمها. وحتّى إن واجهتك بعض الصعوبات في الفترة الأولى، لا يوجد أي مشكلة، فالأمر يحتاج لبعض الجهد والوقت، وأنا متأكّد أنّك ستحقّق نتائج مذهلة خلال فترة قياسية.
انظر مقالات مشابهة عبر قسم أسرار وتقنيات تعلم اللغات الأجنبية.
إذا كنت تبحث عن مصادر موثوقة وطرق فعّالة لتعلم اللغات الأجنبية، ألقي نظرة على قسم تعلم اللغات الأجنبية!